لا تنتظر من الضار نفعًا: فلسفة الضحية حين تعانق جلادها

     
موقع الأول             عدد المشاهدات : 51 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
لا تنتظر من الضار نفعًا: فلسفة الضحية حين تعانق جلادها

الناشط الحقوقي أسعد أبو الخطاب

في أرض الجنوب التي أنهكتها الخيانات والرهانات الخاسرة، لا تزال بعض الأصوات تصر على تصدير الوهم، وتبيع الضحية أوهامًا عن رحمة الجلاد، وكأننا لم نتعلم شيئًا من صيف 1994م، من الإذلال والإبادة السياسية والثقافية.

من السخف بمكان أن يتحدث بعض "النخب الجنوبية" عن مصالحة أو عن شراكة مع من ظل يسوم الجنوب ذلًّا منذ أن دنس جغرافياه عنوة.

الأسوأ من ذلك أن تُطالب الضحية، لا فقط بنسيان الماضي، بل بتقبيل يد الجلاد وتقديم فروض الولاء له باسم "الحكمة" و"الواقعية السياسية".

أي حكمة تلك التي تطلب من الجريح الجنوبي أن يبتسم لقاتله؟

أي واقعية هذه التي تبرر بيع كرامة شعب الجنوب بأبخس الأثمان في أسواق السياسة النتنة؟

لقد تم اغتيال الوعي الجنوبي مرتين: مرة بالاحتلال العسكري، ومرة أخرى بالخطاب الخنوع الذي ينظّر لاستمرار الاستعباد تحت لافتات زائفة كـ"التعايش" و"الوحدة الوطنية" و"مشروع الدولة الواحدة".

من المؤلم أن نرى نُخبًا جنوبية، وبعضها يتنطع بلقب "حقوقي" أو "مثقف"، تصطف اليوم في طوابير التوسل أمام أسياد الأمس، تلهج بعبارات السلام والتسامح المسموم، دون أن تجرؤ على طرح السؤال الأهم: سلام مع من؟

سلام مقابل ماذا؟

إن ما يحدث ليس مصالحة، بل استسلام فاضح.

إنها محاولة دنيئة لإعادة إنتاج منظومة الظلم، بوجوه مختلفة، ولكن بعقلية السادة والعبيد نفسها.

هل يُعقل أن نعيد تقديم الجنوب قربانًا مرة أخرى باسم الشعارات البلهاء؟

هل يُعقل أن ننادي بالسلام مع جلاد يطعننا كل يوم بخنجرٍ جديد؟

إن فلسفة الضحية التي تعانق جلادها ليست سوى فلسفة الانتحار الجماعي البطيء.

كل شعب اختار أن يبرر آلامه تحت لافتة "التسامح" دون عدالة حقيقية، انتهى إلى قاع النسيان، مجرد ذكرى مأساوية تلوكها كتب التاريخ.

والجنوب اليوم، إن سار في هذا الطريق المهين، لن يكون استثناءً.

رسالتي إلى الجنوبيين الأحرار:

لا تبيعوا دماء شهدائكم تحت شعارات خادعة.

لا تنتظروا من الضار نفعًا، فاليد التي صفعتكم بالأمس ستخنقكم غدًا، ولن تمد لكم زيتونة سلام أبدًا.

لا تراهنوا على "تحول الجلاد"؛ فالذئب لا يتحول حملًا، مهما غير جلده.

الحرية لا تستجدى.. الكرامة لا تُساوم.

والضحية الحقيقية، حين تعانق جلادها، تتحول إلى شريكٍ في الجريمة ضد نفسها.

جنوبٌ بلا كرامة، جنوبٌ بلا مستقبل. 

ولن يعيد لنا التاريخ فرصته مرة أخرى.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

إعدام الإمام في المحراب ومقتل مصلين في مجزرة حوثية داخل مسجد في عمران (صور)

المشهد اليمني | 500 قراءة 

لأول مرة تاريخها.. إيران وبلسان رئيسها تفاجئ دول الخليج بهذا الطلب!

جهينة يمن | 483 قراءة 

صورة تُذهل اليمنيين: شارع بـ8 حارات في المخا يُشعل مواقع التواصل ويجسّد نهضة طارق صالح

نافذة اليمن | 436 قراءة 

بدء تطبيق القرار .. شاهد شرطة النجدة تطارد المخزنين في شوارع صنعاء ( صورة)

المشهد اليمني | 387 قراءة 

القضاء السعودي يحكم بالسجن على الشيخ مهيب سيف الأحمدي الضالعي لمدة ست سنوات

صدى الجنوب | 369 قراءة 

لأول مرة تاريخها.. إيران وبلسان رئيسها تفاجئ دول الخليج بهذا الطلب!

موقع الأول | 281 قراءة 

بالصور.. إعدام إمام مسجد وعدد من المصلين وقت صلاتهم في عمران

موقع الأول | 255 قراءة 

انكشاف اختراق عضو في الرئاسي لقيادة التحالف (تفاصيل)

اليوم السابع اليمني | 193 قراءة 

صورة امرأة يمنية أمام برميل القمامة مع صورة من حفل زفاف فخم في صنعاء تُشعل غضب اليمنيين.

يني يمن | 180 قراءة 

ملكة جمال اليمن تنشر تصريحات استفزازية (صورة)

نافذة اليمن | 178 قراءة