في خطوة تصعيدية تثير القلق العميق، أنهت ميليشيا الحوثي المرحلة الأولى من عملية استبدال شاملة لحفاري القبور في العاصمة صنعاء، حيث جرى تعيين عناصر تابعين لجهاز الأمن والمخابرات الحوثي في مواقع هؤلاء العاملين الذين تم استبعادهم. وقد أثارت هذه الخطوة موجة من المخاوف بشأن تحويل المقابر إلى ثكنات عسكرية مغلقة ومراكز أمنية تخضع لسيطرة الجماعة.
وقالت مصادر مطلعة إن الميليشيا الحوثية بدأت، خلال الأيام الأخيرة، في طرد عدد كبير من حفاري القبور الذين كانوا يعتمدون على هذا العمل في معيشهم اليومي في مقابر العاصمة، وقامت باستبدالهم بعناصر موالية لها من جهاز الأمن والمخابرات الذي تم تشكيله مؤخرًا بعد دمج ثلاثة أجهزة استخباراتية رئيسية.
وأشارت المصادر إلى أن الحفارين الجدد تم اختيارهم بعناية من بين أفراد هذا الجهاز الأمني المستحدث، في خطوة وصفها البعض بأنها تندرج ضمن خطة أمنية للهيمنة على الأماكن الحساسة مثل المقابر، مما يعزز من المخاوف بأن هذه المواقع قد تتحول إلى بؤر أمنية تابعة للجماعة.
وقد عبّر مراقبون عن قلقهم من أن هذه الإجراءات قد تكون تمهيدًا لتكريس أسلوب تصفية الضحايا سرًا، إذ يُحتمل أن يتم دفن بعض القتلى في هذه المقابر دون علم أسرهم. كما يعتقد البعض أن الميليشيا تسعى إلى استغلال المقابر لأغراض عسكرية وأمنية، خاصة في أعقاب الغارات الجوية التي استهدفت مواقع في محيط بعض المقابر في صنعاء من قبل القوات الأمريكية، والتي كانت تستهدف أنشطة مشبوهة.
وتعكس هذه الخطوة تصعيدًا ملحوظًا في سياسات الحوثيين الأمنية، حيث تهدف إلى تكريس سيطرتها على جميع جوانب الحياة في مناطق نفوذها، بما في ذلك المؤسسات التي يجب أن تتمتع بأكبر قدر من الخصوصية مثل المقابر. وهو ما يزيد من الانطباع بأن الحوثيين يسيرون نحو عسكرة شاملة لكل جوانب الحياة في المناطق الخاضعة لسيطرتهم.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news