في خطوة غير مسبوقة على مستوى اليمن، أطلقت محافظة أرخبيل سقطرى حملة واسعة النطاق لمكافحة شجرة القات، معلنة بذلك حرباً مفتوحة على هذه النبتة المثيرة للجدل.
وتأتي هذه المبادرة الجريئة استجابة لمخاوف متزايدة من تأثيرات القات السلبية على المجتمع والبيئة الفريدة للأرخبيل، حيث شهدت الأيام الماضية إغلاق عشرات المحال التجارية وضبط العديد من البائعين في إطار حملة أمنية لم تشهد المحافظة مثيلاً لها من قبل.
القرار وأسبابه:
جاء قرار منع تداول وبيع القات من قبل محافظ سقطرى رأفت الثقلي، الذي أصدر توجيهاته بمنع دخول هذه النبتة إلى المحافظة بشكل نهائي.
وتشير مصادر محلية إلى أن هذا القرار يستند إلى مبررات متعددة تتعلق بالأضرار الصحية والاقتصادية والاجتماعية التي يسببها انتشار القات، والتي تؤثر سلباً على نسيج المجتمع وتهدد مستقبل الأجيال القادمة في الجزيرة.
وبحسب اللجنة الأمنية بالمحافظة، فإن للقات تأثيرات سلبية عميقة على الصحة العامة، كما أنه يشكل تهديداً للخصوصية البيئية الفريدة التي تتميز بها سقطرى.
ويأتي هذا الإجراء في إطار سعي السلطات المحلية للحفاظ على الطابع البيئي المميز للأرخبيل، الذي يعتبر موقعاً للتراث العالمي، وتعزيز الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي للسكان المحليين.
تنفيذ الحملة الأمنية:
بدأت القوات الأمنية في سقطرى بتنفيذ حملة ميدانية موسعة شملت مداهمات للمواقع والمحلات التجارية المشتبه في تورطها في ترويج وبيع القات.
وأوضحت المصادر الأمنية أن الحملة أسفرت عن إغلاق 18 محلاً تجارياً ثبت تورطها في بيع هذه النبتة المحظورة، فضلاً عن ضبط 24 بائعاً مخالفاً، في إطار التطبيق الصارم للقرار.
وقد أكدت اللجنة الأمنية في المحافظة عزمها على مواصلة هذه الحملات بوتيرة متصاعدة، حتى يتم القضاء بشكل كامل على ظاهرة بيع وتداول القات في الأرخبيل.
ويظهر من خلال التحركات الميدانية إصرار السلطات على إنفاذ القرار دون استثناءات، حيث تستهدف الحملة جميع الأماكن المشبوهة لضمان تنفيذ الحظر بفعالية.
تأثير القرار على المستقبل
من المتوقع أن يكون لهذا القرار انعكاسات إيجابية على مستقبل سقطرى من نواحٍ عديدة.
فعلى الصعيد البيئي، سيسهم القرار في الحفاظ على النظام البيئي الفريد للأرخبيل، الذي يضم العديد من الأنواع النباتية والحيوانية النادرة.
أما على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي، فيُنتظر أن يؤدي منع القات إلى توجيه الموارد المالية نحو مجالات أكثر إنتاجية، وتحسين الحالة الصحية للسكان، وتعزيز الاستقرار الاجتماعي.
وتطمح السلطات المحلية إلى أن تصبح تجربة سقطرى نموذجاً يحتذى به في بقية المحافظات اليمنية، التي تعاني من انتشار ظاهرة تعاطي القات وما يصاحبها من مشكلات اجتماعية واقتصادية.
وتمثل هذه الخطوة الجريئة من محافظة أرخبيل سقطرى تحولاً محورياً في كيفية التعامل مع قضية القات في اليمن.
وقد يكون نجاح هذه التجربة بداية لحركة أوسع نحو الحد من انتشار هذه النبتة في مناطق أخرى من البلاد، خاصة مع تزايد الوعي بأضرارها.
لكن التحدي الأكبر يكمن في استمرارية تطبيق القرار ومدى قدرة السلطات على مواجهة المصالح الاقتصادية المرتبطة بتجارة القات، وتوفير بدائل اقتصادية مستدامة للمتضررين من هذا الحظر.
القات،سقطرى،السلطات الامنيه
شارك على فيسبوك
شارك على تويتر
تصفّح المقالات
السابق
“اليوم الكروي الكبير: مواجهات نارية في مختلف الدوريات!”
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news