تشهد إسرائيل حالة غليان داخلي، وفق تحذيرات من بعض مسؤوليها، في ظل صراعات قضائية وكلامية بين رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو وقادة آخرين.
وقال رونين بار، رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي «الشاباك»، أمس، إن محاولة نتانياهو لإقالته جاءت بعد رفضه تلبية طلبات من بينها التجسس على متظاهرين إسرائيليين وتعطيل محاكمة رئيس الوزراء في قضايا فساد.
وفي إفادة خطية قدمها إلى المحكمة العليا، أضاف بار أن الخطوة التي اتخذها نتانياهو في مارس الماضي لإقالته لم تكن مبنية على أسس مهنية، بل كانت مدفوعة بتوقعات لم تتحقق بالولاء الشخصي لرئيس الوزراء.
ورد مكتب نتانياهو برفض ما جاء في الإفادة، ووصفها بأنها «مليئة بالأكاذيب». وكانت خطوة نتانياهو إقالة بار أثارت احتجاجات في إسرائيل. وعلقت المحكمة العليا قرار الإقالة بعد أن قالت هيئات رقابية سياسية ونواب في المعارضة إن الخطوة مخالفة للقانون.
واتهم حزب ليكود بار بالعمل ضد رئيس الحكومة، وتحويل أجزاء من جهاز الشاباك إلى «ميليشيا خاصة تابعة للدولة العميقة». وصرح مكتب نتانياهو بأن إفادة بار أكدت أنه «فشل فشلاً ذريعاً» في 7 أكتوبر، مضيفاً:
«هذا السبب وحده يستدعي إنهاء خدمته»، لكن بار قال إن السعي لإقالته بدأ بعد أكثر من عام على هجوم 7 أكتوبر 2023. وأشار إلى ما وصفه بمطالبة نتانياهو للجهاز بالتحرك ضد المتظاهرين المناهضين للحكومة، وهو ما قوبل بالرفض.
حالة غليان
من جانبه، حذر زعيم حزب «إسرائيل بيتنا» المعارض أفيغدور ليبرمان من وجود «حالة غليان» بالمجتمع الإسرائيلي، وأنه لا ينبغي أن يصل الأمر إلى حد «الاغتيال السياسي»، وفقاً لما أوردته وكالة معا الفلسطينية، نقلاً عن إذاعة «103 أف أم» الإسرائيلية، عن ما وصفه بـ«حالة هيجان على وسائل التواصل الاجتماعي».
وقال ليبرمان: «الخطاب عنيف، وكل ما رأيناه العام الماضي مثير للقلق، ويجب ألا يرقى إلى مستوى الاغتيال السياسي. آمل أن نتعلم جميعاً دروساً من الماضي».
وأضاف ليبرمان: «ما هو مؤكد هو أن أي شخص يتابع الخطاب في وسائل الإعلام وعلى الشبكات لا يحتاج إلى أي مواد استخباراتية. نحن في نقطة الغليان، ويجب أن نهدأ جميعاً».
ووجه ليبرمان انتقادات إلى نتانياهو قائلاً: «رئيس وزراء 7 أكتوبر لم يتحمل المسؤولية، ولم يستقل، ولم يشكل لجنة تحقيق حكومية. ولأسباب سياسية يمنع التوصل إلى اتفاق لإعادة جميع المختطفين (الأسرى لدى حماس) دفعة واحدة».
والأحد، حذر زعيم المعارضة يائير لابيد، ورئيس حزب «الديمقراطيين» يائير غولان من حدوث «اغتيالات سياسية»، واتهما نتانياهو بالتحريض على العنف. ونقلت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية عن لابيد قوله: «معرضون لاغتيالات سياسية من الداخل، ورئيس (جهاز الأمن الداخلي) الشاباك رونين بار على رأس مَن يتلقون التهديدات» بالاغتيال.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news