سبتمبر نت/ تقرير- منصور الغدرة
هكذا هي جماعة الخوارج، ومليشيا فلول السلالة الساسانية التي أسست ما كان يسمى بالإمبراطورية الفارسية، التي حكمت بلاد فارس (إيران الحالية) وما حولها بالإرهاب والتسلط أسسه المجوسي الإرهابي «أردشيرالأول» الذي أطلق عليها اسم «السلالة الساسانية» نسبة إلى جده ساسان القادم من الهند، وهي التي حكمت امبراطورية فارس من عام 224 م إلى سنة 651م، وهو التاريخ الذي دون نهاية أقذر امبراطورية عرفها التاريخ على يد قادة الفتوحات الاسلامية اليمنيين والعرب، الذين اوقعوا آخر ملوكها وأكاسرتها «يزدجرد الثالث بن شهريار»، وبجيشه شر هزيمة ودفنوها تحت التراب..
إلا أن فلول السلالة الساسانية الحاكمة فرت من مواجهة الجيش الفتوحات الاسلامية لبلاد فارس إلى الهضاب والجبال في شمال إيران-سميت لاحقا بقلعة الحشاشين- وبدأوا يحيكون المؤامرات والمكائد والتخطيط والبحث عن الكيفية التي تمكنهم من الانتقام والثأر من هزيمتهم على يد قادة وجيش الفتوحات الاسلامية، الذي كان جله من اليمنيين والعرب.
ولتنفيذ ما خلصت إليه المؤامرة، وتحقيق الانتقام من العرب واليمنيين وفي نفس الوقت تدمير الاسلام من داخله وبادعائهم على أنه تطبيق وترجمة لمبادئ الدين الحقيقي للإسلام، ولترجمة ذلك، أقر المتآمرون المجوس العمل من خلال مسارين سياسيين الاول، بالاعتماد والاستفادة من جيوش الامبراطورية الفارسية التي احتلت وحكمت واستوطنت بعض بلدان ومماليك ودول الجزيرة العربية كاليمن الذي تولى أمره الفارسي باذان قبل الاسلام، وفي عهد الاسلام، ثم ابنه ومن بعدهما فيروز الديلمي، ليتوالى مجيء الفرس تباعا حتى مجيء يحيى الطباطبا أو ما سمى نفسه بحيى الرسي..
والمسار الثاني يتم تنفيذه من خلال تشكيل تكتل او كيان سياسي يتولى مهمة إثارة فكرة الاصطفاء(آل البيت)، والحق الالهي في حكم العالم الاسلامي وأكذوبة «الوالية» وتخصيصها في البطنين وفي نسل علي تحديدا، وهي بالطبع فكرة شيطانية تولى مهمة تنفيذها المجوسي الفارسي اليهودي ابن سبأ، فبدأ بتشكيل الحزب او التكتل السياسي في المدينة المنورة، والترويج للفكرة الشيطانية وسط المسلمين بالحق الالهي و الاصطفاء، فكانت القشة التي قصمت ظهر بعير المسلمين، والفتنة التي أحدثت شرخا وانشقاقا، وصراعات وحروب ضد المسلمين، وهو التصدع الذي ضرب وحدة المسلمين منذ اول يوم لوفاة الرسول، ولاتزال جراحه غائرة في جسد الامة التي تحفر إيران ومليشياتها الصفوية فيه حتى اليوم، وجماعة الحوثيين إحداها.
وما حروب مليشيا الحوثي الامامية الكهنوتية إلا جزءا من ذاك المخطط الذي اقره فلول دولة فارس في قلعة الحشاشين بشمال ايران، وهي تنتقم من اليمنيين في قتلهم في الحروب التي تشعلها سواء بشنها للحرب أو بالزج الى معاركها المحتدمة لقتال بعضهم البعض، وكانت الأربطة والكتاتيب، وما يسمى بالدورات الثقافية والمراكز- المعسكرات-الصيفية التي تنظمها المليشيا السلالية الامامية الكهنوتية الحوثية، إلا مصانع وقود حربها، والطائفية والمذهبية سلاحها، والبارود لغة لسانها الناطق بالفارسية.
