يمن ديلي نيوز:
ودع الوسط الإعلامي في محافظة مأرب اليوم الأحد 27 أبريل/نيسان، المخرج الوثائقي وصانع الأفلام الهولندي من أصل يمني “مصعب عبدالحفيظ الحطامي” الذي قضى أمس السبت في قصف للحوثيين استهدف محافظة مأرب (شمال شرقي اليمن).
المخرج وصانع الأفلام الحطامي قتل أثناء إعداده لفيلم وقصص إنسانية في منطقة العكد جنوب محافظة مأرب، حيث عاد إلى المحافظة قبل نحو شهرين لزيارة أسرته بعد غياب دام ثمان سنوات تمكن خلالها من الحصول على الجنسية الهولندية.
مقتل المخرج “الحطامي” أثار موجة حزن في الوسط الإعلامي، وأوساط من يعرفوه خاصة من منتجي وصانعي الأفلام والعاملين في الوسط التلفزيوني رصد “يمن ديلي نيوز” جانباً منها:
سقطت عدسته قبل جفونه
البداية مع المخرج السينمائي العراقي “فلاح الجبوري” والذي أخرج عدداً من المسلسلات اليمنية الذي قال في منشور على فيسبوك قائلًا: “فاجعة أخرى تدمي القلوب.. سقطت عدسته قبل جفونه. عاد من الغربة حاملًا حلم الضوء ليصور ظلمة الحرب، لكن القذيفة الغبية لم تميز بين عدسة تصنع الجمال وقنبلة تفجر الأرواح”.
وأضاف: “مصعب، المخرج الشاب الذي أراد أن يساهم في تخليص وجوه اليمن من العتمة، صار وجهًا آخر في سجل الشهداء. تركناه بين اللقطات المعلقة، بين دمعة لم تُسجل، وصرخة لم تصل إلى الميكروفون. الآن، وقد فارق الحياة، تكبر عدسته حجمًا وتصغر الدنيا بأكملها”.
عشق حد الهوس
وقال الصحفي والإعلامي “غمدان اليوسفي”: “إنهم يضيفون الملح إلى جروحنا، ويريدون منا أن نصمت على الألم. كل يوم يزفون في قلوبنا ألمًا جديدًا، ويكذبون على العالم بأنهم يقاتلون نيابة عنا، وهم يقتلوننا نيابة عن روحهم المعجونة بالكراهية”.
وأوضح أن “مصعب الحطامي عشق الكاميرا حد الهوس، وكان يمتلك عدة احترافية وسينمائية مدهشة، وتمكن بفيلمه (إلى السماء) من أن يعرض في المهرجان الذهبي للأفلام في إيطاليا، لكن عنوان فيلمه يبدو أنه كان تحليقًا نهائيًا إلى السماء بفعل إجرامي”.
وتابع: “مصعب من ذلك النوع من الشباب الذي يحتمل ما يُطلب منه بلا تذمر، هادئ الطباع، صريح، وجاد. عملنا سويًا في تصوير ومونتاج تقارير لبرنامج (الجزيرة هذا الصباح)، وكنا قد بدأنا أيضًا مشروعًا تلفزيونيًا في إسبانيا، وسافرنا إلى قرطبة ومدن مجاورة”.
وأردف: “ما تزال المواد الخام للعمل بحوزته، والتُقطت له هذه الصور في جامع قرطبة وفي أحد المنازل القرطبية. قرر مصعب العودة إلى الجذور، إلى مأرب، متسلحًا باطمئنانه بإمكانية العودة إلى هولندا، نظرًا لكونه يحمل الجنسية الهولندية، لكن الحوثيين قرروا أن تكون هذه رحلته الأخيرة، حيث قصفوه وقتلوه، بينما أصيب شقيقه”.
عاش للكاميرا
مراسل قناة “الجزيرة” في سلطنة عمان قال: أفجعني رحيلُ صديقي العزيز مصعب الحطامي؛ فقد رأيتُ في شغفه وطموحه مرآةً لذاتي التي أُحب.
شابٌ عاش للكاميرا لا للبندقية، حملَ إلى الجبهة حلمًا لا سلاحًا، وذهب ليُضيف لقطةً أصدقَ إلى أرشيف الضوء لا إلى أرشيف الدم.
لكنّ الموت، لا يفرِّق بين يدٍ تحمل كاميرا ويدٍ تحمل بندقية؛ تأتيه الأقدار فتطوي الصفحة قبل أن يكتمل النصّ.
مصعبُ كان يؤمن بأن الحياة تُقاس بمساحة الأمل فيها، لا بطول السنوات. ترك لنا درسًا واضحًا: سرْ وراء شغفك، حتى لو بدا الطريق محفوفًا بالعتمة؛ فالهزيمة الحقيقية ليست في الموت، بل في إطفاء شعلة الحلم قبل أن تبلغ مداها.
سلامٌ على روحٍ عرفتْ كيف تحيا راقيةً حتى لحظة الرحيل، وعلى حلمٍ مضى مع صاحبه لكنّه ظلَّ يلهمنا ألّا نستسلم.
لقد خُطَّت مقاديرنا، نعم، غير أنّ فسحةَ الاختيار تبقى في الطريقة التي نحيا بها، وفي الأثر الذي نتركه بعد أن نغيب.
