تحوّلت مراسم تشييع القائد التهامي البارز الشيخ عبدالرحمن شوعي حجري، التي أُقيمت يوم الأحد في مدينة الخوخة بمحافظة الحديدة، إلى مشهد وطني جامع عبّر عن وحدة الصف التهامي، ورسالة سياسية وشعبية واضحة تؤكد استمرار المسار النضالي ضد المليشيا الحوثية.
وشهدت الخوخة توافد آلاف التهاميين من مختلف مناطق اليمن، إلى جانب حضور رسمي لافت تقدّمه محافظ الحديدة الدكتور الحسن طاهر، وعدد من كبار القادة السياسيين والعسكريين، بينهم العميد أحمد الكوكباني، والعميد مراد الشراعي، والعميد فؤاد باقاضي، والدكتور عبدالله أبو حورية، بالإضافة إلى أعضاء من مجلسي النواب والشورى، وممثلين عن المقاومة الوطنية وقيادات الألوية التهامية.
وفي تصريح صحفي، قال العميد أحمد الكوكباني، عضو اللجنة العسكرية والأمنية لهيكلة الجيش اليمني والقيادي في الحراك التهامي، إن التشييع الحاشد “ليس مجرد وداع لقائد، بل تعبير عن تجديد العهد واستمرار المسيرة الوطنية التي حمل لواءها الشيخ حجري، الذي ظل حتى آخر أيامه صوتًا حرًا ومدافعًا عن قضايا الناس”.
وأضاف: “كان الفقيد رمزًا للصمود والوحدة، وقائدًا لم يعرف التنازل، وقد أعاد هذا المشهد التأكيد على أن تهامة لا تزال وفية لرجالها، وماضية في مشروعها الوطني الرافض للانقسام والخضوع للميليشيا الحوثية”.
من جهته، أكّد أنور بورجي، القيادي في الحراك التهامي ومدير مكتب محافظ الحديدة، أن “ما حدث اليوم في الخوخة ليس مجرد وداع، بل موقف جامع أظهر التماسك الشعبي والرسوخ الوطني في تهامة”.
وأضاف: “الحضور الكبير يعكس أن أبناء تهامة موحدون خلف قضية تهامة العادلة وأن إرث الشيخ عبدالرحمن حجري سيظل حيًا في وعي الأجيال القادمة، ليس فقط كقائد، بل كرمز للمبادئ والثبات”.
وفي فقرة أخرى من تصريحه، شدّد بورجي على أن “القائد حجري لم يكن مجرد شخصية نضالية، بل كان ضمير تهامة، وحاملًا لهموم أبنائها في كل المنابر. وتشييعه بهذه الرمزية يعكس صدق مواقفه ومكانته في قلوب الناس”، مضيفًا أن المرحلة المقبلة “تتطلب من الجميع استلهام دروس الوحدة والعمل بروح جماعية لمواجهة التحديات، والتمسك بخيار المقاومة والهوية التهامية الجامعة”.
عروض رسمية ووفاء شعبي
وتخللت مراسم التشييع عروضًا عسكرية نفذتها فرقة من حرس الشرف، ورفع خلالها العلمان اليمني والتهامي، في مشهد مؤثر حمل رسائل رمزية واضحة حول تقدير الدولة والمجتمع المحلي لمسيرة القائد الراحل.
وقد أُقيمت الصلاة على الفقيد في جامع السنة، قبل أن يُوارى جثمانه الثرى في مقبرة الزبير، وسط حشود غفيرة من المشيّعين الذين عبّروا عن حزنهم العميق ووفائهم للقائد الذي مثّل صوتًا صادقًا للنضال التهامي.
ويُعد الشيخ عبدالرحمن شوعي حجري أبرز قيادات الحراك والمقاومة التهامية، وواحدًا من الرموز الذين واجهوا المليشيا الحوثية منذ وقت مبكر، وظل حتى وفاته منخرطًا في قضايا الناس ومدافعًا عن كرامتهم وحقوقهم.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news