الشرخ بين نتنياهو وترامب في التعاطي مع إيران تجاوز الاختلافات التكتيكية ليصل إلى مستوى التباين الاستراتيجي..
حشد نت- تقرير:
بينما تقترب مفاوضات البرنامج النووي الإيراني من لحظة الحسم، يتزايد التباين في المواقف بين الولايات المتحدة وإسرائيل، في مشهد يعيد تشكيل خريطة التحالفات والحسابات الاستراتيجية في الشرق الأوسط، خصوصاً مع تقارير عن تدخل مباشر من
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب
لوقف تصعيد عسكري كانت تعد له تل أبيب ضد طهران
.
وكشفت صحيفة جيروزاليم بوست عن لقاء سري عقد في باريس ضم رئيس جهاز الموساد دافيد بارنيا، ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، مع المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، في محاولة إسرائيلية أخيرة للتأثير على الموقف الأميركي، لكنها لم تُفضِ إلى نتيجة تذكر.
ووفق الصحيفة، فإن إسرائيل "تشعر بقلق عميق من أن الإدارة الأميركية آنذاك، برئاسة ترامب، لا تولي أهمية كافية للتفاصيل الدقيقة المتعلقة بتقييد البرنامج النووي الإيراني والصواريخ الباليستية". وتحدثت تقارير عن أن ترامب نفسه أوقف خطة ضربة عسكرية إسرائيلية كانت تستهدف منشآت نووية إيرانية، مفضلاً التفاوض كمسار بديل.
ضربة عسكرية مباشرة
هذا التباين أكد عليه الباحث السياسي الإسرائيلي يوأف شتيرن في تصريحات لبرنامج "التاسعة" على سكاي نيوز عربية، إذ وصف الخلاف بـ"التباين العميق في الرؤية"، مشيرًا إلى أن واشنطن استثمرت تموضعها العسكري في المنطقة كوسيلة ضغط دبلوماسي على طهران، بينما كانت إسرائيل تأمل في ترجمة ذلك إلى عمل عسكري مباشر.
وبحسب شتيرن، فقد حاولت تل أبيب التأثير على القرار الأميركي عبر قنوات استخباراتية ودبلوماسية، إلا أن محاولات بارنيا وديرمر لإقناع ويتكوف باءت بالفشل. وقال: "قطار المفاوضات انطلق... وإسرائيل حاولت كبحه دون جدوى، بل سعت لإخراج أميركا من طاولة المفاوضات أو دعم ضربة عسكرية مباشرة، لكن واشنطن رفضت كليًا".
ورغم تصعيد الخطاب السياسي الإسرائيلي، قلل شتيرن من إمكانية تنفيذ هجوم منفرد على إيران، موضحًا أن المشروع النووي الإيراني موزّع على عدة مواقع يصعب استهدافها عسكرياً، فضلًا عن الرفض الأميركي لأي تحرك أحادي الجانب من جانب إسرائيل.
وأشار إلى تقارير تحدثت عن نية إسرائيلية لإرسال وحدات كوماندوز إلى العمق الإيراني، لكنه وصف هذه الخطط بأنها "أبعد من القدرة، وربما النية الحقيقية".
وأضاف أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يفضل أدوات الصراع غير التقليدية، مثل الاغتيالات والحرب السيبرانية والضغوط السياسية، بدلاً من المواجهة المباشرة.
استراتيجية "الرصاصة الفارغة"
وصف شتيرن التهديدات الإسرائيلية المستمرة بأنها "رصاصة فارغة" تهدف إلى ممارسة الضغط وليس التصعيد الفعلي، معتبراً أن "هذه التحركات لا تتعدى كونها أدوات تفاوض، وليست مقدمات لضربة عسكرية".
وفي حال توصلت واشنطن إلى اتفاق جديد مع طهران، يتوقع شتيرن أن تحاول إسرائيل تصوير ذلك كجزء من ضغوطها الناجحة، رغم أن موقفها المعلن كان ضد المفاوضات. كما لم يستبعد اضطرار تل أبيب للقبول بوجود برنامج نووي سلمي تحت رقابة دولية طويلة المدى.
وفي ما يتعلق بالهلال الشيعي، قال شتيرن إن "المعادلات تغيّرت"، مشيرًا إلى أن الوضع الاقتصادي في إيران وتغير المواقف الإقليمية ساهم في تراجع الخطر الإيراني كما تراه إسرائيل وبعض الدول العربية.
الشرخ بين نتنياهو وترامب في التعاطي مع إيران تجاوز الاختلافات التكتيكية ليصل إلى مستوى التباين الاستراتيجي.
وبينما تتجه واشنطن نحو تسوية دبلوماسية، تبقى تل أبيب معلقة بين التصعيد اللفظي والواقع العسكري المعقّد، في وقت باتت فيه "التهديدات" مجرد أوراق تفاوض قد لا تُطلق منها رصاصة واحدة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news