شاهد|قوات صنعاء تحاصر مطار “بن غوريون”.. 20 شركة طيران أجنبية تعلق رحلاتها إلى إسرائيل

يمن إيكو|تقرير:

وقعت الضربة الصاروخية التي نفذتها قوات صنعاء على مطار بن غوريون، اليوم الأحد، كزلزال على حركة الرحلات الجوية في إسرائيل، حيث أعلنت 20 شركة طيران أجنبية تعليق رحلاتها، الأمر الذي أعاد أزمة النقل الجوي التي شهدتها إسرائيل العام الماضي وكبدتها خسائر كبيرة ولم تنتهِ إلا مع وقف إطلاق النار في يناير الماضي.

الصاروخ الذي قالت قوات صنعاء إنه فرط صوتي، ولم تكشف عن اسمه، أصاب المطار بشكل مباشر، وأعلن الجيش الإسرائيلي بوضوح عن فشل عدة محاولات لاعتراضه من قبل منظومتي (السهم3) الإسرائيلية و(ثاد) الأمريكية، وقد تم توثيق الهجوم من أكثر من زاوية، الأمر الذي لم يترك مجالاً للشك في أن المطار صار بالفعل منطقة معرضة للقصف المباشر، و”غير آمنة” كما حددتها قوات صنعاء في مارس الماضي.

ونتيجة ذلك، كانت ردة فعل شركات الطيران الأجنبية فورية، حتى أن رحلة طيران الهند التي كانت متجهة إلى المطار، والتي كانت تحلق فوق الأجواء الأردنية، عكست مسارها تماماً وعادت أدراجها، وهو ما فعلته طائرتان تابعتان لشركتي “ترانسافيا” و”ويز” كانتا في الطريق إلى إسرائيل أيضاً، فيما تم إلغاء رحلة لشركة طيران “أوروبا” كانت على وشك الانطلاق من مدريد إلى إسرائيل، وأخرى للخطوط الجوية البريطانية كانت على وشك الانطلاق من لندن.

قائمة الشركات التي أوقفت رحلاتها:

بعد ساعات قليلة فقط من العملية، كانت 20 شركة طيران أجنبية قد أعلنت صراحة عن تعليق رحلاتها الجوية إلى إسرائيل، ووفقاً لتقارير عبرية رصدها “يمن إيكو”، فقد شملت قائمة الشركات كلاً من: مجموعة لوفتهانزا التي تشمل خمس شركات (لوفتهانزان، وطيران النمسا، والخطوط السويسرية، وطيران بروكسل، ويورو وينغز) بالإضافة إلى الخطوط الجوية الفرنسية، وشركة الطيران الإيطالية (آي تي إيه)، وشركة (ويز) الهنغارية العملاقة، وشركة الخطوط الجوية البريطانية، وشركة (ريان) الإيرلندية، وشركتي (دلتا) و(يونايتد إيرلاينز) الأمريكيتين، وشركة (ايبيريا) الإسبانية للطيران، وشركة (ترانسافيا)، وطيران الهند، والخطوط الجوية الصربية، وشركة طيران أوروبا، والخطوط الجوية الأذربيجانية، وشركة (تي يو إس) القبرصية.

وتفاوتت فترات التعليق التي أعلنتها الشركات الأجنبية، حيث أعلنت مجموعة (لوفتهانزا) عن تعليق رحلاتها إلى يوم الأربعاء المقبل، فيما أعلنت غالبية الشركات عن تعليق لمدة يومين.

“ضربة بين العينين”.. الأزمة تعود:

فترات تعليق الرحلات الجوية ستكون على الأرجح مرشحة للتمديد خلال الأيام المقبلة، بسبب حجم التهديد الذي تمثله الضربة الصاروخية غير المسبوقة على المطار، خصوصاً وأن شركات الطيران كانت قد توصلت في ابريل الفائت إلى قرار بالانسحاب من إسرائيل بشكل فوري إذا سقط أي صاروخ بالقرب من مطار “بن غوريون” مرة أخرى، وفقاً لما كشفه مسؤولون في قطاع السفر بالقدس لوكالة “ميديا لاين” الأمريكية.

وفي بيان العملية، جددت قوات صنعاء تحذير الشركات الأجنبية من أن المطار “غير آمن لحركة الملاحة الجوية”، الأمر الذي يضاعف الضغط على تلك الشركات.

وبشأن الهجوم وتأثيره على حركة الرحلات الجوية، نقلت القناة العبرية الثانية عشرة عن أفنير ياركوني، الرئيس السابق لإدارة الطيران المدني، قوله: “هذه هي المرة الأولى التي يضرب فيها صاروخ مطار بن غوريون بشكل مباشر، على حد ما أتذكر، على الإطلاق” مضيفاً: “إنه ليس مجرد صاروخ عادي، إنه صاروخ باليستي، وكان من الممكن أن ينتهي الأمر بشكل مختلف”.

وتابع: “الحقائق محزنة: تم إطلاق صاروخ واحد، وعلى الرغم من كل القدرات الدفاعية الإسرائيلية، فقد وقع بين العينين”.

ووفقاً له: “سيتعين على الحكومة الإسرائيلية العمل مع الدول الأجنبية لمنع المزيد من إلغاء الرحلات”، لكنه قال إنه “ليس من المؤكد ما إذا كان المسؤولون يملكون القدرة على الوعد بأي شيء في الوقت الحالي”، في إشارة إلى العجز عن ضمان عدم تعرض المطار لهجمات أخرى.

وقالت صحيفة “معاريف”، في تقرير رصده وترجمه موقع “يمن إيكو”: “مما يثير القلق بشكل خاص، أن الحوثيين ضربوا مطار بن غوريون على وجه التحديد، بعد أن أعلنوا فرض حصار جوي عليه، وهذا التهديد المعلن، الذي يصاحبه الآن أضرار فعلية في منطقة المطار، سيؤدي بشكل شبه مؤكد إلى زيادة أقساط التأمين على شركات الطيران التي تسافر إلى إسرائيل”.

وأضافت: “إذا تم إلغاء الرحلات على نطاق واسع، سيستغرق الأمر الكثير من الوقت والجهد لإعادة شركات الطيران إلى إسرائيل، حيث تظهر التجربة السابقة أن شركات الطيران حذرة للغاية في قرارها بالعودة إلى الأسواق التي ينظر إليها على أنها محفوفة بالمخاطر”.

وفي تقرير رصده موقع “يمن إيكو”، نقلت صحيفة “يديعوت أحرنوت” عن رئيس مجلس إدارة هيئة المطارات نحاس عيدان، قوله: “حالياً، كل شيء معلق، وكل شركة تقرر بنفسها ما إذا كانت ستستمر في الطيران أم لا.. أنا أطلب منهم عدم اتخاذ قرارات حتى يعود كل شيء إلى طبيعته”.