في عدن.. حتى الإعلانات تُوجِع: الطاقة الشمسية حلم الفقراء وواقع الأغنياء

     
المشهد اليمني             عدد المشاهدات : 177 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
في عدن.. حتى الإعلانات تُوجِع: الطاقة الشمسية حلم الفقراء وواقع الأغنياء

في مشهد يعكس التباين الصارخ بين طبقات المجتمع في مدينة عدن، تستمر معاناة السكان اليومية مع انقطاع الكهرباء لساعات طويلة، بينما تغزو مواقع التواصل الاجتماعي إعلانات مغرية تروّج لمنظومات الطاقة الشمسية وبطاريات الليثيوم المتطورة.

هذه الإعلانات التي تحمل شعار "الحلول المستقبلية"، تبدو وكأنها سيف ذو حدّين؛ فهي تقدم الأمل للبعض، لكنها تزيد من ألم ومعاناة الآخرين.

يقول الصحفي العدني عبدالرحمن أنيس: "بينما تُطفأ الأنوار عن بيوت الفقراء لساعات طويلة كل يوم، نجد إعلانات الطاقة الشمسية تملأ الشاشات والصفحات الإلكترونية، تعرض حلولًا باهظة الثمن لا يستطيع غالبية السكان تحملها".

أسعار هذه المنظومات تبدأ من آلاف الدولارات، وهو مبلغ كبير جدًا بالنسبة لسكان المدينة الذين يعانون بالفعل من أزمات اقتصادية خانقة.

هذه الإعلانات ليست مجرد دعاية تجارية، بل أصبحت مصدر حسرة وإحباط إضافي للفقراء والمحتاجين. فبينما يراقب البعض تلك الحلول المتطورة ويحلمون بها، يواجهون في الواقع القاسي حرارة الصيف اللاهب وعتمة الليل الحالكة.

الأطفال، الذين لا يستطيعون النوم بسبب الحر الشديد، والأسر التي تجلس في الظلام بانتظار بصيص ضوء، والمريض الذي يترقب عودة الكهرباء لتشغيل جهاز تنفسه، هؤلاء جميعًا يشعرون بأن هذه الإعلانات تزيد من وطأة معاناتهم.

يضيف أنيس: "تلك الإعلانات التي تُروَّج وكأنها حلول خلاص، لا تعني شيئًا لأطفال لا يستطيعون النوم من شدة الحر، أو لمريض يترقّب عودة الكهرباء لتشغيل جهاز تنفس، أو لأسرة تجلس في الظلام بانتظار بصيص ضوء. الطاقة الشمسية هي المستقبل بلا شك، لكن هذا المستقبل لا يزال حكرًا على المقتدرين فقط".

ويتساءل أنيس في ختام تصريحاته: "كيف يمكن للمواطن البسيط أن يفكر في مستقبل الطاقة الشمسية إذا كان يعجز عن توفير قوت يومه؟".

الواقع يقول إن غالبية المواطنين في عدن ينتظرون الفرج من حكومة تعيسة بلا خطط واضحة، وكهرباء بلا وقود، وأمل يذوب مع كل مغيب شمس.

في ظل غياب سياسات حكومية فعالة لمعالجة أزمة الكهرباء وتوفير بدائل مستدامة وبأسعار معقولة، تبقى الطاقة الشمسية حلًا بعيد المنال بالنسبة للكثيرين.

وبينما يتمتع الأثرياء برفاهية استخدام تقنيات الطاقة المتجددة، يظل الفقراء رهائن لأزمات متكررة تُعمّق فجوة التفاوت الاجتماعي وتزيد من معاناتهم اليومية.

ختامًا، يبقى السؤال الملح: متى ستتحول الطاقة الشمسية من كونها رفاهية للأغنياء إلى حق مشروع لجميع المواطنين؟ وهل ستتحرك الجهات المسؤولة نحو وضع خطط استراتيجية تضمن توفير حلول طاقة عادلة ومستدامة لكل فئات المجتمع؟ أم أن الأمل سيظل يتلاشى كما تتلاشى أحلام البسطاء مع كل شمس تغرب؟

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

شاهد| حاملة الطائرات الأمريكية (هاري ترومان) تغطي اضرارها بالصور والملصقات

يمن إيكو | 576 قراءة 

عاجل: اندلاع اشتباكات ومواجهات عسكرية عنيفة بين باكستان وأفغانستان في سبع ولايات

المشهد اليمني | 473 قراءة 

عاجل:انتشار امني عقب العثور على كنز اسفل صيدلية في كريتر

كريتر سكاي | 457 قراءة 

حوار برّان | وكيل أول وزارة الداخلية يتحدث لـ“برّان برس” عن السجون وملفات الإرهاب والخلايا والتشكيلات المسلحة (فيديو)

بران برس | 404 قراءة 

مصادر تتحدث عن اختطاف الحوثيين لأسرة بأكملها في صنعاء

بران برس | 367 قراءة 

أبو عبيدة يعود للظهور في الواجهة بعد استثنائه من تحية خليل الحية

عدن نيوز | 323 قراءة 

رئيس مجلس القيادة الرئاسي يتسلم رسميا رد الفريق القانوني حول قرارات عيدروس الزبيدي

المشهد الدولي | 312 قراءة 

فأر ضخم يهاجم استيديو قناة”الجزيرة” على الهواء مباشرة

العاصفة نيوز | 297 قراءة 

وكالة روسية: صدور توجيهات لزعيم الحوثيين بوقف الهجمات على إسرائيل وسفن الشحن في البحر الأحمر

الموقع بوست | 272 قراءة 

أسرار تكشف وقصص تروى لاول مرة عن اسلوب إدارة طارق صالح للساحل الغربي وتعامله مع تجاوزات ضباطه وافراده

نافذة اليمن | 253 قراءة