الحوثيون تحت الضغط.. هل تستغل الحكومة الشرعية الفرصة لحسم المعركة؟ (تقرير خاص)
المجهر - تقرير خاص
الاثنين 21/أبريل/2025
-
الساعة:
8:30 م
في ظل التصعيد العسكري الأمريكي ضد جماعة الحوثيين في اليمن، تواجه الحكومة المعترف بها دوليًا مزيجًا من الفرص والتحديات، تنطلق من الضغوط الشعبية الرامية إلى تحقيق تغييرات ملموسة على المستويين الاقتصادي والعسكري داخل البلاد.
ففي الوقت الذي قد تمثل فيه الحملة الأمريكية فرصة للحكومة لتعزيز موقعها، فإن تحقيق ذلك يتطلب استراتيجية متكاملة تشمل الجوانب العسكرية والاقتصادية والإعلامية، مع الاستعداد للتفاعل مع تداعيات المواقف المحلية والإقليمية والدولية.
من جانبهم، يحاول الحوثيون استغلال اللحظة لترويج خطاب السلام، الذي عرقلوه سابقًا، بينما يواصلون بث مزاعم حول إنجازاتهم العسكرية في البحر الأحمر، والتظاهر بالقدرة على مواجهة الضغوط العالمية.
ضبابية المشهد اليمني
تتعدد التكهنات بشأن مستقبل المشهد اليمني، الذي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالتطورات الإقليمية، مع تواصل الضربات الأمريكية ضد الحوثيين، وسط معطيات كثيرة، منها تهديد الملاحة والنقاش حول ملف إيران النووي.
وفي خضم حديث البعض عن معركة برية محتملة لتحرير الحديدة، يرى الصحفي سمير رشاد اليوسفي أن هذه التكهنات سابقة لأوانها، مشيرًا إلى أن الحرب ما تزال عالقة، لا تبدأ ولا تنتهي.
وفي تصريح لـ"المجهر"، أكد اليوسفي ضبابية المشهد بشأن المعركة البرية، مستشهداً بتصريحات أمريكية متكررة بأن الهدف هو إضعاف الحوثيين وتأمين الملاحة.
ويعزو اليوسفي موقفه إلى تعقيد الأوضاع محليًا وإقليميًا، مشيرًا إلى أن قرار التدخل البري ليس سهلاً، ومتابعًا أن التحركات الأمريكية لها أبعاد عسكرية واقتصادية متشابكة.
وفي تدوينة له على "إكس"، يرى اليوسفي أن الحوثيين باتوا جزءًا من توازنات إقليمية ودولية، وأن القوى المناهضة لهم تدرك أن المعركة تتجاوز البعد العسكري.
وأكد أن التحالف الدولي ضرورة لتوفير غطاء سياسي وعسكري يعيد التوازن، لافتًا إلى أن الصراع في اليمن ليس قضية عابرة بل جزء من استقرار الإقليم.
ويختم اليوسفي بأن "الحوثي لا يسقط برغبة فردية ولا بتصريح، بل بتحرك جماعي منظم، يُبنى على أسس واضحة وبدعم غير قابل للمقايضة، في ظل جاهزية الجيش اليمني وقبائل مؤيدة تنتظر التوجيه".
ضرورة التنسيق
تُعد أبرز الفرص المتاحة للحكومة اليمنية حاليًا، هي تعزيز التنسيق مع الولايات المتحدة وأي تحالف دولي لتقوية القدرات العسكرية واللوجستية في مواجهة الحوثيين، خصوصًا في البحر الأحمر وخليج عدن.
وفي هذا السياق، يشير الباحث ثابت الأحمدي إلى وجود ترتيبات إقليمية ودولية لم تحسم بعد، مؤكدًا أن الحكومة بحاجة إلى شركاء في مواجهة الحوثيين، ولا يمكنها الاستغناء عنهم.
ويضيف الأحمدي في حديثه لـ"المجهر" أن من أهم أدوات الحكومة في هذه المرحلة، هي الورقة الشعبية الرافضة لسيطرة الحوثيين، الذين يحكمون مناطقهم بالقوة.
ويشير إلى أن المرحلة الراهنة تحمل مؤشرات على تراجع الحوثيين، في ظل إدراك المجتمع الدولي لخطورتهم على المستويين الإقليمي والعالمي.
ويخلص إلى أن الدعم الدولي السابق للحوثيين ساهم في بقائهم، أما الآن، ومع تراجع ذلك الدعم، تبرز فرصة لإجبارهم على الانكفاء نحو معاقلهم في صعدة.
