طبخة قادمة على نار هادئة: هل يُعاد إنتاج الحوثي سياسيًا؟

     
يني يمن             عدد المشاهدات : 217 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
طبخة قادمة على نار هادئة: هل يُعاد إنتاج الحوثي سياسيًا؟

كتب: فارس العدني

في تصريح لافت صدر عن فخامة الرئيس الدكتور رشاد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، خلال لقائه برئاسة هيئة التشاور وأمناء المكونات السياسية، أكد فيه “انفتاح مجلس القيادة على كافة المبادرات والرؤى الواقعية لإدارة المتغيرات الجديدة في صالح مشروع الدولة التي تلبي تطلعات جميع المواطنين”.

هذا التصريح، الذي نقلته وكالة سبأ الرسمية، يأتي في لحظة سياسية حرجة تعيشها البلاد، وتتسم بتصعيد عسكري غير مسبوق ضد ميليشيا الحوثي، وتنامي الحديث عن حسم بري وشيك. غير أن لغة التصريح، وتوقيته، يُلقيان بظلال من الشك على حقيقة ما يجري خلف الكواليس.

الانفتاح على “الرؤى الواقعية”… مصطلح مرن لتمرير ما هو قادم

عبارة “الرؤى الواقعية” لا تأتي من فراغ. فهي لغة دبلوماسية مرنة تُستخدم عادةً للإشارة إلى الاستعداد لتنازلات، أو للقبول بأمر واقع، مهما كان مرفوضًا أو مؤلمًا. وفي السياق اليمني، لا واقعية تلوح في الأفق سوى تلك المرتبطة بترتيبات تقضي بإعادة دمج الحوثيين ضمن بنية الدولة، بصيغة “شراكة ما”، أو على الأقل، وقف العمليات ضدهم ضمن تفاهم إقليمي ودولي يتبلور في الخفاء.

استباق أي عمل عسكري… بإغلاق الباب أمام الحسم

من حيث التوقيت، يسبق هذا التصريح أية عملية برية مرتقبة، أو تحول حقيقي في ميزان المعركة. وهذا التقديم المتعمد يعطي انطباعًا واضحًا بأن هناك محاولة لإغلاق الباب مبكرًا أمام أي تحرك ميداني قد يُحدث فرقًا في مسار الصراع، وكأن الأمر رسالة للداخل والخارج: لا خيار إلا بالتفاوض، ولا مستقبل إلا بالتسوية.

إنقاذ الحوثيين… وإعادة تدويرهم ضمن “مشروع الدولة”

وإن قيل إن الهدف هو “مشروع الدولة”، فإن هذا المشروع يبدو مرشحًا لأن يُعاد تشكيله بشكل يضمن للحوثي مكانًا ثابتًا، بعد أن تعذّر إسقاطه عسكريًا، وتعذّر تجاوزه سياسيًا. وبالتالي، فإن أي “مبادرة واقعية” كما توصف، قد تكون ببساطة مبادرة لإعادة إنتاج الجماعة ضمن تركيبة الدولة، لا إسقاطها أو تفكيكها.

أين باقي أطراف الشرعية؟

اللافت أن التصريح جاء خلال لقاء مع هيئة التشاور ومكونات سياسية، ما يُفهم منه أنه يُراد إظهار هذه الخطوة كأنها نابعة من “إجماع وطني”، أو على الأقل “موقف جماعي”، تمهيدًا لتمرير التسوية دون اعتراضات داخلية تهددها.

كلمة أخيرة…

في اليمن، تعلمنا أن التصريحات المبهمة لا تُطلق عبثًا، وإنما تمهيدًا لواقع جديد يُراد فرضه تدريجيًا. وما نسمعه اليوم قد يكون مقدمة لـ”طبخة سياسية” تسعى لإعادة ضبط المشهد اليمني بأقل الخسائر الدولية، وأكبر التنازلات الوطنية.

لكن يبقى السؤال: هل فعلاً يحق لأحد أن “يُعيد تدوير” مشروع الانقلاب تحت لافتة الدولة؟ وهل ستقبل القوى الوطنية، وأسر الشهداء، وجبهات القتال، أن يُختصر كل شيء في “رؤية واقعية” تحفظ ماء وجه المجتمع الدولي وتُسقط أحلام اليمنيين في بناء دولة حقيقية؟


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

الكشف عن تحسن جديد سيحدث باسعار صرف العملات

كريتر سكاي | 791 قراءة 

وصول تعزيزات حوثية كبيرة إلى جبهات القتال في ثمان محافظات.. وتحركات عسكرية غير مسبوقة

العاصفة نيوز | 697 قراءة 

اليوم : الريال اليمني في تحسن كبير أمام العملات الأجنبية في مناطق الشرعية

يني يمن | 598 قراءة 

شركة النفط بالمخا تخفض أسعار البترول والديزل مع تحسن الريال

حشد نت | 537 قراءة 

روسيا تقدم خارطة طريق لاحلال السلام في اليمن وهذه تفاصيلها!

صوت العاصمة | 514 قراءة 

مدير أمن أبين يمهل 72 ساعة قبل مغادرته منصبه: “خذلنا من الداخل قبل الخارج

شمسان بوست | 490 قراءة 

قرار في بيروت يربك الحوثيين ويثير فزعهم!

يني يمن | 454 قراءة 

أسعار مادتي البنزين والديزل بعد الإعلان عن تخفيض جديد في عدن ولحج وأبين والضالع

مأرب برس | 417 قراءة 

صرف الريال اليمني مقابل الدولار والريال السعودي في صنعاء وعدن لليوم الأربعاء

اليوم برس | 364 قراءة 

مصادر: الحوثيون يجهزون لتصعيد داخلي مع قرب ذكرى المولد

حشد نت | 361 قراءة