وسط تدهور البنية الصحية وتراجع الوعي المجتمعي، يشهد اليمن، وتحديدًا محافظة تعز، عودة مقلقة لوباء الحصبة، الذي بدأ يتمدد بصمت، حاصدًا الأرواح ومهددًا الأطفال في واحدة من أكثر محافظات البلاد اكتظاظًا بالسكان.
فخلال الأسابيع الثلاثة الماضية، أعلنت السلطات الصحية عن تسجيل 170 حالة اشتباه جديدة بالحصبة، منها 50 حالة في يوم واحد، إلى جانب حالة وفاة مرتبطة بالفيروس، في فترة زمنية امتدت من 24 مارس وحتى 17 أبريل الجاري.
تيسير السامعي، مسؤول الإعلام الصحي في المحافظة، أطلق ناقوس الخطر عبر منشور على “فيسبوك”، كشف فيه عن ارتفاع عدد الحالات منذ مطلع العام إلى 630 إصابة، بينها أربع وفيات. وهو رقم يثير المخاوف، لا سيما في ظل التحديات التي تواجه النظام الصحي المحلي.
وبالعودة إلى آخر إحصائية رسمية صدرت في 24 مارس، كان عدد الإصابات المشتبهة قد بلغ 460، منها 104 حالات مؤكدة، وثلاث وفيات. ما يعني أن الوباء في حالة تصاعدية مستمرة.
ويرى السامعي أن الأسباب تعود إلى انخفاض نسبة التطعيم، نتيجة ضعف الوعي الصحي، وانتشار الشائعات التي تزرع الشك في قلوب الناس تجاه اللقاحات، مما يترك الأطفال عرضةً لفيروس شرس لا يرحم.
الحصبة ليست مجرد مرض عابر، بل وباء قد يتحول إلى مأساة، خاصة في ظل ظروف معيشية صعبة ونقص في الرعاية الصحية. أعراضها تبدأ بحمى وسعال وزكام، لكنها قد تنتهي بمضاعفات قاتلة إذا لم يُتدارك الأمر بالتحصين الوقائي.
ومع استمرار انتشار الفيروس، تبدو الحاجة ملحّة لتحرك مجتمعي واسع، يعيد للوعي دوره، ويكسر حاجز الخوف من اللقاح، قبل أن تصبح الحصبة عنوانًا جديدًا لكارثة صحية قادمة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news