العربي نيوز:
حسم حزب التجمع اليمني للإصلاح الجدل الدائر والتوتر المستعر في غير محافظة محررة، بإعلان مفاجئ يكشف المستور للعلن، ويضع النقاط على الحروف، ويحدد مطلبا واحدا لانقاذ اليمن من خطر التمزق وويلات الشتات والدخول في نفق مظلم تداعياته ستكون أشد وطأة من الحرب المتواصلة للسنة العاشرة على التوالي.
جاء هذا في بيان مقتضب نشره الامن العام للمكتب التنفيذي لحزب الإصلاح في حضرموت الوادي (سيئون)، منير بامحيمود، الثلاثاء (15 ابريل) على حائطه بمنصة "فيس بوك"، طالب فيه الرئيس رشاد العليمي ببسط سيادة الدولة على المحافظات المحررة، شرطا للتمكن من حسم الحرب وانهاء الانقلاب واستعادة الدولة.
وقال بامحيمود: "في عالم تتسارع فيه التحولات وتتشابك فيه المصالح، تظل القيادة والمبادئ حجر الزاوية لكل كيان سياسي يطمح للثبات والتأثير. فحيثما حضرت قيادة تعرف متى تصمت ومتى تنطق، وحيثما استقامت مبادئ لا تُفرّط ولا تُباع، هناك تُكتب فصول النهضة، ويُصاغ التاريخ لا بالحبر، بل بالفعل والموقف والقدوة".
مضيفا بمخاطبة الرئيس العليمي: "القيادة عهدٌ أخلاقي وتكليفٌ تاريخي، تُناط به مسؤولية الأمة ويُختبر فيه معدن الرجال. إنها البصيرة التي تبصر ما وراء الحاضر، والإرادة التي تُمسك بزمام القرار في اللحظة الفاصلة، والكلمة التي لا ترتجف حين يسود الصمت وتتعاظم التحديات. القيادة الرشيدة لا تُدار بالحسابات الضيقة".
وتابع: "بل تُستلهم من ميثاق الشعب، وتنهض على الوفاء بالوعود، وتحمل همّ البناء لا همّ التمكين. والمبادئ كذلك هي الجذر الذي تتفرع منه شرعية الكيان، والسياج الذي يصون بنيانه من التفكك. المبادئ لا تُستحضر كشعارات عابرة، بل تُجسد كمنظومة قيم تُوجّه الفعل السياسي. إنها الضمانة التي تمنع من تحول المشروع الوطني إلى نزاع المصالح".
مختتما رسالته للرئيس العليمي بقوله: "وفي السياسة كما في الحياة، لا خير في مكاسب تُحصَد على حساب المبادئ، ولا معنى لقرارات تُعري الكيان من روحه. وحين تتعانق القيادة الواعية مع المبادئ النبيلة، يُولد المشروع السياسي القادر على الصمود في وجه العواصف، والمتجدد مع تغير الزمن، والمحصّن ضد الانحراف والارتهان".
شاهد .. "الاصلاح" يطالب العليمي بسط السيادة
والجمعة (11 ابريل)، علق امين المكتب التنفيذي لحزب الاصلاح في وادي حضرموت، منير بامحيمود، على التطورات المتسارعة في حضرموت بقوله: "ما نحتاجه اليوم ليس مزيداً من النقاش أو التجاذبات، بل الحسم والقول الفصل في ساعة الصفر. ما يُطرح اليوم من آرى يتنازع حولها واستقطابات هنا او هناك، خصوصاً في حضرموت، لا يخدم إلا تأخير الحسم وزيادة التشتت".
مضيفا: "اليوم نحن بحاجة إلى أفعال لا فعاليات، وأعمال لا اجتماعات، فحضرموت تستحق ما هو أكبر من الخطابات والمزايدات، تستحق المواقف الصادقة والعمل النزيه الذي ينطلق من نية خالصة لله ثم لحضرموت والوطن، وليس لمصالح شخصية أو حزبية أو مناطقية". وحذر من "إن العصبيات، سواء كانت مناطقية أو حزبية أو طائفية أو فئوية، لا تبني وطناً ولا تحفظ كرامة شعب".
وتابع امين المكتب التنفيذي للإصلاح في وادي حضرموت: "المطلوب منا اليوم أن نعلو فوق هذه الانقسامات، وأن نتحد على كلمة سواء، نضع فيها حضرموت في المقام الأول، بعد الإخلاص والنية الصادقة". مذكرا بأن "الشرعية الموجودة اليوم والتي يدعمها الإقليم قائمة على التوافق، وهذا التوافق غائب في حضرموت لذا لا غريب تحدث هذه المواقف والتجاذبات وتكثر الازمات".
