الذكرى العاشرة لاستشهاد القائد الذي صاغ المجد بدمه

     
عدن تايم             عدد المشاهدات : 44 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
الذكرى العاشرة لاستشهاد القائد الذي صاغ المجد بدمه

في مثل هذا اليوم ٦ مايو قبل عشرة أعوام، ترجّل الفارس الفدائي النبيل، القائد العسكري الصلب، والوطني الجسور، اللواء الركن علي ناصر هادي، بعد معركة بطولية خاضها ضد المليشيات الحوثية في قلب العاصمة عدن دفاعًا عن الأرض والكرامة والحرية، ارتقى شهيدًا في ساحة الشرف، مقبلًا غير مدبر، وترك خلفه سيرة خالدة ستظل محفورة في ذاكرة وطننا الجنوب، ومرجعًا للأجيال القادمة في معاني الشجاعة والفداء والإخلاص.

لم يكن اللواء علي ناصر هادي مجرد ضابط في الجيش، بل كان مدرسة متكاملة في الوطنية، والتفاني، والانضباط العسكري، عُرف بنزاهته، ونظرته الثاقبة، وشجاعته النادرة، لم يتردد يومًا في تلبية نداء الوطن، فكان دومًا في مقدمة الصفوف، يقاتل كتفًا بكتف مع جنوده، يشاركهم الخطر والتعب، ويشد من أزرهم في أحلك الظروف.

كان يدرك تمامًا أن معركة عدن في ربيع 2015 لم تكن معركة عادية، بل كانت معركة مصير، معركة وجود، معركة تمييز بين مشروعين: مشروع تحرير، ومشروع احتلال، ولهذا اختار أن يكون حيث ينبغي أن يكون القادة الحقيقيون: في الميدان، في قلب الخطر، على خطوط النار الأولى.

الشهيد القائد الفذ اللواء علي ناصر هادي من مواليد محافظة أبين، وهي المحافظة التي أنجبت العديد من القادة والرموز الوطنية، فنشأ في بيئة متشبعة بالقيم القبلية والروحية والعسكرية. التحق بالقوات المسلحة منذ وقت مبكر، وسرعان ما برزت مهاراته القيادية وقدرته على استيعاب المعارك وإدارتها بكفاءة.

تدرج في الرتب العسكرية حتى وصل إلى رتبة لواء، وتقلد مناصب عسكرية مرموقة، أبرزها رئاسة أركان المنطقة العسكرية الرابعة، ومن ثم قيادتها في مرحلة حساسة من تاريخ الجنوب المعاصر.

كان يؤمن بأن العسكرية ليست مجرد رتب وزي رسمي، بل مسؤولية أخلاقية، والتزام وطني. ولهذا كان قريبًا من أفراده وضباطه، يتابع تفاصيلهم اليومية، ويستمع إليهم، ويشاركهم الأفراح والأحزان، ما جعله يحظى باحترام واسع داخل المؤسسة العسكرية وخارجها.

عندما اسقطت ميليشيات الحوثي الارهابية وقوات صالح العاصمة اليمنية صنعاء، ثم بدأت بالزحف نحو الجنوب، كانت العاصمة عدن الهدف الاستراتيجي الأهم، أدرك اللواء علي ناصر هادي خطورة الموقف، وبدأ في ترتيب الصفوف، وتجهيز الخطط الدفاعية، على الرغم من الإمكانيات المحدودة، في بداية المواجهة ولعل هذا الإدراك هو ما استعدت له المقاومة الجنوبية في معظم محافظات الجنوب.

قاد معركة الدفاع عن العاصمة عدن ببسالة، لم يغادر المدينة رغم القصف اليومي ومحاولات التسلل والهجوم، بل كان يتنقل بين الجبهات، يرفع المعنويات، ويشرف على التخطيط والتنفيذ ميدانيًا مشاركا في في الأعمال القتالية كمقاتل وقائد في آن واحد.

وفي أحد أيام مايو 2015، وبينما كان يتقدم خطوط المواجهة في مديرية التواهي وفي اشتباك مباشر مع مليشيات الحوثي ارتقى شهيدا بطلقة قناص حوثي ، تاركًا جرحًا في قلب كل من عرفه أو سمع عنه.. لقد ارتقى وهو يؤدي واجبه الوطني بشرف نادر، فاستحق أن يُخلد اسمه في انصع صفحات التاريخ.

في أعقاب استشهاده، نعاه كبار القادة والسياسيين وعبّر المواطنون عن حزنهم العميق لفقدان قائد من طراز فريد. قال عنه زملاؤه إنه كان "رمز الانضباط والبسالة"، وقال جنوده إنه "لم يكن قائدًا من بعيد، بل أخًا وصديقًا ومقاتلًا لا يهاب الموت".

