لا تنتظر من الضار نفعًا: فلسفة الضحية حين تعانق جلادها

     
موقع الأول             عدد المشاهدات : 76 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
لا تنتظر من الضار نفعًا: فلسفة الضحية حين تعانق جلادها

الناشط الحقوقي أسعد أبو الخطاب

في أرض الجنوب التي أنهكتها الخيانات والرهانات الخاسرة، لا تزال بعض الأصوات تصر على تصدير الوهم، وتبيع الضحية أوهامًا عن رحمة الجلاد، وكأننا لم نتعلم شيئًا من صيف 1994م، من الإذلال والإبادة السياسية والثقافية.

من السخف بمكان أن يتحدث بعض "النخب الجنوبية" عن مصالحة أو عن شراكة مع من ظل يسوم الجنوب ذلًّا منذ أن دنس جغرافياه عنوة.

الأسوأ من ذلك أن تُطالب الضحية، لا فقط بنسيان الماضي، بل بتقبيل يد الجلاد وتقديم فروض الولاء له باسم "الحكمة" و"الواقعية السياسية".

أي حكمة تلك التي تطلب من الجريح الجنوبي أن يبتسم لقاتله؟

أي واقعية هذه التي تبرر بيع كرامة شعب الجنوب بأبخس الأثمان في أسواق السياسة النتنة؟

لقد تم اغتيال الوعي الجنوبي مرتين: مرة بالاحتلال العسكري، ومرة أخرى بالخطاب الخنوع الذي ينظّر لاستمرار الاستعباد تحت لافتات زائفة كـ"التعايش" و"الوحدة الوطنية" و"مشروع الدولة الواحدة".

من المؤلم أن نرى نُخبًا جنوبية، وبعضها يتنطع بلقب "حقوقي" أو "مثقف"، تصطف اليوم في طوابير التوسل أمام أسياد الأمس، تلهج بعبارات السلام والتسامح المسموم، دون أن تجرؤ على طرح السؤال الأهم: سلام مع من؟

سلام مقابل ماذا؟

إن ما يحدث ليس مصالحة، بل استسلام فاضح.

إنها محاولة دنيئة لإعادة إنتاج منظومة الظلم، بوجوه مختلفة، ولكن بعقلية السادة والعبيد نفسها.

هل يُعقل أن نعيد تقديم الجنوب قربانًا مرة أخرى باسم الشعارات البلهاء؟

هل يُعقل أن ننادي بالسلام مع جلاد يطعننا كل يوم بخنجرٍ جديد؟

إن فلسفة الضحية التي تعانق جلادها ليست سوى فلسفة الانتحار الجماعي البطيء.

كل شعب اختار أن يبرر آلامه تحت لافتة "التسامح" دون عدالة حقيقية، انتهى إلى قاع النسيان، مجرد ذكرى مأساوية تلوكها كتب التاريخ.

والجنوب اليوم، إن سار في هذا الطريق المهين، لن يكون استثناءً.

رسالتي إلى الجنوبيين الأحرار:

لا تبيعوا دماء شهدائكم تحت شعارات خادعة.

لا تنتظروا من الضار نفعًا، فاليد التي صفعتكم بالأمس ستخنقكم غدًا، ولن تمد لكم زيتونة سلام أبدًا.

لا تراهنوا على "تحول الجلاد"؛ فالذئب لا يتحول حملًا، مهما غير جلده.

الحرية لا تستجدى.. الكرامة لا تُساوم.

والضحية الحقيقية، حين تعانق جلادها، تتحول إلى شريكٍ في الجريمة ضد نفسها.

جنوبٌ بلا كرامة، جنوبٌ بلا مستقبل. 

ولن يعيد لنا التاريخ فرصته مرة أخرى.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

توجيهات بسحب قوات المجلس الانتقالي من حضرموت إلى عدن وشبوة

عدن نيوز | 737 قراءة 

ترليون تحية لوزير الداخلية اليمني اللواء إبراهيم حيدان، من كل أحرار اليمن

الوطن العدنية | 731 قراءة 

خروج تعزيزات عسكرية كبيرة من صنعاء صوب محافظتين

نافذة اليمن | 652 قراءة 

لا خوف على الوحدة الخوف على الانفصال

موقع حيروت | 600 قراءة 

قوات العمالقة تحبط محاولة تهريب دبابة وقاطرة من معسكر لدرع الوطن بقرب الوديعة..[صورة وتفاصيل صادمة]

مراقبون برس | 526 قراءة 

قوات الانتقالي تنسحب من حضرموت

كريتر سكاي | 487 قراءة 

الوفد السعودي يتحدث عن اتفاق مع جميع الأطراف بما فيهم “الانتقالي” ويؤكد رفض المملكة لفرض أمر واقع بالقوة (فيديو)

بران برس | 476 قراءة 

تحرك سعودي داخل طهران يقلب الطاولة على الحوثيين في صنعاء ويغيّر قواعد اللعبة.. ما الذي يحدث؟

صحيفة ١٧ يوليو | 446 قراءة 

مستشار إماراتي يلمّح إلى قبول خليجي بسيطرة «الانتقالي» على جنوب اليمن والرياض توجه له صفعة قوية

بوابتي | 436 قراءة 

الوفد السعودي يصل سيئون يسمي القوة التي ستتولى تأمين وادي حضرموت

نافذة اليمن | 391 قراءة