تأبين: إلى جنة الخلد، أخي وصديقي محمد يحيى

     
عدن توداي             عدد المشاهدات : 130 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
تأبين: إلى جنة الخلد، أخي وصديقي محمد يحيى

(عدن توداي)

ما أثقل الفقد حين يأتي على هيئة غيابٍ لا رجعة بعده، وما أوجعه حين يخطف من بيننا من كان للدرب رفيقًا لا يُعوّض.

بقلبٍ يملؤه الحزن ، وعينٍ تفيض بالدمع، أنعى أخي وصديقي ورفيقي محمد يحيى، الذي ارتقى إلى جوار ربه، بعد عمرٍ قضاه بالعطاء، ونفسٍ لا تعرف إلا النُبل، وابتسامةٍ ما غابت عن محياه حتى في أقسى لحظات مرضه.

كان محمد لي أكثر من مجرد صديق… كان منذ الطفولة الأولى، زميلاً في مقاعد الدراسة الابتدائية، حين كبرت بنا الحياة وشدتنا مسؤولياتها. وحين جمعنا العمل في جمعية الإصلاح الاجتماعي الخيرية، لم يكن مجرد زميل، بل كان قلبًا نابضًا بالرحمة، روحًا معطاءة لا تنتظر شكرًا ولا جزاء.

في المركز الطبي، لم يكن وجود محمد عاديًا؛ كان عمادًا يُركن إليه، وكان حضوره يبعث على الطمأنينة، وكان احتكاكه بالناس يزرع فيهم الثقة والسكينة. ما رأيته يومًا متجهم الوجه، أو متضجرًا من خدمة أحد، بل كان كمن اختير ليكون حلقة وصل بين الوجع والرحمة، بين الحزن والدواء.

ثم، حين خطا خطوةً أخرى نحو خدمته للناس بافتتاح صيدليته الخاصة، لم تتغيّر طباعه، بقي كما عهدناه: مبتسمًا، لطيفًا، حاضر القلب، يُداوي بالكلمة قبل أن يُقدّم العلاج، يُعامل الناس وكأنهم أسرته، وكأن كل مريض هو أمانةٌ في عنقه.

ثم جاءت محنة المرض… صامتة في بدايتها، موجعة في تطورها، طويلة في سنيّها. ومع ذلك، لم نسمع منه شكوى، ولم نرَ في عينيه إلا رضا المؤمن الصابر. احتسب الألم، واحتضن البلاء كما يحتضنه الصالحون، حتى سلّم الروح لبارئها، تاركًا لنا ثقل الغياب، ووحشة الفقد، ومرارة الوداع.

محمد لم يكن شخصًا عاديا… كان فصلًا كاملًا من فصولها. كان أخًا، وصديقًا، وكان طيفًا يبعث في النفس السكون، حتى وهو يتألم.

مقالات ذات صلة

رسالة شكر وعرفان لكل من واسانا في مصابنا الجلل فقيد الوطن الشيخ علي ماطر

تنعي الهيئة العامة لرعاية أسر الشهداء ومناضلين الثورة اليمنية وفاة المناضل الخضر علي بن فطام الكازمي

إلى أولاده الأحبة، وإخوانه الكرام، وكافة أسرته النبيلة، نتقدّم بخالص التعازي وعظيم المواساة، نسأل الله أن يُلهمكم الصبر، ويجبر كسركم، ويعظّم أجركم، فما فقدتموه ليس مجرد أب أو أخ أو قريب، بل قامة من الوفاء، وسيرة طيّبة، وذكرى لا يطويها الزمان.

رحمك الله يا أبا علي، بقدر ما أوجعنا رحيلك، وبقدر ما زرعت فينا من محبةٍ وخيرٍ وإنسانية. نسأل الله أن يجعل قبرك روضةً من رياض الجنة، وأن يسكنك فسيح جناته، وأن يربط على قلوبنا الموجوعة بغيابك.

إنا لله وإنا إليه راجعون.

الأسيف : عبدالعزيز الحمزة

الثلاثاء ٢٩ ابريل ٢٠٢٥م

تحرير المقال

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

توجيهات بسحب قوات المجلس الانتقالي من حضرموت إلى عدن وشبوة

عدن نيوز | 742 قراءة 

ترليون تحية لوزير الداخلية اليمني اللواء إبراهيم حيدان، من كل أحرار اليمن

الوطن العدنية | 735 قراءة 

خروج تعزيزات عسكرية كبيرة من صنعاء صوب محافظتين

نافذة اليمن | 655 قراءة 

لا خوف على الوحدة الخوف على الانفصال

موقع حيروت | 601 قراءة 

قوات العمالقة تحبط محاولة تهريب دبابة وقاطرة من معسكر لدرع الوطن بقرب الوديعة..[صورة وتفاصيل صادمة]

مراقبون برس | 526 قراءة 

قوات الانتقالي تنسحب من حضرموت

كريتر سكاي | 488 قراءة 

الوفد السعودي يتحدث عن اتفاق مع جميع الأطراف بما فيهم “الانتقالي” ويؤكد رفض المملكة لفرض أمر واقع بالقوة (فيديو)

بران برس | 476 قراءة 

تحرك سعودي داخل طهران يقلب الطاولة على الحوثيين في صنعاء ويغيّر قواعد اللعبة.. ما الذي يحدث؟

صحيفة ١٧ يوليو | 448 قراءة 

مستشار إماراتي يلمّح إلى قبول خليجي بسيطرة «الانتقالي» على جنوب اليمن والرياض توجه له صفعة قوية

بوابتي | 439 قراءة 

الوفد السعودي يصل سيئون يسمي القوة التي ستتولى تأمين وادي حضرموت

نافذة اليمن | 391 قراءة