يمن إيكو|تقرير:
سلط الانخفاض الملحوظ لأسهم شركات السلاح الأمريكية هذا الأسبوع الضوء على مجموعة من الأسباب التي تضافرت معاً وجاء بعضها بشكل متزامن، لتوجه ضربة مهمة لقطاع الصناعات “الدفاعية” الأمريكية، وقد كانت حكومة وقوات صنعاء من الجهات الرئيسية التي تقف وراء بعض هذه الأسباب.
تشكل الحرب التجارية التي يشنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الصين ومختلف الدول العالم من خلال الرسوم الجمركية الجديدة، وردود الفعل تجاهها، عوامل مهمة في انخفاض أسهم شركات السلاح الأمريكية.
ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة “فايننشال تايمز”، الثلاثاء، ورصده موقع “يمن إيكو”، فإن “حروب ترامب التجارية تُقلل الصادرات وترفع تكاليف المكونات والمواد الخام، وفي الوقت نفسه، قد تُؤدي القيود التي تفرضها الصين على صادرات المعادن الأرضية النادرة إلى الولايات المتحدة إلى تعطيل إنتاج كل شيء، من الطائرات المقاتلة إلى الغواصات والطائرات المسيرة”.
وقد حذرت شركة “رايثون” (آر تي إكس) المصنعة للمحركات النفاثة ومكونات الطائرات وأنظمة الدفاع الصاروخي (باتريوت) والتي انخفضت أسهمها هذا الأسبوع بنسبة 8.5%، الثلاثاء، من أنها “قد تتكبّد خسارة قدرها 850 مليون دولار هذا العام جرّاء الرسوم الجمركية”، وفقاً لما نقلت وكالة رويترز.
وللسبب نفسه قامت شركة (نورثروب غرومان) التي انخفضت أسهمها هذا الأسبوع بنسبة وصلت إلى 11,3% بتخفيض توقعات أرباحها لهذا العام بنسبة 10% مع ارتفاع تكاليف قاذفة الشبح (بي-21) من الجيل التالي.
هناك عامل آخر يقف وراء انخفاض أسهم شركات السلاح الأمريكية، وهو مستمر منذ ما قبل الحرب التجارية الأمريكية وإن كانت آثاره قد تضاعفت بعدها، وهو اضطراب سلسلة التوريد الأمريكية بسبب عمليات قوات صنعاء في البحر الأحمر، والتي اعترف البيت الأبيض بأنها أجبرت 75% من السفن الأمريكية على تحويل مسارها حول رأس الرجاء الصالح، الأمر الذي تسبب بتكاليف إضافية كبيرة، مع تأخيرات طويلة للبضائع.
وإذا كان هذا التأثير يعطل حركة الإمدادات العسكرية للجيش الأمريكي نفسه، وفقاً لتقرير جديد صادر عن معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، فإن سلسلة توريد قطاع الصناعات العسكرية في الولايات المتحدة لن تكون خارج نطاق هذا التأثير.
وتعتبر اضطرابات سلاسل التوريد هاجساً يؤرق قطاع الصناعات العسكرية منذ سنوات، وفي تقرير نشره موقع “مطبعة جامعة الجيش” التابعة للجيش الأمريكي، في أغسطس 2023، تقريراً سلط الضوء على ذلك مؤكداً أن “الصناعة الدفاعية لا تعفى من هذا النقص في الإمدادات، فرغم وجود مخزونات مسبقة من بعض المواد العسكرية الأساسية، إلا أن العديد من المواد الخام تُشترى من السوق المفتوحة، ورغم وجود خطوط أنابيب متخصصة لضمان تدفق المكونات الأساسية، إلا أن هذا نادراً ما يشمل المواد الخام”، مشيراً إلى أن “مورِّدي المواد الخام لا يستطيعون ضمان الأسعار نظراً لعدة متغيرات منها الارتفاع في تكاليف الشحن”.
ووفقاً لخبير تحدث إلى موقع “يمن إيكو” فإن شركات السلاح الأمريكية تأثرت بالفعل بشكل مباشر من تداعيات اضطراب سلسلة التوريد الأمريكية بسبب عمليات قوات صنعاء، بما في ذلك الزيادات الكبيرة في أسعار الشحن والتي وصلت إلى ثلاثة أضعاف، مع التأخيرات الكبيرة في وصول الشحنات والتي بلغت في بعض الحالات إلى قرابة شهر.
وقد تكامل تأثير الحرب التجارية والاضطراب المستمر لسلسلة التوريد الأمريكية، مع سبب آخر حديث هو إعلان حكومة صنعاء عن فرض عقوبات على 15 شركة أسلحة أمريكية داعمة لإسرائيل، ومعظمها طالها انخفاض الأسهم هذا الأسبوع، حيث أوضح الخبير الذي تحدث إلى “يمن إيكو” أن الإعلان أدى إلى زيادة حالة عدم اليقين بشأن سلسة توريد الصناعات العسكرية الأمريكية، خشية من أن توسع قوات صنعاء عملياتها لتشمل السفن التي تنقل البضائع إلى شركات السلاح الأمريكية، بغض النظر عن هويتها، كما حدث سابقاً بشأن السفن التي تنقل البضائع إلى إسرائيل.
وقد توازى انخفاض أسهم شركات السلاح الأمريكية مع إعلان حكومة صنعاء عن لائحة عقوباتها الجديدة، ومثلت الشركات التي انخفضت أسهمها أكثر من ثلثي القائمة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news