بقلبٍ يثق بك ويؤمن بقدراتك، وعقل يعرف معدنك وأصالة الطباع التي تميزك، أبارك لك يا صاحبي ثقة القيادة بك وتعيينك رئيساً لهيئة الأراضي وعقارات الدولة.. أثق بك استاذ سالم.. أنت ملهم وجدير بهذه المكانة، وإذن فكل منصبٍ تناله ليس تفضّلًا من أحد، بل استحقاقاً وطنياً لشاب متجاوز لا يصعد المناصب، بل يرتقي بها.
أقولها وبصدق عميق، أنا معجب كثيراً بشخصيتك المحترمة استاذ سالم، لا لأنك فقط ملهم، بل لأنك تملك وعي القائد وفِكر المثقف، ولأنك لا تكتفي بأن تُرى، بل تُفهم. أراك ممن خُلقوا ليضيئوا، لا ليتزاحموا في الضوء. لا أظنني سأبوح لك بسر لو أخبرتك أن شخصيتك تُلهمني، وأنك لإنسان قدوة صادقة وإنسان حقيقي بين القول والفعل... ثم أن منح الثقة لشباب الجنوب الواعي، وتمكينهم من صناعة القرار، هو إعلان ضمني بأن الغد قد بدأ، وأن الشعلة قد انتقلت إلى أيدٍ تحمل في عروقها دم التجربة، وفي قلوبها إيمان بالوطن.
إن اختيارك استاذي القدير هو اختيار لمشروع دولة، لا لمجرد رجل. وأنا – إذ أتابع هذه اللحظة التي تجلس فيها على كرسي هيئة الأراضي – أوقن أنك لا تجلس لتسترخي، بل لتشتبك مع الفوضى، وتنازل العشوائية، وتواجه أخطر ملف ينزف منه الوطن بلا توقف: الأرض… حيث تُزرع الأحلام وتُسفك الدماء، وتُخطّ حدود الظلم أو العدالة.
أعلم أن ما ينتظرك ليس سهلاً، فملف الأرض ليس مجرد أوراق مبعثرة، بل هو تاريخ من العبث، وخرائط من الأطماع، وسنوات من اللامسؤولية. لكن… حين يقف الرجل المناسب في لحظة حرجة، فذلك إعلان أن التغيير لم يعد فكرة، بل إرادة.
نحن معك، لا تصفيقاً ولا تزلفاً، بل وعياً ومسؤولية، إيمان وقناعة. سنرصد خطاك، لا لنراقبك، بل لنذكّرك أن “واجبك… هو واجبك”، وأننا لا نريد لك النجاح وحدك فحسب، بل نريده لنا معك أيضاً نحن معشر الشباب، لأننا نؤمن أن البناء لا يتم برجل واحد، بل بفكرة تُؤمن بها جماعة، وتسير بها أُمّة.
وفقك الله، في دربك الذي ليس سهلاً، لكنه حقيقي. قلوبنا وتمنياتنا لك بالتوفيق والسداد يا كبير المقام
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news