اليمنيون الذين قتلتهم جوالات حروب مليشيا الحوثي الإرهابية، لعقدين فقط تجاوزوا ستمائة الف قتيل ونصف العدد جرحى، فيما المهجرين والمشردين تجاوزوا أكثر من 9ملايين يمني خلال العشر السنوات الاخيرة، بينما الذين طحنتهم وفقدوا مصدر رزقهم ووصلوا إلى مستوى خط الفقر اكثر من 18 مليون يمني- وفقا لتقارير دولية.
هذه هي كوارث ما يسمى بالمراكز الصيفية الحوثية، التي أثبتت على مدى عقد من السنين القحط أنها مصانع للإرهاب الفكري والطائفي النتن، وما هي إلا معسكرات صيفية ومراكز ومعامل لصناعة الارهاب الحوثي السلالي، على الرغم من التحذيرات الدولية المتكررة لهذه العصابة بعدم تجنيد الاطفال والتوقف عن تعبئة طلاب المدارس والتعليم التعبئة الفكرية الطائفية، وإقحامهم في الحروب العبثية التي تشعلها مليشيا الحوثي ضد اليمنيين.
إلا أن مليشيا الحوثي مستمرة في تحشيد الاطفال وطلاب المدارس والجامعات الى دورات شهرية وفصلية وموسمية، ومن ثم الزج بهم في معارك حروبها العبثية، وخلال الاسابيع الماضية، دشنت مليشيا الحوثي الارهابية في عدد من المحافظات والمناطق الخاضعة لسيطرتها أكثر من 500 مركز صيفي، ولو افترض انه خصص الطاقة الاستيعابية لكل مركز 70 طالبا وطفلا، فإن الناتج الاجمالي سيكون 35ألف طالب. وهذا معناه فإن مصانع أو مراكز مليشيا الحوثي السلالية الإرهابية تنتج سنويا في الحد المتوسط 35ألف إرهابي، وإذا ما عدنا إلى تاريخ سنة بدء جماعة الحوثي التركيز والاهتمام بما سمتها بالمراكز الصيفية لطلاب المدارس الحكومية، فالمليشيا الحوثية بدأت التوجه نحو المراكز الصيفية التي كانت تنظمها وزارة الشباب والرياضة، باقتحام عدد من المراكز في امانة العاصمة صنعاء، اواخر عام 2017، وفي السنة التالية حشدت للمراكز الصيفية التي اقامتها على مستوى القرى والمديريات، إلى درجة أن اعداد الملتحقين بالمراكز الصيفية في تلك السنة-حسب مصادر من داخل الجماعة- فقد تجاوزوا الربع مليون طالب، وزجت المليشيا الحوثية بغالبيتهم في جبهاتها المحتدمة قتل الكثير منهم..
لكن الامر المفزع، بأن تعمل المليشيا السلالية في مراكزها على إنتاج كل هذه الأعداد من الإرهابيين سنويا، فإنه ضرب من الجنون، فلا يمكن القول عن هذه المراكز أو المعسكرات الحوثية إلا بأنها مصانع للإرهاب، بل ومتفوقة في صناعة الإرهاب بجودة عالية، حصنتهم بثقافة متينة كل مفرداتها العنف والقتل والكراهية التي يتم بها شحن وتعبئة عقول الطلاب والشباب المراهقين بالفكر الشيطاني الطائفي العنصري.
