كتب/ وليد المعلمي:
مع اقتراب موسم الحج لعام 1446هـ، أعلنت وزارة الداخلية السعودية عن تطبيق حزمة من العقوبات المشددة بحق مخالفي التعليمات الخاصة بالحصول على تصريح لأداء فريضة الحج، وذلك في إطار حرص المملكة على ضمان أمن وسلامة حجاج بيت الله الحرام، وتنظيم أداء المناسك بطريقة ميسرة ومنظمة.
وشددت الوزارة على أن العقوبات تشمل غرامة مالية تصل إلى 20 ألف ريال لكل من يُضبط مؤديًا أو محاولًا أداء الحج دون تصريح، وتشمل أيضًا حاملي تأشيرات الزيارة بأنواعها كافة، وغيرهم ممن يحاولون الدخول إلى مدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة أو البقاء فيهما خلال الفترة من 1 ذو القعدة حتى 14 ذو الحجة.
كما أقرت الوزارة غرامة مالية تصل إلى 100 ألف ريال، تتعدد بتعدد الأشخاص المخالفين، لكل من يتقدم بطلب إصدار تأشيرة زيارة لشخص قام أو حاول أداء الحج دون تصريح، أو من يقوم بنقل أو إيواء أو التستر على المخالفين. وتشمل العقوبات كذلك ترحيل المتسللين للحج من المقيمين والمتخلفين إلى بلادهم مع منعهم من دخول المملكة لمدة عشر سنوات، إضافة إلى مصادرة وسيلة النقل المستخدمة في المخالفة، بقرار من المحكمة المختصة، إذا ثبت أن الناقل أو المساهم أو المتواطئ كان مالكًا لها.
وتؤكد المملكة من خلال هذه الإجراءات أن الحج عبادة عظيمة تتطلب أعلى درجات التنظيم والانضباط، خاصة في ظل الأعداد المتزايدة من الحجاج سنويًا.
وقد سخّرت المملكة العربية السعودية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، كافة إمكانياتها الحديثة لخدمة ضيوف الرحمن، حيث أدخلت الأنظمة الذكية والتقنيات المتقدمة في مجالات النقل والاتصالات والتنقل بين المشاعر، بما يضمن لحجاج بيت الله الحرام أداء المناسك بسهولة ويسر، ويُجسد رؤية المملكة في تقديم أرقى الخدمات لضيوف الرحمن.
ومن أبرز هذه التقنيات:
– السوار الذكي “نسك”: يوفر معلومات شاملة عن الحاج، بما في ذلك حالته الصحية وموقعه الجغرافي، مما يسهل تقديم الخدمات الصحية والإرشادية.
– أنظمة الذكاء الاصطناعي: تُستخدم لتحليل بيانات الحشود وتوجيه حركة الحجاج، مما يسهم في تقليل الازدحام وضمان سلامتهم.
– الروبوتات متعددة المهام: تؤدي وظائف متنوعة تشمل تقديم الإرشادات، توزيع المياه، التعقيم، وحتى توصيل الفتاوى الدينية بلغات متعددة.
– المسار الإلكتروني: يوفر منصة رقمية متكاملة لحجاج الداخل والخارج، تتيح لهم اختيار برامج الخدمة والتعاقد إلكترونيًا مع الشركات والمؤسسات.
– مبادرة “طريق مكة”: تُمكن الحجاج من استكمال إجراءات دخولهم إلى المملكة من مطارات بلدانهم ونقلهم مباشرة إلى أماكن إقامتهم.
– الهوية الرقمية: تتيح للحجاج إثبات هويتهم إلكترونيًا عبر منصتي “أبشر” و”توكلنا”.
وتأكيدًا على المعنى الشرعي الجليل لقوله تعالى: “ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً”، فإن المملكة العربية السعودية تُدرك أن الاستطاعة تشمل الجوانب المادية والبدنية، وكذلك الالتزام بالأنظمة والتعليمات التي تحفظ سلامة الجميع. فهذه التنظيمات ليست تقييدًا، بل هي ترجمة عملية لمعنى الاستطاعة، وضمان لأن يؤدي الحاج مناسكه في بيئة آمنة ومنظمة، تليق بمقام الركن الخامس من أركان الإسلام.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news