كسب الثقة الدولية
بإمكان مجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية نيل ثقة المجتمعين الدولي والمحلي، عبر اتخاذ خطوات فعالة لإسقاط المشروع الحوثي، شرط تنفيذ إجراءات استراتيجية واضحة.
ويرى الباحث في علم الاجتماع السياسي د. عبدالكريم غانم أن قرار الحرب والسلم ليس بيد الحكومة وحدها، مرجحًا أن التحالف السعودي الإماراتي قادر على تفعيل دور القيادة والحكومة.
وفي تصريحه لـ"المجهر"، يوضح غانم أن نجاح الحكومة مرهون بتجاوز الخلافات الداخلية، وتوحيد العقيدة القتالية للجيش، مع الاستفادة من اللحظة لرفع قدرات خفر السواحل.
كما شدد على أهمية تفعيل تصدير النفط وتنفيذ إصلاحات اقتصادية، وتهيئة الموانئ والمطارات الواقعة تحت سيطرة الحكومة كمنافذ بديلة عن تلك الخاضعة للحوثيين، بهدف تقليص مصادر تمويل الجماعة.
وتحدثت تقارير غربية عن محادثات بين السعودية والإمارات والولايات المتحدة لدعم هجوم بري، غير أن الدولتين نفتا صحة تلك التقارير.
سيناريوهات متوقعة
إذا لم تبادر الحكومة اليمنية إلى استثمار هذه الفرص وفرض معادلة جديدة، فلن يكون بالإمكان استعادة الدولة، رغم استمرار الضغط الدولي الذي تحركه مصالحه الخاصة.
ورغم شدة الضربات الجوية الأمريكية، فإن التعويل عليها لإضعاف الحوثيين يبدو محدودًا دون تمكين الجيش اليمني من استعادة المواقع الاستراتيجية ودعمه في معاركه.
ويتفق الباحث غانم مع هذه الرؤية، مؤكدًا أن الهزيمة الفعلية للحوثيين تتطلب التنسيق مع القوات اليمنية، وإلا فإن العملية الأمريكية قد تتحول إلى حرب استنزاف لا تحقق أهدافها.
وفي حال استمرار الحوثيين بتهديد الملاحة، قد تضطر واشنطن لقبول تسوية مع إيران تتضمن وقف الحوثيين مقابل تنازلات تتعلق بمشروعها الصاروخي أو ملفها النووي.
مع ذلك، يتوقع غانم تحولًا في موازين القوى لمصلحة الحكومة، نتيجة للضغوط الأمريكية المكثفة التي قد تدفع إيران إلى التراجع عن دعمها للجماعة.
بين الحرب والسلام
يرى محللون أن المجتمع الدولي يفضل الإبقاء على الوضع الراهن بين الحرب والسلام، لتحقيق مصالحه، متجاهلاً معاناة اليمنيين بعد عقد من الانقلاب الحوثي.
وتظهر مؤشرات الارتباك في خطاب الحوثيين من خلال تدوينات كتابهم على وسائل التواصل، بينهم الكاتب محمد المقالح، الذي أقر بصعوبة خيار الحرب ودعا للسلام.
وفي تدوينة على "إكس"، اعتبر المقالح أن خيار السلام بات أقرب، بعد أن كان مرفوضًا، متسائلًا عما إذا كان سيظل كذلك لدى "أصحاب سياسات الاجتثاث".
ويظهر هذا التوجه في كتابات ومواقف عدد من الكتّاب الموالين للجماعة، بعد مرور أكثر من شهر على الضربات الأمريكية المكثفة.
مع ذلك، يواصل الحوثيون حملاتهم الإعلامية لوصف الهجمات الأمريكية بالعدوان، بهدف تعزيز الدعم الشعبي ورفع المعنويات، مع تضخيم إنجازاتهم العسكرية.
أما الحكومة المعترف بها دوليًا، فتبدو منشغلة بنقاشات داخلية لم تُعلن نتائجها، رغم تصريح وزير الخارجية شائع الزنداني بإمكانية اللجوء للخيار العسكري إن فشل السلام.
وبناء على هذه المعطيات، يرجح محللون استمرار تهديد الحوثيين للملاحة، ما يستدعي تعزيز التحالفات الدولية، وهو ما قد يزيد التوتر مع إيران ويعقد فرص الحل السياسي.
تابع المجهر نت على X
#اليمن
#الضربات الأمريكية
#الحكومة الشرعية
#جماعة الحوثي
#فرصة
#معركة محتملة
#الولايات المتحدة
#واشنطن
#ضغوط
#تنسيق دولي
#سنتكوم
#القيادة المركزية الأمريكية
#الحديدة
#القوات الحكومية
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news