ورغم التحذيرات الامريكية بان الغارات التي يشنها الجيش الامريكي ضد القدرات العسكرية لمليشيا الحوثي، ومواقع ومراكز القيادة والسيطرة ومخازن الاسلحة للحوثيين، منذ منتصف شهر مارس الماضي، وترتفع وتيرتها واعدادها يوما عن يوم، وإمكانية استهدافها معسكرات التحشيد ، إلا أن مليشيا الحوثي الارهابية تصر على إقامة ما تقول إنها مراكز صيفية، وتخصص 500 مركز في صنعاء ، فإن هذا يعد جنونا، وجريمة تسعى مليشيا الحوثي الوصول إليها بأن يخطئ الطيران الامريكي في غاراته ويستهدف أحد مراكز التحشيد الحوثية في صنعاء ليتم استغلالها اعلاميا من قبل الحوثي على انها جريمة بحق المدنيين ومخيم طلابي على أمل استعطاف الرأي العام الدولي والمنظمات الحقوقية بممارسة ضغوطات بوقف الضربات الامريكية ضد الحوثيين في اليمن، او على الاقل إيقاف الغارات ضد أهداف وإن كانت عسكرية في المدن والاحياء السكنية.
وإن لم تنل مليشيا الحوثي مبتغاها بأن حدث وأخطأت أهدافها، ويتفق معي الكثير أن تقدم قيادة مليشيا الحوثي بارتكاب هذه الجريمة، ومحاولة الصاقها بالضربات الامريكية، وهذا ليس بالأمر الغريب على هكذا جماعة إرهابية عنصرية، تاريخها مليء بسوابق كثيرة في هذا المجال بارتكابها جرائم من هذا النوع خلال السنوات الماضية من هذه الحرب والصاقها بطيران التحالف العربي.. وإن كانت مليشيا الحوثي ستجد صعوبة في ثني الموقف الدولي تجاهها للتهديد والخطر الذي شكلته على أمن خطوط الملاحة الدولية-بخلاف عما كان عليه الموقف الدولي في السابق.
وما اصرار مليشيا الحوثي الإيرانية الارهابية، على فتح 500مركز صيفي في صنعاء وحدها لالتحاق الطلاب فيها، وهي متأكدة أنه في ظل تصاعد الغارات الامريكية واستهدافها التجمعات والتحشيد الحوثي إنما تضع هذه المراكز في دائرة القصف، وهو تأكيد على أنها تبيت لارتكاب مثل هذه الجريمة، ويعبر بوضوح عن رغبتها الجامحة بالبقاء غارقة في بحيرة من دماء اليمنيين، وعدم مغادرتها ساحة العنف وقتل اليمنيين، وذهابها إلى إجبار طلاب المدارس بمختلف أعمارهم على حضور الدورات المكثفة ذات البعد الطائفي، على وقع التهديد والوعيد لمن يتخلف.
ويجمع المراقبون والناشطون اليمنيون، بان مراكز الحوثي الصيفية، ما هي إلا مصانع للإرهاب الطائفي.
وتحت وسم(#مراكز – صناعه – الارهاب)، قاد الناشطون اليمنيون الاسبوع الماضي حملة الكترونية، بالتزامن مع تدشين مليشيا الحوثي مراكزها الصيفية، التي تستخدمها للتعبئة الطائفية وحشد الاطفال للزج بهم إلى جبهات القتال.
ودعا الناشطون الآباء واوليا امور الطلاب بالحفاظ على ابنائهم وعدم السماح لمليشيا الحوثي التغرير عليهم وخداعهم بجر ابنائهم والزج بها إلى محارق الموت في جبهاتها.
ووصف الاستاذ عبدالله اسماعيل، المراكز الصيفية الحوثية بأنها تشكل خطرا على الاطفال، وقال في سلسلة تغريدات نشرها على حسابه في منصة(X): #مراكز- صناعه- الارهاب « الحوثية الصيفية تشكل خطورة على الأطفال فهي تعمل على تحويلهم إلى قنابل مؤقته باعتبار ان هذا الطفل في هذه المراكز لا يتلقى من العلم والمعرفة ما يتعايش به مع الآخر ولا يتعلم سماحة الدين ولا تعاليم الدين التي تحث على الشراكة والقبول بالآخر ويتلقى عكس ذلك».
