"سأعود حين تهدأ الأوضاع".. صرخة وداع أخيرة لشاب يمني أذابت الشمس جسده النحيل في الحدود السعودية

     
بران برس             عدد المشاهدات : 332 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
"سأعود حين تهدأ الأوضاع".. صرخة وداع أخيرة لشاب يمني أذابت الشمس جسده النحيل في الحدود السعودية

الشاب العشريني "أياد" من أبناء محافظة إب

بران برس:

"سأعود حين تهدأ الأوضاع".. بهذه الكلمات التي تحمل في طيات حروفها كل معاني القهر والرجاء، ودّع "إياد" والدته، وغادر منزله الصغير في ريف محافظة إب (وسط اليمن)، يحمل في قلبه أملاً هشًا، مخبأً في عينيه دمعة لم يرد أن تفضحه، وهو لم يكن يعلم أنه لن يعود أبداً وأن هذه رحلته الأخيرة.

كان يعلم "إياد" أن الطريق للتسلل عبر طرق التهريب إلى "الجارة" السعودية محفوف بالمخاطر، فقد لقي العشرات وربما المئات من اليمنيين مصرعهم وهم في طريقهم للتهرب للعمل في السعودية، لكنه كان يراهن على أن تمنحه الحياة فرصة صغيرة تحفظ له كرامته وتسد رمق عائلته التي أنهكتها الحرب. 

لم يحمل "إياد" شيئًا في رحلته للاغتراب في السعودية بطريقة غير قانونية، سوى قنينة ماء وبعض الأمل. لم يمتلك حقيبة سفر، ولا متاعًا، ولا أوراقًا رسمية، فقط أحلام الفقراء الكبيرة التي تسير على أقدام مرتجفة فوق تضاريس الخوف. 

مع رفاقه، سار لساعات طويلة في دروب وعرة لا يسمع فيها سوى صفير الريح ولهيب الشمس التي كانت تلسع وجوههم وتحرق خطاهم. وفي لحظة موجعة، انهار "إياد" تحت وهج الشمس. تمدد على الأرض، وبدأ جسده النحيل يذوب بصمت. 

وفي لحظاته الأخيرة، لم يكن "إياد" يحمل سوى وجعه، مستلقياً على الأرض لا يقوى على الحركة، حاول رفاقه إسعافه ــ رشوه بالماء ــ أسندوه بأذرعهم المرتجفة، لكن الجسد المتعب استسلم، وظل "إياد" ممددًا تحت الشمس ست ساعات كاملة بلا حركة، حتى أسلم الروح دون وداع حقيقي. 

في ظل غياب الحيلة والمساعدة، حفر له رفاقه قبرًا بسيطًا بين الصخور، وألقوا عليه حفنة من التراب، ثم غادروا، والدموع تتقاذفهم إلى مصير لا يقل قسوة عن مصيره. 

وفي قريته البعيدة، كان والد "إياد" يتعافى بالكاد من جلطة دماغية، ووالدته تنتظر عودته، تتمسك بوعده الهش: "سأعود حين تهدأ الأوضاع" كما وعدها، ولكن بدلاً من ذلك، وصلهم النبأ الصادم: "ابنهم دُفن هناك، في مكان مجهول، يقال إنه "أبو عريش". 

رحل "إياد"، وبقيت أسرته تصارع وجع الفقد المجهول، لا يريدون شيئًا مستحيلاً، فقط يطالبون باستعادة جثمانه، ليدفنوه كما يليق بإنسان أحب الحياة، ومات وهو يحاول النجاة منها. 

بصوت مبحوح من الألم، ناشدت أسرته السفارة اليمنية في الرياض، وزارة المغتربين، وزارة الخارجية، وكل قلب حي: "ساعدونا على استعادة ابننا... ساعدونا على أن يُدفن تحت تراب يعرفه، وتُكتب على قبره آية رحمة، لا أن يظل مجرد رقم منسي في سجلات الفقر والحرب". 

إياد لم يكن مجرد شاب فارق الحياة على سفح جبل؛ كان مرآة آلاف اليمنيين الذين تموت أحلامهم كل يوم بعيدًا عن الكاميرات، بلا ضجيج، بلا نعي، بلا عزاء، في وطن مستنزف بالحروب والمآسي، بات الوداع رفاهية، والحياة حلمًا، والموت خبرًا عابرًا على هامش الأيام.

وفاة شاب في الحدود السعودية

المغتربين اليمنيين

الحدود اليمنية السعودية

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

فيديو | موقف اليمنيين من تحركات الانتقالي في حضرموت والمهرة وتحشيد أنصاره للمطالبة بإعلان دولة الجنوب؟

بران برس | 867 قراءة 

عاجل:معارك عسكرية بمختلف الأسلحة بهذه المحافظة الجنوبية

كريتر سكاي | 848 قراءة 

ضمن خطة هيكلة الجيش.. الرئيس العليمي يعين قيادة جديدة لهيئة الركن بالعمليات المشتركة

موقع الأول | 616 قراءة 

عودة علي سالم البيض إلى عدن بعد سنوات من الغياب.. ورسالة برلمانية حول الوحدة اليمنية

نيوز لاين | 585 قراءة 

خالد سلمان يكشف عن زلزال عسكري قادم نحو تعز والبيضاء.. وساعات لحسم مصير محور الجبولي

نافذة اليمن | 572 قراءة 

اليمن مات. وهذا ما سيحلّ مكانه!

الوطن العدنية | 562 قراءة 

عملية استباقية نوعية لشرطة مأرب.. اعتقال قيادي حوثي كُلف بإدارة الخلايا الإرهابية خلفاً للقيادي المعتقل “أحمد قطران”

بران برس | 494 قراءة 

هل تستخدم السعودية القوة لإخراج قوات الانتقالي من حضرموت والمهرة؟

الوطن العدنية | 448 قراءة 

اول ضربة جوية على قوات الانتقالي بوادي حضرموت (تفاصيل)

مراقبون برس | 441 قراءة 

إعلان رسمي: أول مدينة في اليمن تحظر السلاح وتتوعد المخالفين بالعقوبات

نيوز لاين | 384 قراءة