في عدن.. حتى الإعلانات تُوجِع: الطاقة الشمسية حلم الفقراء وواقع الأغنياء

     
المشهد اليمني             عدد المشاهدات : 188 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
في عدن.. حتى الإعلانات تُوجِع: الطاقة الشمسية حلم الفقراء وواقع الأغنياء

في مشهد يعكس التباين الصارخ بين طبقات المجتمع في مدينة عدن، تستمر معاناة السكان اليومية مع انقطاع الكهرباء لساعات طويلة، بينما تغزو مواقع التواصل الاجتماعي إعلانات مغرية تروّج لمنظومات الطاقة الشمسية وبطاريات الليثيوم المتطورة.

هذه الإعلانات التي تحمل شعار "الحلول المستقبلية"، تبدو وكأنها سيف ذو حدّين؛ فهي تقدم الأمل للبعض، لكنها تزيد من ألم ومعاناة الآخرين.

يقول الصحفي العدني عبدالرحمن أنيس: "بينما تُطفأ الأنوار عن بيوت الفقراء لساعات طويلة كل يوم، نجد إعلانات الطاقة الشمسية تملأ الشاشات والصفحات الإلكترونية، تعرض حلولًا باهظة الثمن لا يستطيع غالبية السكان تحملها".

أسعار هذه المنظومات تبدأ من آلاف الدولارات، وهو مبلغ كبير جدًا بالنسبة لسكان المدينة الذين يعانون بالفعل من أزمات اقتصادية خانقة.

هذه الإعلانات ليست مجرد دعاية تجارية، بل أصبحت مصدر حسرة وإحباط إضافي للفقراء والمحتاجين. فبينما يراقب البعض تلك الحلول المتطورة ويحلمون بها، يواجهون في الواقع القاسي حرارة الصيف اللاهب وعتمة الليل الحالكة.

الأطفال، الذين لا يستطيعون النوم بسبب الحر الشديد، والأسر التي تجلس في الظلام بانتظار بصيص ضوء، والمريض الذي يترقب عودة الكهرباء لتشغيل جهاز تنفسه، هؤلاء جميعًا يشعرون بأن هذه الإعلانات تزيد من وطأة معاناتهم.

يضيف أنيس: "تلك الإعلانات التي تُروَّج وكأنها حلول خلاص، لا تعني شيئًا لأطفال لا يستطيعون النوم من شدة الحر، أو لمريض يترقّب عودة الكهرباء لتشغيل جهاز تنفس، أو لأسرة تجلس في الظلام بانتظار بصيص ضوء. الطاقة الشمسية هي المستقبل بلا شك، لكن هذا المستقبل لا يزال حكرًا على المقتدرين فقط".

ويتساءل أنيس في ختام تصريحاته: "كيف يمكن للمواطن البسيط أن يفكر في مستقبل الطاقة الشمسية إذا كان يعجز عن توفير قوت يومه؟".

الواقع يقول إن غالبية المواطنين في عدن ينتظرون الفرج من حكومة تعيسة بلا خطط واضحة، وكهرباء بلا وقود، وأمل يذوب مع كل مغيب شمس.

في ظل غياب سياسات حكومية فعالة لمعالجة أزمة الكهرباء وتوفير بدائل مستدامة وبأسعار معقولة، تبقى الطاقة الشمسية حلًا بعيد المنال بالنسبة للكثيرين.

وبينما يتمتع الأثرياء برفاهية استخدام تقنيات الطاقة المتجددة، يظل الفقراء رهائن لأزمات متكررة تُعمّق فجوة التفاوت الاجتماعي وتزيد من معاناتهم اليومية.

ختامًا، يبقى السؤال الملح: متى ستتحول الطاقة الشمسية من كونها رفاهية للأغنياء إلى حق مشروع لجميع المواطنين؟ وهل ستتحرك الجهات المسؤولة نحو وضع خطط استراتيجية تضمن توفير حلول طاقة عادلة ومستدامة لكل فئات المجتمع؟ أم أن الأمل سيظل يتلاشى كما تتلاشى أحلام البسطاء مع كل شمس تغرب؟

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

الكشف عن حقيقة القرار السعودي الأخير المتعلق باليمن

نيوز لاين | 618 قراءة 

الكشف عن ترتيبات جديدة وتحريك فعلي للمسار السياسي في اليمن

وطن نيوز | 582 قراءة 

استنفار في الرياض بعد فشل الوفد السعودي الإماراتي في عدن

شبكة اليمن الاخبارية | 503 قراءة 

محمد العرب يوجّه رسالة تحذير للزبيدي: وهم القوة يقود إلى مصير دقلو

نيوز لاين | 478 قراءة 

مليشيا الحوثي تنقل الأسلحة الثقيلة من معسكر استراتيجي في حضرموت إلى هذه المحافظة

المشهد اليمني | 465 قراءة 

حادثة مأساوية: تزويج طفلة لرجل ثلاثيني ينتهي بصدمة تقلب حياتها

نيوز لاين | 385 قراءة 

الزبيدي يحدد شرطًا لمشاركة القوات الجنوبية في معركة صنعاء

المرصد برس | 379 قراءة 

اعتقال قائد عسكري كبير و الحارس الشخصي للرئيس صالح سابقاً

يمن فويس | 377 قراءة 

الانتقالي ينقل الأسلحة والدبابات الثقيلة من معسكر الخشعة باتجاه شبوة

قناة المهرية | 343 قراءة 

مطار الغيضة الدولي يشهد إتمام إجراءات الاستلام والتسليم بنجاح

نيوز لاين | 322 قراءة