آ
آ
ويُعد فيروس التهاب الكبد آ«بيآ» من أصعب التحديات الصحية عالمياً، ويُقدَّر عدد المصابين به بنحو 257.5 مليون شخص حول العالم، إضافة إلى أكثر من 800 ألف حالة وفاة سنوياً نتيجة فشل الكبد، أو الإصابة بسرطان الكبد المرتبط بهذا الفيروس. ورغم توفُّر العلاجات المضادة للفيروسات، فإن تليّف الكبد يظل من أبرز مضاعفات المرض، إذ يُسرّع من تطور الحالة، ويزيد من مخاطر الفشل الكبدي وسرطان الكبد. وحتى الآن، لا توجد أدوية معتمَدة مخصَّصة لعلاج التليّف بشكل مباشر. وهدفت الدراسة إلى تقييم فاعلية دواء آ«هيدرونيدونآ» (Hydronidone)، التجريبي الذي يعتمد على تركيب معدل من دواء آ«بيرفنيدونآ» المستخدَم لعلاج تليُّف الرئة، لكنه صُمِّم تحديداً لتقليل السُّمية الكبدية؛ ما يجعله خياراً أكثر أماناً لمرضى الكبد. واختبر الباحثون الدواء بجرعة يومية قدرها 270 ملغ، على مدار 52 أسبوعاً، على مرضى يعانون من تليُّف كبدي متقدّم مرتبط بالتهاب الكبد المزمن آ«بيآ»، وتتراوح أعمارهم بين 18 و65 عاماً. وشملت المرحلة الثالثة من التجربة السريرية أكثر من 44 مركزاً طبياً في مختلف أنحاء الصين، وتم خلالها تقييم فاعلية الدواء الجديد عند استخدامه بالتزامن مع عقار آ«إينتيكافيرآ» (entecavir) المضاد للفيروسات.
آ
وتم تحديد مدى الاستجابة للعلاج من خلال مقياس لتصنيف شدة التليُّف في عينات خزعات الكبد، حيث عُدَّ تحسُّن الحالة واقعاً عند انخفاض درجة التليُّف بمعدل درجة واحدة على الأقل بعد عام من العلاج. وأظهرت نتائج المرحلة الثانية السابقة من الدراسة أن قرابة نصف المرضى شهدوا تحسناً نسيجياً ملحوظاً في الكبد بعد عام من تناول العلاج، بينما أكدت المرحلة الثالثة استمرار هذا التأثير الإيجابي.
آ
كما تم رصد تحسُّن في درجة الالتهاب في نسيج الكبد بمعدل درجة واحدة على الأقل، دون حدوث أي تدهور في حالة التليّف. وسجّلت الدراسة الجديدة أيضاً انخفاضاً في درجة صلابة الكبد، كمؤشر غير جراحي لتحسُّن التليّف، بالإضافة إلى تراجع مستويات فيروس التهاب الكبد آ«بيآ» في الدم، وتحسّن مؤشرات وظائف الكبد.
آ
ويتوقع الباحثون أن تمهِّد هذه النتائج الطريق نحو اعتماد آ«هيدرونيدونآ» بوصفه أول دواء مخصَّص لعلاج تليّف الكبد لدى مرضى التهاب الكبد آ«بيآ» المزمن؛ ما قد يسهم في تحسين نوعية حياة المرضى، وزيادة فرصهم في التعافي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news