التصعيد الأمريكي فشل ذريع

في خضم الصراعات التي تعصف بالمنطقة، تتجلى حقيقةٌ راسخةٌ مفادها أن الحرب ليست مجرد صراعٍ عسكريٍ على الأرض، بل هي في جوهرها معركةُ إراداتٍ، يرتكزُ فيها النصرُ بالدرجةِ الأولى على الجانبِ المعنويِ والإيمانيِ للشعوب. وفي هذا السياق، يقفُ اليمنُ اليومَ شاهداً على فشلٍ أمريكيٍ ذريعٍ ومكشوفٍ، رغمَ تصعيدِهِ العدوانيِ المستمرِ، ليُثبتَ للعالمِ أجمعَ أنَ الإيمانَ والعزيمةَ أقوى من كلِ ترساناتِ العالمِ.

إن الأمريكي يصعدُ في عدوانِهِ، ولكنَ هذا التصعيدَ يتسمُ بفشلٍ واضحٍ ودنيءٍ ومكشوفٍ للجميع، فما معنى أن يهاجمَ الأمريكيُ مقبرةً؟ أليسَ هذا هو منتهى الفشلِ والإفلاسِ الأخلاقيِ؟ إن الكثيرَ من اعتداءاتِ الأمريكيِ تشهدُ على فشلِهِ الذريعِ في تحقيقِ أهدافِهِ العسكريةِ والسياسيةِ.

في المقابلِ، يعبرُ صمودُ الشعبِ اليمنيِ عن إرادتِهِ الصلبةِ، ويؤكدُ أنَهُ مهما كانَ التصعيدُ الأمريكيُ، فلن يكسرَ إرادةَ هذا الشعبِ الأبيِ، ولن يثنيَ موقفَهُ الثابتَ، لقد صمدتْ إرادةُ الشعبِ اليمنيِ، بحمدِ اللهِ، في مواجهةِ عدوانٍ أمريكيٍ كبيرٍ جداً، وفشلَ الأمريكيُ في عدوانِهِ فشلاً ذريعاً.

إن الأمريكيَ ليسَ بمستوى أن يقولَ للشيءِ “كن فيكون”، أو أن يحسمَ أيَ عدوانٍ لصالحِهِ متى شاءَ، فحينما يكونُ هناكَ شعبٌ يصمدُ، يؤمنُ بقضيتِهِ، ويثبتُ على موقفِهِ، يمكنُهُ أن يحققَ النصرَ على الأمريكيِ، مهما بلغتْ قوتُهُ العسكريةُ.

الشعبُ اليمنيُ اليومَ يقدمُ درساً مهماً جداً تحتاجُ إليهِ كلُ الأمةِ، لأنَ الدورَ الأمريكيَ يعتمدُ عليهِ العدوُ الإسرائيليُ بالأساسِ في فرضِ هيمنتِهِ على المنطقةِ، تتهيبُ معظمُ الشعوبِ والبلدانِ من أن تتبنى الموقفَ الصحيحَ خوفاً من الأمريكيِ، لكنَ شعبَنا يقدمُ درساً مهماً لكسرِ هذا الحاجزِ حاجزِ الخوفِ والترددِ.

كلما صعدَ الأمريكيُ في عدوانِهِ، كانَ الموقفُ بالنسبةِ لبلدِنا أكثرَ قوةً وثباتاً، وكلما أسهمَ ذلكَ أيضاً في مزيدٍ من التطويرِ والتحسينِ للقدراتِ العسكريةِ اليمنيةِ.

إن الخروجَ المليونيَ الأسبوعيَ المستمرَ هو مشاركةٌ مهمةٌ في الجهادِ، ومشاركةٌ عظيمةٌ في التعبيرِ عن الموقفِ، ودعمٌ كبيرٌ للموقفِ الرسميِ والشعبيِ، ينبغي أن يستمرَ الخروجُ المليونيَ بالزخمِ الكبيرِ جداً، فهو مهمٌ جداً في هذهِ المرحلةِ الحساسةِ والمهمةِ جداً.

لذلكَ، تتجددُ الدعوةُ للشعبِ اليمنيِ العظيمِ للخروجِ المليونيِ الواسعِ يومَ الغدِ، إن شاءَ اللهُ تعالى، في العاصمةِ صنعاءَ وفي بقيةِ المحافظاتِ، للتعبيرِ عن صمودِهِ وثباتِهِ.

الخروجُ المليونيُ يعبرُ عن الثباتِ والصمودِ والاستمرارِ في الموقفِ، ويهتفُ للشعبِ الفلسطينيِ الصامدِ في قطاعِ غزةَ، ليدركَ أنَ الشعبَ اليمنيَ مستمرٌ إلى جانبِهِ، ولن يتخلى عنهُ، ولن يتفرجَ عليهِ وهو يواجهُ العدوانَ، ولن يمكنَ العدوَ الإسرائيليَ من الاستفرادِ بهِ.

نؤكدُ أنَ معركةَ الإراداتِ هذهِ قد كشفتْ عن هشاشةِ القوةِ الأمريكيةِ أمامَ صمودِ شعبٍ آمنَ بقضيتِهِ، لقد قدمَ اليمنُ درساً للعالمِ أجمعَ بأنَ الخوفَ من القويِ ليسَ قدراً محتوماً، وأنَ النصرَ حليفُ من يمتلكُ الإيمانَ والعزيمةَ، فلتستمرْ مسيراتُنا المليونيةُ، ولتعلُ أصواتُنا، ولنظلْ سنداً وعوناً لأهلِنا في غزةَ، حتى يتحققَ النصرُ المبينُ، وتشرقَ شمسُ الحريةِ على ربوعِ فلسطينَ وكلِ أرضٍ عربيةٍ محتلةٍ.