في مشهدٍ يختزل ذاكرة الألم والدم، عاد الإرهابي المعروف "أبو عمر النهدي" إلى الواجهة، وهذه المرة ليس كفارٍّ من العدالة، بل كرأس حربة في مشروع إخواني جديد يحمل اسم "تيار التغيير والتحرير"، أُعلن عنه من صحراء العبر بمحافظة حضرموت، تزامنًا مع الذكرى التاسعة لتحرير الساحل الحضرمي من قبضة تنظيم القاعدة.
عودة النهدي، مفتي الإعدامات والصلب في المكلا عام 2015، لم تأتِ مصادفة، بل جاءت في توقيت موارب وبموقع استراتيجي متاخم للحدود السعودية، وسط تناغمٍ لافت بين خطاب التيار الجديد وشعارات الحوثي، في دعوة لطرد "القوات الأجنبية" من حضرموت، وكأن الجماعة قررت بثّ مشروعها من خاصرة الجنوب نحو العمق العربي.
وبينما لا يحظى هذا التيار بأي قاعدة شعبية في حضرموت، إلا أن رهان الإخوان عليه يبدو واضحًا، مستثمرين في السجل الدموي للنهدي وقدرته على "جزّ الرؤوس"، أملًا في خلق ذراع متوحشة تُنازع القوات الجنوبية على الأرض والشرعية.
هكذا يُبعث أحد أبرز وجوه الإرهاب في الجزيرة من جديد، لا لمراجعة دماء الماضي، بل لقيادة جولة صراع جديدة، تغلّفها شعارات "التحرير" و"السيادة"، وتغذيها أحلام الإخوان وتقاطعاتهم مع الحوثي والقاعدة، من صحراء لا تزال تبحث عن ملامح الدولة والعدالة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news