واضاف: «تنسف #مراكز- صناعه- الارهاب الحوثية الصيفية ما يدعيه الحوثي من احترام للآخر وكذبة التعايش التي يحاول تسويقها للعالم»، مؤكدا أنها محاضن فكرية لخرافة الولاية ومناهج ملوثة بعنصرية السلالة وانشطة تجنيد فكري وعسكري ومحاضن لصناعة الارهاب والاحقاد.
وقال: «لا تتركوا ابناءكم فريسة وضحايا لحرب الحوثي الملعونة، فما يلقنه الحوثي لأطفالنا في معسكراته الصيفية خطير، فهو يحول جيلا كاملا الى مجرد بيادق لفكر منحرف، لا يؤمن بالتعايش ولا يرى الا اوهام العنصرية وخرافة الولاية وتكفير المخالف».
وأكد أن الحوثي يحول عقول الاطفال الى قنابل موقوته ستدمر الحاضر والمستقبل، وأنه لا يرى مستقبلا لأطفالنا إلا أن يكونوا حطبا لفكرته العنصرية ووقودا لحربه، وأداة لأحقاده، لا يعنيه التعليم ولا حقوق الأطفال، مراكزه الصيفية فقاسة لإرهابه، وصناعة له، ستحول الآلاف إلى قنابل إرهاب وكراهية وتكفير تتجاوز بخطرها اليمن الى تهديد الإقليم والعالم.
وحذر الناشطون الآباء بان أبناءهم امانة في اعناقهم، والحذر من التساهل عن هذه المسؤولية.
وخاطب الناشط عبدالكريم عمران، الآباء بقوله: امنعوا أولادكم من حضور مراكز التشييع ودورات التعميد بوثنية آل البيت. واضاف: حافظوا على عقول أبنائكم من التلوث بالخرافات التي تكرس العبودية والاسترقاق والاستحمار، لأصنام السلالة.
وتابع قائلا: علموهم أنه لا ولاية في الدين إلا على القصر، وعديمي الأهلية، وفاقدي العقل، والعجزة.. علموهم أن الإسلام دين الحرية والعدالة والكرامة والمساواة.. علموهم أن الحوثية هي إرهاب، ودموية، وطائفية، وتمييز سلالي طبقي عنصري.
وشدد عبدالكريم على الآباء في حسابه على منصة (X) التأكيد على «أن الحوثية لا تتماشى مع توحيد الله، ولا مع الحرية، ولا مع الكرامة، ولا مع العزة، ولا مع الشرف».
وفي حين أكدوا أن حماية الأطفال من التجنيد الإجباري الحوثي هو التزام عالمي لحماية الأطفال من الاستغلال والقتل في الحروب ، وتأمين حقهم في حياة امنه وكريمة.
وجه الناشطون نداءات للآباء، والمنظمات الدولية القيام بواجبهم تجاه الجرائم التي ترتكبها مليشيا الحوثي بحق طفولة اليمن.. «ايها اليمانيون لا تقدموا أولادكم قرابين للسلالة » في الوقت الذي تداول فيه، فيديو لشاعر حوثي وهو يلقن الاطفال، وقد جمع صغار الاطفال من حوله، ويقول لهم: «السيد البندق وهولا الذخيرة». في تعبير واضح تلخص عمل المراكز الصيفية الحوثية!!
وعن ذلك، قال، عبدالمحسن المراني: إنه نموذج لما يحصل داخل المراكز الصيفية الحوثية وكيف تقوم مليشيا الحوثي بتعليم الأطفال بثقافة الموت والكراهية، حتى لا يعرف شيئًا عن التسامح أو الوطن أو الحياة.
وتستثمر مليشيا الحوثي الارهابية، الضربات كما استثمرت من قبل الحرب، لتجنيد الاطفال ونهب اموال التجار.
ويرى محمد الهجامي، أن مليشيا الحوثي تتخذ من الاطفال اداة من اجل تنفيذ مصالح ايران باعتبارهم اكبر فئة يمكن غسل أدمغتهم بالأفكار الخمينية وجعلهم يخدمون وينفذون افكار هذه الجماعة الإرهابية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news