في عدن.. حتى الإعلانات تُوجِع: الطاقة الشمسية حلم الفقراء وواقع الأغنياء

     
المشهد اليمني             عدد المشاهدات : 153 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
في عدن.. حتى الإعلانات تُوجِع: الطاقة الشمسية حلم الفقراء وواقع الأغنياء

في مشهد يعكس التباين الصارخ بين طبقات المجتمع في مدينة عدن، تستمر معاناة السكان اليومية مع انقطاع الكهرباء لساعات طويلة، بينما تغزو مواقع التواصل الاجتماعي إعلانات مغرية تروّج لمنظومات الطاقة الشمسية وبطاريات الليثيوم المتطورة.

هذه الإعلانات التي تحمل شعار "الحلول المستقبلية"، تبدو وكأنها سيف ذو حدّين؛ فهي تقدم الأمل للبعض، لكنها تزيد من ألم ومعاناة الآخرين.

يقول الصحفي العدني عبدالرحمن أنيس: "بينما تُطفأ الأنوار عن بيوت الفقراء لساعات طويلة كل يوم، نجد إعلانات الطاقة الشمسية تملأ الشاشات والصفحات الإلكترونية، تعرض حلولًا باهظة الثمن لا يستطيع غالبية السكان تحملها".

أسعار هذه المنظومات تبدأ من آلاف الدولارات، وهو مبلغ كبير جدًا بالنسبة لسكان المدينة الذين يعانون بالفعل من أزمات اقتصادية خانقة.

هذه الإعلانات ليست مجرد دعاية تجارية، بل أصبحت مصدر حسرة وإحباط إضافي للفقراء والمحتاجين. فبينما يراقب البعض تلك الحلول المتطورة ويحلمون بها، يواجهون في الواقع القاسي حرارة الصيف اللاهب وعتمة الليل الحالكة.

الأطفال، الذين لا يستطيعون النوم بسبب الحر الشديد، والأسر التي تجلس في الظلام بانتظار بصيص ضوء، والمريض الذي يترقب عودة الكهرباء لتشغيل جهاز تنفسه، هؤلاء جميعًا يشعرون بأن هذه الإعلانات تزيد من وطأة معاناتهم.

يضيف أنيس: "تلك الإعلانات التي تُروَّج وكأنها حلول خلاص، لا تعني شيئًا لأطفال لا يستطيعون النوم من شدة الحر، أو لمريض يترقّب عودة الكهرباء لتشغيل جهاز تنفس، أو لأسرة تجلس في الظلام بانتظار بصيص ضوء. الطاقة الشمسية هي المستقبل بلا شك، لكن هذا المستقبل لا يزال حكرًا على المقتدرين فقط".

ويتساءل أنيس في ختام تصريحاته: "كيف يمكن للمواطن البسيط أن يفكر في مستقبل الطاقة الشمسية إذا كان يعجز عن توفير قوت يومه؟".

الواقع يقول إن غالبية المواطنين في عدن ينتظرون الفرج من حكومة تعيسة بلا خطط واضحة، وكهرباء بلا وقود، وأمل يذوب مع كل مغيب شمس.

في ظل غياب سياسات حكومية فعالة لمعالجة أزمة الكهرباء وتوفير بدائل مستدامة وبأسعار معقولة، تبقى الطاقة الشمسية حلًا بعيد المنال بالنسبة للكثيرين.

وبينما يتمتع الأثرياء برفاهية استخدام تقنيات الطاقة المتجددة، يظل الفقراء رهائن لأزمات متكررة تُعمّق فجوة التفاوت الاجتماعي وتزيد من معاناتهم اليومية.

ختامًا، يبقى السؤال الملح: متى ستتحول الطاقة الشمسية من كونها رفاهية للأغنياء إلى حق مشروع لجميع المواطنين؟ وهل ستتحرك الجهات المسؤولة نحو وضع خطط استراتيجية تضمن توفير حلول طاقة عادلة ومستدامة لكل فئات المجتمع؟ أم أن الأمل سيظل يتلاشى كما تتلاشى أحلام البسطاء مع كل شمس تغرب؟


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

أبين المحفد تنتفض نصرةً لفلسطين وتدين العدوان الإسرائيلي على غزة

صدى الجنوب | 944 قراءة 

توكل كرمان تفاجئ الجميع غير متوقعة للسعودية.. لهذا السبب

المرصد برس | 681 قراءة 

بإسرائيل.. رفع صور محمد بن سلمان وترامب.. وهذا ما كتب عليها

اليمن السعيد | 530 قراءة 

عاجل : مطار صنعاء يعلن استقبال عشر رحلات "بيان"

جهينة يمن | 512 قراءة 

حمير الأحمر والسامعي يعلنان من صنعاء دعم مشاورات سلام “سرية” جرت في الرياض

يمن ديلي نيوز | 447 قراءة 

مئات الشباب يزحفون من عدن الى السعودية للتسجيل بهذه القوات

كريتر سكاي | 421 قراءة 

شركة النفط تعلن رسميا" رفع أسعار المشتقات النفطية تعرف على السعر الجديد

نيوز لاين | 405 قراءة 

أنباء عن مقتل محمد السنوار وأبو عبيدة.. تفاصيل عملية تفجير النفق المحصن؟!

موقع الأول | 361 قراءة 

ترامب يضع الخليج أمام 4 خيارات مصيرية حول "ايران وغزة"

جهينة يمن | 357 قراءة 

ذعر حوثي في صنعاء.. تحشيدات مباغتة صوب مأرب والجوف

العين الثالثة | 335 قراءة