ووصفه الصحفيون بأنه "شهيد الدولة"، لأنه كان يدافع عن استعادة دولته الجنوبية و مشروع بناء مؤسساتها، وقد أجمع الكل على أن استشهاده لم يكن خسارة عسكرية فحسب، بل خسارة وطنية كبرى في لحظة حرجة كانت البلاد بأمسّ الحاجة فيها إلى قادة مثله.

ورغم مرور عشر سنوات على استشهاده، لا يزال اسمه يتردد في الأوساط العسكرية والشعبية، كرمز للشجاعة والوفاء والقيادة الرشيدة, تتناقل الأجيال قصصه ومواقفه، وتُكتب عنه المقالات، وتُقام له الفعاليات التأبينية، ويُذكر في كل مناسبة تتحدث عن الشهداء والعظماء.

لقد ترك وراءه سيرة ناصعة تستحق التوثيق والدراسة، ليس فقط كنموذج للقائد العسكري، بل كصورة حقيقية للوطني الذي لم يبدّل تبديلا، وظل وفيًا لقسمه حتى الرمق الأخير. حتى استشهاده.

كل من عرف اللواء علي ناصر هادي لديه قصة يرويها, أحد الجنود الذين خدموا تحت قيادته يتذكره قائلًا: "كان أول من يصل إلى الجبهة، وآخر من يغادر, لم نكن نخشى الموت ما دام هو معنا", ويضيف آخر: "ذات مرة، رفض مغادرة الموقع رغم اشتداد القصف، وقال لنا: الوطن لا يُحمى من الخلف".

أما أحد زملائه الضباط فيروي: "كان يحمل في قلبه حبًا كبيرًا للجنوب، وكان يؤمن بأن النصر ممكن، مهما كانت الظروف، فقط إذا صدقت النوايا وتوفرت الإرادة".

إن الوفاء للشهداء لا يكون فقط بتذكرهم بالكلمات، بل بترجمة تضحياتهم إلى أفعال. واللواء علي ناصر هادي يستحق أن يُدرّس سيرته في الكليات العسكرية، وأن تُطلق اسمه على الشوارع والمعسكرات، وأن يُكتب عنه في المناهج الدراسية، لأنه قدوة في الحنكة والشجاعة والولاء والفداء للوطن.

إن استحضار بطولته في هذه الذكرى العاشرة، لا يأتي من باب الحنين فقط، بل هو تذكير للأجيال الجديدة بأن هناك رجالًا ضحوا ليبقى الوطن الجنوب ، وأن الأرض التي نعيش عليها ارتوت بدمائهم الزكية.

في الذكرى العاشرة لاستشهاد اللواء الركن علي ناصر هادي، نقف بإجلال أمام تاريخه، وننحني احترامًا لروحه، ونتعهد بأن تظل ذكراه شعلة تضيء درونا، ومنارة لكل من اختار طريق الشرف والكرامة.

سلامًا على روحك الطاهرة أيها القائد الفدائي النبيل، وعهدًا أن نظل أوفياء لدمك وكل الشهداء الأبرار، وأن نواصل ما بدأته حتى يتحقق الحلم الذي ناضلت من أجله: جنوب محرر دولة مستعادة، آمنة مستقر، كاملة السيادة.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

انشقاق الوية عن قوات طارق عفاش! (بيان)

جهينة يمن | 683 قراءة 

قضى على شاب خلال ثلاث دقائق ،،،تحذير من الخبيث الاسود القاتل ... تعرف عليه

كريتر سكاي | 544 قراءة 

السعودية تحسم مصير مجلس القيادة بشخص واحد.. تفاصيل خطيرة

مساحة نت | 497 قراءة 

ترامب ينفجر غاضبًا: "خدعة نووية بـ30 مليار دولار لإيران؟ لم أسمع بها في حياتي"

مساحة نت | 445 قراءة 

يمني يقتل شقيقته أثناء بث مباشر .. ما حقيقة الفيديو الذي أثار ضجة واسعة؟

المشهد اليمني | 422 قراءة 

السعودية تُغلق أبواب السفر إلى دول عربية.. التفاصيل الكاملة للقرار الجديد

المرصد برس | 393 قراءة 

عاجل :الحو ثي يعلن عن عملية عسكرية

كريتر سكاي | 384 قراءة 

لن تصدق السبب...صدور حكم باعد ام مدير شرطة وجنوده في صنعاء

جهينة يمن | 344 قراءة 

ضربة قوية للحوثيين...لقاء تاريخي بين الزبيدي والعرادة ودعوات للاصطفاف لمواجهة الميليشات

جهينة يمن | 338 قراءة 

صادم ، قرارات سعودية جديدة تمنع اليمنيين من مزاولة هذه الأعمال

كريتر سكاي | 319 قراءة