قبل شهرين رست سفينتان صينيتان بميناء رجائي في بندر عباس تحملان آلاف الأطنان من مواد كيميائية، تستخدم كوقود صلب للصواريخ الباليستية ،وتم تخزينها في الميناء.
بعد شهرين وتحديداً اليوم الجمعة هزت إيران إنفجارات متتالية، استهدفت المخازن وخلفت ورائها دماراً يفوق ماتعرض له مرفأ بيروت عام 2020.
الأصابع تشير جميعها إلى عمل إسرائيلي بمحددات ،غايتها تعطيل المشروع الصاروخي ، والتعبير عن إمتعاض تل أبيب من عدم إدراج الباليستي ،في المباحثات الجارية بين واشنطن وطهران ،على الأقل في المرحلة الحالية من التفاوض ، ما يجعل يد إسرائيل طليقة، دون الدخول بإشتباك سياسي مع إدارة ترامب ، أو إتهامها بالعمل ضد المفاوضات.
إيران شكلت لجنة تحقيق ولكنها في مطلق الأحوال لن تعلن عن مسؤولية إسرائيل ،لأن ذلك يعني جعل قدرتها الردعية على محك الرد ، وهو مالا تسعى اليه ، في ما إسرائيل لم تنف ضلوع أجهزتها الإستخبارية ،مكتفية بالقول بعدم مسؤولية جيشها.
إجمالاً لإسرائيل سوابق من الاستهدافات غير المعلنة ،بما في ذلك الميناء نفسه وإن كان تقنياً وليس مسلحاً ، وبالتالي ستبقى كل المؤشرات تتجمع حول مسؤوليتها المباشرة لما حدث ، والهدف واضح ، ممنوع إمتلاك إيران ليس للسلاح النووي وحسب ، بل وحتى الصاروخي ، وسيتم إجهاضهما أما بالتفاوض وإما بالعمل الإستخباري العسكري المباشر.
إيران ستتحاشى البوح بالبصمة الإسرائيلية ، فهي ليست بحاجة لأمرين ، إنكشاف عجز قدرتها الردعية ، ووضع المفاوضات مع واشنطن على سكة الفشل مايعني ترجيح الخيار العسكري.
من ضرب رأس عيسى في مرحلته الأولى ،هو نفسه من تحوم حوله شبهة تدمير مرفأ بندر عباس ، والنتائج مترابطة ، تدمير القوة الإيرانية ، تصفيةزحضورها الإقليمي وشل آخر أذرعها في اليمن.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news