تحلُّ الذكرى السنوية لتحرير ساحل حضرموت من قبضة الإرهاب، حاملةً معها إشراقة نصرٍ خطّه الجنوبيون بدمائهم وتضحياتهم في واحدة من أكثر المحطات التاريخية حسمًا في مسار الكفاح الوطني الجنوبي، إنها ذكرى تجسّد البطولات الخالدة التي سطّرتها قوات النخبة الحضرمية، باعتبارها إحدى الركائز الصلبة التي قامت عليها دعائم الأمن والاستقرار في الجنوب.
لم تكن معركة المكلا مجرد مواجهة عسكرية ضد تنظيم القاعدة، بل كانت اختبارًا حقيقيًا لقدرة الجنوبيين على كسر الحصار الأمني والسياسي، وفرض إرادتهم رغم محدودية الإمكانات وتعقيد المشهد.
لقد كشفت هذه المواجهة عن حنكة قتالية عالية وحسٍّ وطني عميق، تجسّد في أداء النخبة الحضرمية التي خاضت المعركة بثبات رجال عرفوا أن الأرض لا تُحرر بالكلام، بل بالعزيمة والسلاح والدم.
في وجه قوى الإرهاب المدعومة إقليميًا، وقفت النخبة الحضرمية كالسد المنيع، لتكتب فصلاً ناصعًا في سجل الانتصارات الجنوبية، ولتؤكد أن حضرموت عصية على الانكسار، وأن إرادة التحرير أقوى من أي مؤامرات أو أجندات تسعى لإغراقها في الفوضى.
شكل تحرير المكلا تحولًا كبيرًا في مسار الأمن الجنوبي، وأحدث نقلة نوعية في مفهوم بناء القوات المسلحة الجنوبية، وأثبتت النخبة الحضرمية أنها قوة منضبطة، تحترف العمل العسكري وتلتزم بمسؤولياتها الوطنية، ما جعلها تحظى بثقة المجتمع وتأييد أبنائه.
هذا النصر لم يكن نهاية المطاف، بل بداية لمسار طويل من الإنجازات الأمنية والعسكرية التي حققتها النخبة الحضرمية على مدى السنوات الماضية وواصلت أداءها باقتدار في مواجهة التهديدات الإرهابية، وأسهمت بفعالية في ترسيخ حالة من الاستقرار في مدن الساحل والمناطق المحررة، لتكون نموذجًا يُحتذى في مناطق الجنوب كافة.
وفي ظل استمرار التحديات، تظل هذه الذكرى تذكيرًا حيًا بأن الاستقلال والسيادة لا يتحققان دون رجالٍ أوفياء يقفون في وجه العواصف، يحملون الوطن في قلوبهم ويجعلون منه قضيتهم الأولى، فالنخبة الحضرمية، بما راكمته من خبرة ومكانة، تمثل اليوم أحد الأعمدة المحورية للمشروع الوطني الجنوبي، وركنًا ثابتًا في معادلة الردع والرد على أي تهديد.
وبينما يحيي الجنوبيون هذه المناسبة الوطنية العظيمة، فإنهم يجددون العهد مع شهدائهم، ويؤكدون مضيهم على درب الحرية والاستقلال، متمسكين بقواتهم المسلحة التي أثبتت، في المكلا وغيرها، أنها درع الجنوب وسيفه، وأنها باقية ما بقيت الأرض والكرامة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news