في مواجهة ما وصفه الخبراء بـ"لعبة الرسوم الجمركية" التي يخوضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد الصين، يكشف العديد من الاقتصاديين عن مجموعة من الخيارات الاستراتيجية التي قد تستخدمها بكين للرد على هذه التهديدات.
وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، فإن الصين تمتلك 5 سيناريوهات رئيسية لردع تأثير الرسوم الجمركية الأمريكية على اقتصادها، وجعل الولايات المتحدة تشعر بالضغط في أكثر من مجال.
أحد السيناريوهات الأساسية التي قد تلجأ إليها بكين هو قطع إمدادات المعادن الأرضية النادرة التي تهيمن الصين عليها بشكل كبير. هذه المعادن تُعد من المكونات الأساسية في الصناعات التكنولوجية والعسكرية الأمريكية، وتوفر بكين نحو 72% من إجمالي واردات واشنطن من هذه الموارد.
إذا قررت الصين منع تصدير هذه المعادن، فإن ذلك سيكون بمثابة ضربة كبيرة للقطاع التكنولوجي الأمريكي، وخاصة في ظل الاعتماد الكبير على هذه المواد في تصنيع الأجهزة الحديثة مثل الهواتف الذكية.
من جهة أخرى، تمتلك الصين ورقة ضغط قوية في شكل مراقبة الصادرات، حيث يمكنها إدراج عدد من الشركات الأمريكية على قوائم مراقبة الصادرات، خاصة تلك التي تعمل في مجال الدفاع والتكنولوجيا، والتي تعتمد بشكل مباشر على الموارد الصينية.
هذه الخطوة يمكن أن تضر بشركات كبيرة مثل آبل وتسلا، والتي رغم قوتها في السوق الأمريكية، فإنها لا تزال مرتبطة بشكل وثيق بالصناعات التحويلية الصينية. أي ضغوط تنظيمية أو فرض رسوم جمركية إضافية على هذه الشركات قد يضر بشكل بالغ في مبيعاتها وأرباحها.
كما أن الصين تحتفظ بنفوذ قوي على القطاعات الزراعية الأمريكية، خصوصًا في المنتجات التي تعتمد عليها الولايات المتحدة بشكل كبير في تصديرها مثل فول الصويا والدواجن.
في الوقت الذي تمثل فيه الصين السوق الرئيسي لهذه المنتجات، قد تتخذ بكين إجراءات تقييدية، مثل إلغاء تراخيص استيراد لبعض كبار مصدري فول الصويا الأمريكي. هذا الأمر يهدد بشكل مباشر ولايات أمريكية رئيسية، خاصة تلك التي تميل إلى الحزب الجمهوري والتي تعتمد على هذه الصادرات كجزء أساسي من اقتصادها المحلي.
لكن السيناريو الأكثر إثارة للقلق يتمثل في استخدام "حرب الاستنزاف طويلة الأمد"، حيث قد تختار بكين تبني استراتيجية لإحداث ضرر اقتصادي مستمر للولايات المتحدة من خلال الإضرار بقطاعات مختلفة، وفي نفس الوقت استغلال قدرتها على الصمود لفترات طويلة دون ضغوط شعبية داخلية.
الصين، المعروفة بقدرتها على تحمل الأزمات الاقتصادية الكبيرة، قد تستخدم هذه الاستراتيجية في محاولة لإضعاف الإرادة السياسية الأمريكية على المدى البعيد، ما قد يؤدي إلى تآكل قوة تأثير الرسوم الجمركية الأمريكية تدريجياً.
وبينما يعزو بعض الخبراء هشاشة الموقف الأمريكي إلى الارتباط الوثيق بين الاقتصاد الأمريكي والصناعات الصينية، يرى آخرون أن أي تصعيد من الصين قد يتسبب في نتائج غير متوقعة، مثل زيادة الأسعار على المستهلكين الأمريكيين أو نقص في المنتجات الأساسية في الأسواق.
وفي النهاية، تظل الصين تملك العديد من الأوراق الاستراتيجية التي قد تكون لها تأثيرات بعيدة المدى على اقتصاد الولايات المتحدة في حال تم تفعيلها.
المصدر
مساحة نت ـ رزق أحمد
الوسوم
China
Trump
أمريكا
الرسوم الجمركية
الصين
ترامب
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news