لا تنتظر من الضار نفعًا: فلسفة الضحية حين تعانق جلادها

     
موقع الأول             عدد المشاهدات : 44 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
لا تنتظر من الضار نفعًا: فلسفة الضحية حين تعانق جلادها

الناشط الحقوقي أسعد أبو الخطاب

في أرض الجنوب التي أنهكتها الخيانات والرهانات الخاسرة، لا تزال بعض الأصوات تصر على تصدير الوهم، وتبيع الضحية أوهامًا عن رحمة الجلاد، وكأننا لم نتعلم شيئًا من صيف 1994م، من الإذلال والإبادة السياسية والثقافية.

من السخف بمكان أن يتحدث بعض "النخب الجنوبية" عن مصالحة أو عن شراكة مع من ظل يسوم الجنوب ذلًّا منذ أن دنس جغرافياه عنوة.

الأسوأ من ذلك أن تُطالب الضحية، لا فقط بنسيان الماضي، بل بتقبيل يد الجلاد وتقديم فروض الولاء له باسم "الحكمة" و"الواقعية السياسية".

أي حكمة تلك التي تطلب من الجريح الجنوبي أن يبتسم لقاتله؟

أي واقعية هذه التي تبرر بيع كرامة شعب الجنوب بأبخس الأثمان في أسواق السياسة النتنة؟

لقد تم اغتيال الوعي الجنوبي مرتين: مرة بالاحتلال العسكري، ومرة أخرى بالخطاب الخنوع الذي ينظّر لاستمرار الاستعباد تحت لافتات زائفة كـ"التعايش" و"الوحدة الوطنية" و"مشروع الدولة الواحدة".

من المؤلم أن نرى نُخبًا جنوبية، وبعضها يتنطع بلقب "حقوقي" أو "مثقف"، تصطف اليوم في طوابير التوسل أمام أسياد الأمس، تلهج بعبارات السلام والتسامح المسموم، دون أن تجرؤ على طرح السؤال الأهم: سلام مع من؟

سلام مقابل ماذا؟

إن ما يحدث ليس مصالحة، بل استسلام فاضح.

إنها محاولة دنيئة لإعادة إنتاج منظومة الظلم، بوجوه مختلفة، ولكن بعقلية السادة والعبيد نفسها.

هل يُعقل أن نعيد تقديم الجنوب قربانًا مرة أخرى باسم الشعارات البلهاء؟

هل يُعقل أن ننادي بالسلام مع جلاد يطعننا كل يوم بخنجرٍ جديد؟

إن فلسفة الضحية التي تعانق جلادها ليست سوى فلسفة الانتحار الجماعي البطيء.

كل شعب اختار أن يبرر آلامه تحت لافتة "التسامح" دون عدالة حقيقية، انتهى إلى قاع النسيان، مجرد ذكرى مأساوية تلوكها كتب التاريخ.

والجنوب اليوم، إن سار في هذا الطريق المهين، لن يكون استثناءً.

رسالتي إلى الجنوبيين الأحرار:

لا تبيعوا دماء شهدائكم تحت شعارات خادعة.

لا تنتظروا من الضار نفعًا، فاليد التي صفعتكم بالأمس ستخنقكم غدًا، ولن تمد لكم زيتونة سلام أبدًا.

لا تراهنوا على "تحول الجلاد"؛ فالذئب لا يتحول حملًا، مهما غير جلده.

الحرية لا تستجدى.. الكرامة لا تُساوم.

والضحية الحقيقية، حين تعانق جلادها، تتحول إلى شريكٍ في الجريمة ضد نفسها.

جنوبٌ بلا كرامة، جنوبٌ بلا مستقبل. 

ولن يعيد لنا التاريخ فرصته مرة أخرى.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

تدخل تركي عاجل في اليمن (تفاصيل)

جهينة يمن | 527 قراءة 

الفريق علي محسن الأحمر يظهر رسميًا في حدث تاريخي برئاسة ولي العهد السعودي

المرصد برس | 411 قراءة 

عاجل : جماعة الحوثي تتلقى ضربة مباغتة وموجعة في مأرب "تفاصيل أولية"

جهينة يمن | 365 قراءة 

دعوة أمريكية هامة للمليشيات الحوثية

جهينة يمن | 304 قراءة 

عندما اتفقا على المواعدة وصعدا إلى الغرفة كانت المفاجأة...محامٍ إماراتي يروي قصة تعرُّف رجل ثري على امرأة داخل فندق

جهينة يمن | 297 قراءة 

شاهد ظهور رجل الكهف في عدن

جهينة يمن | 266 قراءة 

قوات أمن العاصمة عدن تعثر على جثامين جنود في منزل قيادي إرهابي...

جهينة يمن | 254 قراءة 

الانفصال طُوي للأبد.. إعلامي مقرّب من الانتقالي يكشف الأبعاد الخفية للمرحلة القادمة

المرصد برس | 248 قراءة 

وفاة ابرز نشطاء الحراك الجنوبي في عدن

جهينة يمن | 241 قراءة 

لهذه الأسباب فشلت القوى الوطنية في تحرير اليمن من المشروع الحوثي الفارسي

المنتصف نت | 226 قراءة