محمد الثريا
ما من شك بأن سقوط سلطة الحوثيين بالشمال لن يتم فعليا إلا بعمل من الداخل ..لكن السؤال هنا :
ـ ماهي فرص حدوث ذلك التحرك الداخلي في ظل التطورات الاخيرة وحالة الارتباك والضغط الشديدين التي تتعرض لها جماعة الحوثي اليوم كظرف مواتي لقيام مناهضي تلك الجماعة بتوجيه ضربتهم المنتظرة؟
في تقديري، ان الامر هذا يعتمد على مستوى المرحلة التي ستؤدي اليها العمليات العسكرية الاميركية الحالية بالاضافة الى حسابات تقدير الخطر، حيث من المرجح ان ينظر مناهضو الحوثي هناك بترقب شديد الى حجم الضرر الحقيقي الذي لحق بالجماعة ومدى المصداقية والرغبة لدى الخارج في القضاء على مشروع الحوثي قبل منح قرارهم الثقة المطلوبة وقطع شكهم باليقين الكافي في انها تعد اللحظة المناسبة للانتفاض على سلطة الحوثيين في مناطق سيطرتها .
وبعيدا عن هالة الاستقطاب المجتمعي والاصطفاف الشعبي التي تمكن الحوثيون من صنعها حول مشروعهم طوال السنوات الماضية الا انها تبقى حائطا مؤقتا وغير وثيق في مهمة تحصين جبهة الجماعة من الداخل لحظة هبوب رياح المتغيرات الخارجية العاصفة.
غير ان ذلك الحائط سيبدو مسنودا بواقع مؤسف يمثل معضلة حقيقية امام امكانية إسقاط الحوثيين شعبيا، وهي حقيقة شعور مناهضي الحوثي هناك بعدم الثقة من تحركات الخارج والخوف من التعرض مجددا لموقف الخذلان والبقاء وحيدين في مواجهة انتقام الحوثيين لاحقا، لاسيما وإن احداثا مماثلة تكررت تعرض خلالها الكثير من شرفاء الشمال وقراهم للتنكيل والهدم .
ولذلك قلنا ان التطورات الاخيرة كي تشكل حافزا لانتفاضة داخلية ربما يتعين ان تعكس الكثير من رسائل الطمانينة والمصداقية في نواياها باتجاه المزاج الشعبي ليمنح ذلك مزيدا من الثقة لدى الداخل بضرورة انتهاز الفرصة للقيام بخطوة المواجهة المباشرة مع سلطة الحوثيين بعيدا عن هاجس وصفها بالمجازفة او المغامرة غير محسوبة العواقب.
--------------
قبل الخوض في مصير سلطة الحوثيين ربما من المهم معرفة أن إيران لم تكن قط المستفيد الوحيد من تنامي نفوذ الحوثيين باليمن وبالتالي هي لن تكون الخاسر الوحيد من سقوط سلطتهم، كما أنها أيضا ليست العقبة الوحيدة حاليا أمام أي توجه محتمل للقضاء على سلطة الجماعة في الشمال .
هذا ليس أمرا مستغربا، بل أستطيع القول أن ثمة قوى داخلية وخارجية مصنفة ضمن المعسكر المناؤى للحوثيين قد لايروقها أبدا اليوم تعرض سلطة صنعاء للضغط وسيناريو مغادرة الحوثي للمشهد اليمني، ذلك أن بقاء مصالحها وتنامي نفوذها باليمن بدا مرتبطا منذ اليوم الأول ببقاء ورقة الحوثي فاعلة وحاضرة .
وهنا قد يستدرك البعض معنى ماقلناه في تناولة سابقة وهو " أن مصير الحوثيين مسألة تقف عند بوابة التفاهمات الإقليمية والدولية "، أي أنها تمثل قرارا يتجاوز موقف طهران وحدها وإن كان الأيرانيون ظاهريا هم أصحاب التأثير الأبرز في منحنى سلطة الحوثيين صعودا ونزولا .
محمد الثريا
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news