وكالات
قال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش السبت، إنّ الأمين العام “قلق للغاية” إزاء الضربات الجوية التي نفذتها الولايات المتحدة في اليمن، والتي أعلن المتمرّدون الحوثيون أنّها أسفرت عن مقتل 80 شخصا وإصابة 150 آخرين بجروح.
ولا يعرف إن كان القلق الأممي حقيقي ليبدو كما لو أنه تعاطف مع الحوثيين ومعارضة لاستهدافهم من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أم أن الأمر مجرد تسجيل موقف ورفع حرج حتى لا تتهم الأمم المتحدة بالسير في ركاب الأميركيين. لكن الأمم المتحدة تظل ملتزمة بالضوابط العامة التي تلتقي حولها الدول الكبرى ومن بينها التصدي لاستهداف الملاحة في الممرات المهمة وبينها البحر الأحمر.
وقال ستيفان دوجاريك في بيان إنّ “الأمين العام قلق للغاية إزاء الضربات الجوية التي نفذتها الولايات المتحدة يومي 17 و18 أبريل على ميناء رأس عيسى وما حوله في اليمن، والتي أفادت تقارير بأنّها أسفرت عن سقوط الكثير من الضحايا المدنيين، بما في ذلك إصابة خمسة عاملين في المجال الإنساني بجروح“.
وأعلن الجيش الأميركي الخميس أن قواته دمّرت ميناء رأس عيسى في إطار قطع الإمداد والتمويل عن المتمرّدين الحوثيين المدعومين من إيران، والذين يسيطرون على مساحات واسعة من أفقر دول شبه الجزيرة العربية.
وتعدّ هذه الغارات الأكثر دموية في الحملة الجوية المكثفة التي أطلقتها واشنطن قبل شهر. وأعرب غوتيريش عن مخاوفه جراء الأضرار التي لحقت بالميناء و”احتمال حدوث تسريبات نفطية في البحر الأحمر،” وفق دوجاريك. كذلك، دعا الحوثيون إلى الوقف “الفوري” لهجماتهم المتواصلة بالصواريخ والمسيّرات على إسرائيل وسفن الشحن في البحر الأحمر.
ومثّل القصف العنيف، الذي أدّى إلى تدمير ميناء رأس عيسى الواقع على ساحل البحر الأحمر، نقلة نوعية في الاستهداف الأميركي للحوثيين، وخرجت الضربات الأميركية بهذا القصف من دائرة الضغط على الجماعة المرتبطة بإيران عبر الاستهداف المحدود والمحسوب بدقة إلى مرحلة كسر العظم.
ويؤشر تغيير الأسلوب الأميركي على اقتناع إدارة الرئيس دونالد ترامب بأن الحوثيين لا يفهمون أسلوب التحذير، وأن الحل يكمن في دخول مرحلة قطع الشرايين الحيوية للجماعة بحرمانها من الإيرادات التي تستخدمها في مجهودها الحربي من وقود وأموال وغير ذلك وتستعين بها أيضا في إقامة سلطتها الموازية على مناطق يمنية شاسعة.
ويرى المراقبون أن إدارة ترامب باتت تتعامل مع الحوثيين على أنهم طرف في حرب أمام الولايات المتحدة، وهذا يرفع الكثير من المحاذير أمامها، ويجعل كل شيء مشروعا بما في ذلك استعمال أسلحة متطورة في القصف وتدمير المنشآت النفطية والاقتصادية والخدمية التي يستفيد منها الحوثيون.
وبذلك سيكون عنوان الحرب أميركيّا في المرحلة القادمة: اضرب لهزْم الطرف الآخر وليس لتنبيهه أو تنبيه من يقف وراءه. ويُتوقّع أن يكون لتدمير الميناء تأثير بالغ على وضع الحوثيين وربما على موقفهم من مواصلة التصعيد لأن هذه المنشأة الحيوية تحوّلت على مدى السنوات الأخيرة إلى متنفّس رئيسي لهم وشريان لوجستي ومالي؛ إذ أصبحت بوابة رئيسية لاستيراد الوقود الضروري لإدارة عجلة الاقتصاد.
ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة إثر هجوم الحركة على جنوب الدولة العبرية في 7 أكتوبر 2023، شنّ الحوثيون العشرات من الهجمات الصاروخية ضدّ الدولة العبرية وضدّ سفن في البحر الأحمر يقولون إنها على ارتباط بها.
وجاءت الحملة الجوية الأميركية عقب تهديد الحوثيين باستئناف هجماتهم ضد الملاحة الدولية بعدما قطعت إسرائيل كل الإمدادات عن غزة واستأنفت هجومها على القطاع الفلسطيني في 18 مارس، منهية بذلك هدنة استمرت شهرين. ومنذ 15 مارس، استأنف الحوثيون أيضا هجماتهم على السفن العسكرية الأميركية وإسرائيل، قائلين إن ذلك يأتي تضامنا مع الفلسطينيين في قطاع غزة.
وتتعرض مناطقهم منذ ذلك الحين لغارات شبه يومية يحملون الولايات المتحدة مسؤوليتها، بعدما أعلنت واشنطن في 15 مارس إطلاق عملية عسكرية ضدّهم لوقف هجماتهم على السفن في البحر الأحمر وخليج عدن. وفي السياق، قال دوجاريك إنّ غوتيريش لا يزال يشعر “بقلق عميق” إزاء التهديد بالمزيد من التصعيد في المنطقة، وحثَّ جميع الأطراف على “ممارسة أقصى درجات ضبط النفس“.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news