حجم الخطر
أما الإعلامي عبد الله أبو أسعد، فقال إن “رحيل مصعب الحطامي فاجعة كبيرة للوسط الإعلامي، وأظهر حجم الخطر الذي يتعرض له الصحفي أثناء تغطيته في الميدان، وكيف أن العمل الإعلامي أشبه بالمغامرة”.
وأضاف: “الصحفي مصعب وشقيقه الجريح صهيب انضما إلى قافلة الشهداء والجرحى الصحفيين الذين بطشت بهم آلة الموت الحوثية خلال الحرب، ولن يكونا الأخيرين ما دامت هذه العصابة المارقة”.
وشدد على أن “عصابات الإرهاب الحوثي تتعمد استهداف الصحفيين وقتلهم واختطافهم ومطاردتهم، وترى عدساتهم أشد خطرًا عليها من المقاتلين الذين يواجهونها في جبهات القتال”.
إلى السماء
من جانبه كتب الاعلامي “خليل المليكي” قائلا: إلى السماء.. إنهم يضيفون الملح إلى جروحنا، ويريدون منا أن نصمت على الألم.
كل يوم يزفون في قلوبنا ألما جديدا، ويكذبون على العالم إنهم يقاتلون نيابة عنا، وهم يقتلوننا نيابة عن روحهم المعجونة بالكراهية.
وأضاف: نودع مجددا أحد أنبل الشباب بلا ذنب.. مصعب الحطامي، عشق الكاميرا حد الهوس، ولديه عدة احترافية وسينمائية مدهشة، وتمكن من أن يصل بفيلمه (إلى السماء) ليعرض في المهرجان الذهبي للأفلام في إيطاليا، لكن عنوان فيلمه يبدو أنه كان تحليقا نهائيا إلى السماء بفعل إجرامي.
مصعب ذلك النوع من الشباب الذي يحتمل ماتطلبه منه بلا تذمر، هادئ الطباع، صريح، وجاد، ويعطي النكتة حقها من الضحك.
عملنا سويا في تصوير ومونتاج تقارير لبرنامج (الجزيرة هذا الصباح)، وكنا قد بدأنا أيضا مشروعا تلفزيونيا في أسبانيا وسافرنا إلى قرطبة ومدن مجاورة.. مازالت حتى المادة الخام للعمل لديه، والتقطت له هذه الصور في جامع قرطبة وفي أحد المنازل القرطبية.
قرر مصعب العودة إلى الجذور، إلى مارب، متسلحا باطمئنانه بإمكانية العودة إلى هولندا نظرا لكونه أصبح يحمل الجنسية الهولندية، لكن الحوثيين قرروا أن تكون هذه رحلته الأخيرة، حيث قصفوه وقتل هو بينما أصيب شقيقه.
واختتم المليكي مقاله: موجع رحيل شاب في مقتبل العمر فقط لأن أحدا ما قرر أن يوقف عمره هكذا بدون سبب. لا أجد من الكلمات ماستعزي والده العزيز عبدالحفيظ الحطامي، وزوجته إيثار القباطي. قلبي معكم.
شهيداً مجيداً
بدوره قال الإعلامي محمد الضبياني: “السيناريست والمخرج مصعب عبد الحفيظ الحطامي شهيدًا مجيدًا في مأرب مع ثلة من أقرباء الشيخ سلطان العرادة نتيجة قصف حوثي غادر وإرهابي”.
وأضاف: “تعازينا للزميل والصحفي الكبير عبد الحفيظ الحطامي، والشفاء لابنه البطل المصاب صهيب الحطامي”.
شقيق الروح
أما الصحفي والإعلامي “بسيم الجنائي”، فعلق قائلًا: “بأي وجع نستقبل هذا المساء؟ مصعب الحطامي شهيد في جبهة مأرب. أي قهر يزيدنا كرهًا للحوثي وزبانيته. بعد عشر سنوات غربة، عاد من هولندا لزيارة أسرته وقرر عمل أفلام قصيرة من الجبهة، فكانت له الشهادة بطائرة مسيرة حوثية”.
وتابع: “مصعب شقيق الروح، لا أزور هولندا إلا ويكون في استقبالي. وعدني بزيارة عندما يعود من اليمن. مذهول ومصدوم من هول الفاجعة. تمنيت لو أن أحدًا يخبرني بأنها إشاعة”.
ومصعب الحطامي هو نجل الصحفي المعروف عبدالحفيظ الحطامي، ويعد من أبرز المخرجين للأفلام الوثائقية والقصيرة في اليمن، حيث كان يتمتع بمهارات مميزة في التصوير والإخراج الفني.
ففي 8 فبراير/شباط 2014، حصل المخرج مصعب عبدالحفيظ الحطامي على المركز الثالث في مهرجان مختار للأفلام القصيرة في فرنسا عن فيلمه القصير “إحسان”، فيما حاز المركزين الأول والثاني مخرجان فرنسيان، من بين 65 فيلمًا قصيرًا تقدمت للمسابقة الدولية التي تبنتها شركة مختار الفرنسية للأفلام القصيرة.
مرتبط
الوسوم
مصعب عبدالحفيظ الحطامي
استهداف الصحفيين اليمنيين
رصد
صانع الافلام
نسخ الرابط
تم نسخ الرابط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news