هانس غروندبرغ.. مبعوث أم "مندوب سامٍ" للحوثيين؟!
قبل 8 دقيقة
من المفترض أن يحمل المبعوث الأممي إلى اليمن، السيد هانس غروندبرغ، راية الحياد والوساطة، لا أن يتحول إلى ظل دبلوماسي يرفرف خفيفًا خلف عباءة طهران. لكن يبدو أن المبعوث الأممي قد اتخذ من "السلام" شماعة يعلّق عليها كل المبررات لتبرئة مليشيا حوثية يعرفها العالم كله بأنها جماعة إرهابية، إلا هو!.
فبينما تتسابق دول العالم لتصنيف هذه العصابة المسلحة كمنظمة إرهابية، ويدوّي صراخ الضحايا من تحت أنقاض جرائم الحوثي من صعدة حتى الحديدة، لا يزال السيد هانس منشغلًا في توزيع الابتسامات داخل الصالات الإيرانية، وتبادل "النوايا الحسنة" مع من يصدرون الحقد إلى اليمن. لا نعرف إن كان يحمل في جيبه مبادرة سلام أم خارطة طريق لشرعنة الإرهاب.
أي سلام هذا الذي يتغاضى عن تجنيد الأطفال وسحل الصحفيين وخطف النساء، وتفخيخ المدارس ونسف المنازل؟.. وأي "دور أممي" يُمارس بالصمت المطبق أمام جريمة اختطاف الموظفين الامميين والدوليين، وجريمة الصواريخ والمسيّرات التي تهدد أمن الإقليم وتستهدف الملاحة الدولية؟!.
هل باتت مهام المبعوث الأممي تشمل “ترميم صورة الحوثي” وتلميعه إعلامياً بدلاً من تحميله المسؤولية؟، أم أن مكتبه في صنعاء تحول إلى "صالة تجميل سياسية" تعيد طلاء إرهابيي الحرب بلون السلام الزائف؟!.
من الواضح أن السيد غروندبرغ تجاوز كونه وسيطًا، وبات بحكم المواقف أقرب إلى المندوب السامي للحوثيين لدى الأمم المتحدة. يتجول بحرية، يلتقي قيادات النظام الإيراني كأنما هم طرف "محايد"، بينما الحقيقة أن سجادهم الدبلوماسي مبلل بدماء اليمنيين.
ولأن الكوميديا السوداء لا تكتمل إلا بالتناقض، نسمع في خطاباته مصطلحات عن "عملية السلام" و"ضرورة التهدئة"، و"العيش بكرامة ورخاء"، فيما تسيل أنهار من الدماء على وقع صمته المطبق. وكأن السلام مجرد فقرة بلاغية في تقرير ربع سنوي، تُستخدم للتغطية على حقيقة مفادها أن هناك شريكاً غير معلن في الجريمة.
إن المجتمع الدولي مدعوّ اليوم إلى مساءلة هذا المبعوث، لا عن أدائه فقط، بل على موقفه الأخلاقي والإنساني. فليس من العدل أن يظل وسيط الأمم المتحدة حريصًا على مشاعر الجلاد أكثر من صرخات الضحايا. وليس من الحياد أن تتساوى الضحية بالقاتل باسم "التوازن الدبلوماسي".
ببساطة، إن لم يكن هانس غروندبرغ قادرًا على تسمية الأمور بمسمياتها، فليتنحّ جانباً ويترك اليمنيين يبحثون عن مبعوث لا ترتعد يداه حين يكتب كلمة "إرهاب".
فاليمن لا يحتاج إلى كاهن سلام يعقد جلسات تأمل في طهران، بل إلى وسيط شجاع يسمع أنين الناس لا أهواء المليشيات.
هل نطلب الكثير؟،
أم أننا فقط نطالب المبعوث بأن يكون مبعوثًا لا "مدافعًا علاقاتياً" عن الإرهاب؟!.
وفي الأخير، ما يثير الدهشة موقف الشرعية من تحركات غروندبرغ التي اقل ما يمكن وصفها بالمشبوهة في اكثر من عاصمة لانقاذ المليشيا بعد ان كثر الحديث عن عمليات برية متوقعة لاقتلاع العصابة من جذورها، اذا كان للشرعية موقف جاد في حربها مع الحوثي يجب عليها ان تطالب بتغيير المبعوث الاممي الذي اصبحت تحركاته المثيرة للجدل، وفي الوقت الضائع لمنح تلك العصابة ترياق الحياة وليس هذا فحسب بل على الشرعية بدلا من التغني بأنها جاهزة للمعركة الفاصلة ان تلغي اتفاق ستوكهولم وتصحح مسارها والانتقال من الخطابة الى الفعل على الارض، فنجاة الحوثي تحت يافطة السلام لا يعني سوى تشيع الشرعية الى مثواها الأخير.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news