لا تنتظر من الضار نفعًا: فلسفة الضحية حين تعانق جلادها

     
موقع الأول             عدد المشاهدات : 55 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
لا تنتظر من الضار نفعًا: فلسفة الضحية حين تعانق جلادها

الناشط الحقوقي أسعد أبو الخطاب

في أرض الجنوب التي أنهكتها الخيانات والرهانات الخاسرة، لا تزال بعض الأصوات تصر على تصدير الوهم، وتبيع الضحية أوهامًا عن رحمة الجلاد، وكأننا لم نتعلم شيئًا من صيف 1994م، من الإذلال والإبادة السياسية والثقافية.

من السخف بمكان أن يتحدث بعض "النخب الجنوبية" عن مصالحة أو عن شراكة مع من ظل يسوم الجنوب ذلًّا منذ أن دنس جغرافياه عنوة.

الأسوأ من ذلك أن تُطالب الضحية، لا فقط بنسيان الماضي، بل بتقبيل يد الجلاد وتقديم فروض الولاء له باسم "الحكمة" و"الواقعية السياسية".

أي حكمة تلك التي تطلب من الجريح الجنوبي أن يبتسم لقاتله؟

أي واقعية هذه التي تبرر بيع كرامة شعب الجنوب بأبخس الأثمان في أسواق السياسة النتنة؟

لقد تم اغتيال الوعي الجنوبي مرتين: مرة بالاحتلال العسكري، ومرة أخرى بالخطاب الخنوع الذي ينظّر لاستمرار الاستعباد تحت لافتات زائفة كـ"التعايش" و"الوحدة الوطنية" و"مشروع الدولة الواحدة".

من المؤلم أن نرى نُخبًا جنوبية، وبعضها يتنطع بلقب "حقوقي" أو "مثقف"، تصطف اليوم في طوابير التوسل أمام أسياد الأمس، تلهج بعبارات السلام والتسامح المسموم، دون أن تجرؤ على طرح السؤال الأهم: سلام مع من؟

سلام مقابل ماذا؟

إن ما يحدث ليس مصالحة، بل استسلام فاضح.

إنها محاولة دنيئة لإعادة إنتاج منظومة الظلم، بوجوه مختلفة، ولكن بعقلية السادة والعبيد نفسها.

هل يُعقل أن نعيد تقديم الجنوب قربانًا مرة أخرى باسم الشعارات البلهاء؟

هل يُعقل أن ننادي بالسلام مع جلاد يطعننا كل يوم بخنجرٍ جديد؟

إن فلسفة الضحية التي تعانق جلادها ليست سوى فلسفة الانتحار الجماعي البطيء.

كل شعب اختار أن يبرر آلامه تحت لافتة "التسامح" دون عدالة حقيقية، انتهى إلى قاع النسيان، مجرد ذكرى مأساوية تلوكها كتب التاريخ.

والجنوب اليوم، إن سار في هذا الطريق المهين، لن يكون استثناءً.

رسالتي إلى الجنوبيين الأحرار:

لا تبيعوا دماء شهدائكم تحت شعارات خادعة.

لا تنتظروا من الضار نفعًا، فاليد التي صفعتكم بالأمس ستخنقكم غدًا، ولن تمد لكم زيتونة سلام أبدًا.

لا تراهنوا على "تحول الجلاد"؛ فالذئب لا يتحول حملًا، مهما غير جلده.

الحرية لا تستجدى.. الكرامة لا تُساوم.

والضحية الحقيقية، حين تعانق جلادها، تتحول إلى شريكٍ في الجريمة ضد نفسها.

جنوبٌ بلا كرامة، جنوبٌ بلا مستقبل. 

ولن يعيد لنا التاريخ فرصته مرة أخرى.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

تحذيرات دولية لمأرب من عقوبات مرتقبة بسبب أمر خطير

كريتر سكاي | 541 قراءة 

من الحزن إلى الذهول سعودية تفجع بوفاة زوجها وتفاجأ بسر مدو بعد الزواج من آخر

المرصد برس | 527 قراءة 

بكم أصبح صرف الدولار والريال السعودي اليوم في عدن وحضرموت ؟

يني يمن | 434 قراءة 

بركان عدن ومبادرة الرئيس الأمريكي

العاصفة نيوز | 429 قراءة 

"مصافي عدن".. إلى عبد الناصر الوالي: مطلوب شهادتك لكشف الحقيقة

عدن حرة | 409 قراءة 

عاجل/ صدور قرار جديد من رئيس الوزراء

يافع نيوز | 395 قراءة 

إجراءات جديدة بشأن حضور العريس في صالة النساء أثناء مراسم الزفاف

نيوز لاين | 365 قراءة 

الشركة اليمنية للغاز تصدر قائمة جديدة لسعر اسطوانة الغاز المنزلي

الحكمة نت | 320 قراءة 

حلّ الدولتين أساس أي تسوية سياسية

عدن تايم | 314 قراءة 

إعلان أسعار جديدة للنقل الدولي بين اليمن والسعودية بالريال اليمني

كريتر سكاي | 302 قراءة