نفذت قوات أمنية تابعة للمجلس الانتقالي، صباح اليوم الاثنين، حملة اعتقالات واسعة استهدفت عدداً من الشباب المشاركين في احتجاجات شعبية سلمية خرجت في مديرية صيرة، للتنديد بتدهور الأوضاع الاقتصادية واستمرار أزمة الكهرباء في العاصمة المؤقتة عدن.
ووفقاً لشهود عيان، فإن القوات الأمنية لاحقت محتجين في أحياء متفرقة من المديرية، واعتقلت بعضهم أثناء تعبيرهم عن غضبهم من تردي الخدمات الأساسية، وعلى رأسها الكهرباء، التي تشهد تراجعاً غير مسبوق في الأداء والانقطاعات الطويلة، ما فاقم من معاناة السكان في ظل موجة حر شديدة.
وتشهد عدن منذ أيام تصاعداً في وتيرة الاحتجاجات الشعبية، وسط تنامي الغضب الشعبي من الأداء المتعثر للمجلس الانتقالي في إدارة المدينة، وتزايد الانتقادات بشأن غياب أي حلول ملموسة للأزمات المعيشية التي تثقل كاهل المواطنين.
ويحمّل محتجون المجلس مسؤولية فشل السلطة المحلية في احتواء الأزمات الاقتصادية، خصوصاً مع استمرار انهيار العملة المحلية وارتفاع الأسعار بشكل كبير.
ويرى مراقبون أن لجوء المجلس الانتقالي إلى الأسلوب الأمني في التعامل مع الاحتجاجات يكشف عن أزمة سياسية عميقة، وفجوة متزايدة بينه وبين الشارع الجنوبي، الذي كان في السابق أحد أبرز داعميه.
كما يشيرون إلى أن غياب المعالجات الفعلية، مقابل الخطاب السياسي المتكرر، يعزز الشعور العام بالإحباط وفقدان الثقة في جدوى الوعود الرسمية.
وفي الوقت الذي تزداد فيه رقعة الاحتجاجات في مختلف مديريات العاصمة، تبدو السلطات المحلية عاجزة عن احتواء الأزمة، أو تقديم أي خارطة طريق واضحة تعيد الحد الأدنى من الخدمات الأساسية للمواطنين.
ما يفتح الباب أمام مزيد من الاضطرابات، ويضع المجلس الانتقالي أمام اختبار جدي يتعلق بقدرته على إدارة المرحلة وتحقيق تطلعات الشارع الجنوبي، الذي يطالب اليوم بالفعل لا بالوعود.
مرتبط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news