يمن إيكو|تقرير:
أثارت حادثة سقوط مقاتلة (إف -18) أمريكية أثناء هجوم لقوات صنعاء على حاملة الطائرات (هاري ترومان) في البحر الأحمر، أمس الإثنين، الكثير من التساؤلات بشأن حالة الحاملة ونقاط ضعفها وتزايد خطورة التهديد الذي تشكله قوات صنعاء على البحرية الأمريكية، خصوصاً أنها الحادثة الثانية من نوعها في غضون أشهر.
الواقعة التي حاولت البحرية الأمريكية أن تصورها كحادثة عرضية، تصدرت اهتمامات وسائل الإعلام الأمريكية والمراقبين والخبراء خصوصاً بعد اعتراف مسؤولين أمريكيين بأنها وقعت أثناء محاولة حاملة الطائرات (هاري ترومان) تفادي هجوم كانت قوات صنعاء قد أعلنته قبل ساعات من الكشف عن الواقعة.
وحول عملية هروب حاملة الطائرات، نقلت شبكة “سي إن إن” الأمريكية، في تقرير رصده موقع “يمن إيكو” عن القائد السابق في البحرية الأمريكية كارل شوستر، قوله إن “حاملات الطائرات التي تحاول تجنب هجوم صاروخي تستخدم تكتيك التعرج، وعادةً ما تقوم بسلسلة من المنعطفات المتناوبة بزاوية 30 إلى 40 درجة، تستغرق كل منها حوالي 30 ثانية في كل اتجاه، لكن المنعطف يبدأ فجأة”.
وأضاف أن “السفينة تميل بمقدار 10 إلى 15 درجة عند الدوران، وذلك يزيحها على مسافة 100 إلى 200 ياردة من أي نقطة استهداف محتملة، إذا كانت السفينة تتحرك بأقصى سرعة”.
وفيما قد يفسر ذلك رواية سقوط الطائرة من على متن حاملة الطائرات، فإنه يعني أن الهجوم الذي شنته قوات صنعاء قد استطاع تجاوز الطبقات الدفاعية للحاملة، بما في ذلك المنظومات الصاروخية والسفن الحربية التابعة لها، وكذلك المقاتلات التي تقوم بالتصدي للهجمات، حيث اضطرت الحاملة لتنفيذ تكتيك الهروب كآخر حل.
وفي هذا السياق ذكّر تقرير سي إن إن، بأنه “في أوائل عام ٢٠٢٤، اضطرت مدمرة أمريكية في البحر الأحمر إلى استخدام نظام (فالانكس) للأسلحة القريبة، وهو خط دفاعها الأخير ضد الهجمات الصاروخية، وذلك عندما وصل صاروخ كروز أطلقه الحوثيون إلى مسافة ميل واحد فقط، أي على بُعد ثوانٍ من الاصطدام بالمدمرة”.
ويثير ذلك تساؤلات عن مدى تطور قدرات قوات صنعاء وتكتيكاتها فيما يتعلق بإصابة حاملة طائرات أمريكية والإضرار بها.
وفي هذا السياق نوه موقع “ذا وور زون” الأمريكي المتخصص بالشؤون العسكرية، في تقرير رصده موقع “يمن إيكو” إلى أنه “لا يُعرف على وجه الدقة حجم ونطاق التهديدات التي واجهتها حاملة الطائرات (ترومان) وبقية مجموعتها الضاربة عندما سقطت طائرة (إف-18) وجرار السحب، لكن الحوثيين يستهدفون السفن الحربية الأمريكية في المنطقة بنشاط منذ أشهر.. ويمتلكون ترسانة من الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز المضادة للسفن، بالإضافة إلى طائرات بدون طيار، والتي تُشكل تهديدات حقيقية، خاصةً عند استخدامها في هجمات معقدة واسعة النطاق”.
وذكّر الموقع بأن صواريخ ومسيرات قوات صنعاء كانت “عاملاً” في ما تسمى “حادثة النيران الصديقة” التي وقعت في ديسمبر الماضي والتي أدت إلى إسقاط طائرة (إف-18) بنيران الطراد الصاروخي (جيتيسبيرج) عندما كان يحاول التصدي لهجوم على حاملة الطائرات نفسها في البحر الأحمر.
وعلى عكس الرواية الرسمية للبحرية الأمريكية والتي حاولت خلق انطباع بأن الحادثة مألوفة، فقد نقلت مجلة “نيوزويك” في تقرير رصده “يمن إيكو” عن العقيد المتقاعد في القوات الجوية الأمريكية جيفري فيشر قوله إن “مثل هذه الحوادث ليست طبيعية ونادراً، ما تحدث في المناطق التي عبرتها حاملة الطائرات ترومان”.
وأضاف: “لا أعرف الظروف، ولكن إذا اضطررتُ للتخمين، فسأنظر إلى وتيرة العمليات وما إذا كان مناولو سطح السفينة يُرهقون أنفسهم بساعات نوم قليلة.. لقد كُلِّفت حاملتا الطائرات ترومان وأيزنهاور، بمهام ثقيلة في مواجهة الحوثيين”.
مع ذلك، ونظراً لتكرار إسقاط طائرات (إف-18) أثناء هجمات قوات صنعاء على حاملة الطائرات نفسها في البحر الأحمر، فإن الأمر يتجاوز إرهاق طاقم الحاملة، ويتعلق بنقاط ضعف واضحة لدى البحرية الأمريكية في مواجهة التهديد غير المألوف لأسراب الطائرات المسيرة والصواريخ البالستية التي تطلقها قوات صنعاء.
ولهذا عبر مراقبون عن قلقهم من تطور هجمات قوات صنعاء، وكتب محلل الأمن القومي في مجلة “ناشيونال إنترست” تدوينة على منصة إكس رصدها موقع “يمن إيكو” جاء فيها: “إذا خسرنا حاملة طائرات- لصالح الحوثيين من بين جميع الأطراف الأخرى- فإن إدارة ترامب لن تتعافى أبداً”.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news