مختتما باعلان تأييد المساعي المبذولة من مكونات حضرموت القبلية والسياسية والمجتمعية للإصطفاف بوجه "الانتقالي الجنوبي" والتوافق في اللقاء العام لقبائل حضرموت، الذي كان مرتقبا في اليوم التالي، السبت (12 ابريل)، ومخرجاته. بقوله: "فلا خوف على حضرموت ما دامت النوايا صادقة والإرادة جادة والتوافق حاضر.. وأرجوكم، لا تُصوعون الشارة وخلوا الغيث ينزل".
شاهد .. "اصلاح" حضرموت يرحب بلقاء حضرموت
وأعلن "حلف قبائل حضرموت" تمكنه من اسقاط ما سماه "مشروع المجلس الانتقالي الجنوبي"، وأكد "نهاية الانتقالي الجنوبي"، في ختام "اللقاء العام لقبائل حضرموت"، الذي نظمه الحلف السبت (12 ابريل)، بمشاركة حاشدة لمشايخ حضرموت، واصدر اعلانا من 10 بنود اولها "تطبيق الحكم الذاتي لحضرموت بدعم سعودي".
تفاصيل:
حلف حضرموت يعلن نهاية "الانتقالي"
سددت السعودية، رسميا، نهاية مارس، طعنة عسكرية قاتلة لـ "الانتقالي الجنوبي" ورئيسه عيدروس الزبيدي ومليشياته الممولة من الامارات، عبر اعلان التزامها رسميا بتعزيز "قوات حماية حضرموت"، من اطماع الامارات عبر "المجلس الانتقالي الجنوبي" ومليشياته في السيطرة على محافظة حضرموت وثرواتها.
تفاصيل:
السعودية تسدد طعنة قاتلة لـ "الانتقالي" !
سبق هذا كسر السعودية، رسميا "الانتقالي الجنوبي" الجمعة (21 مارس) باستقبال وزير الدفاع السعودي ومسؤول ملف اليمن خالد بن سلمان لرئيس "حلف قبائل حضرموت"، ردا على تهديدات الزُبيدي خلال زياراته للمحافظات الجنوبية، في تطور اعتبره مراقبون "صفعة قوية تعيد تحجيم الزُبيدي ومجلسه بعد تجاوزه حده".
تفاصيل:
السعودية تكسر "الانتقالي" بهذا الاجراء !
وهبطت طائرة عسكرية تابعة للقوات الجوية السعودية، بمطار سيئون، الثلاثاء (18 مارس) وأقلت رئيس "حلف قبائل حضرموت" الشيخ عمرو بن حبريش العليي، وقائد قواته المستحدثة مبارك العوبثاني، إلى المملكة العربية السعودية. في زيارة بدعوة رسمية تهدف لبحث المستجدات في حضرموت، ومناقشة آليات تنفيذ مطالب وحقوق أبنائها".
جاءت الزيارة عقب اطلاق رئيس "المجلس الانتقالي الجنوبي" عيدروس الزُبيدي لدى زيارته المكلا، منتصف مارس الفائت، تهديدا مباشرا إلى "حلف قبائل حضرموت" و"مؤتمر حضرموت الجامع" بـ "التصدي الحازم لهم واستخدام القوة لحماية حضرموت، بوصفها عماد الدولة الجنوبية الفيدرالية" حسب تعبيره.
شاهد .. الزُبيدي يتعهد بفصل جنوب اليمن
قوبلت زيارة الزُبيدي الى حاضرة حضرموت الساحل، مدينة المكلا، والخاضعة لسيطرة مليشيات المجلس الانتقالي الجنوبي المسماة "النخبة الحضرمية"، باحتجاجات المواطنين وهتافات اطلقوها لدى عبور موكب الزُبيدي رددت "برع يا سرق"، وعبرت عن رفض استقبال الزُبيدي ومليشياته بحضرموت.
شاهد .. استقبال مُهين للزبيدي في المكلا (فيديو)
ونفذ عيدروس الزُبيدي، منذ بداية شهر رمضان (مارس الفائت) زيارات إلى المحافظات الجنوبية، وسط احتجاجات شعبية على زيارته، والقى في كل محافظة خطابا، تعمد في جميعها تسويق نفسه رئيسا لما يسميه "دولة الجنوب" وتقديم وعود بالخدمات وانهاء انتهاكات مليشياته بزعم "بسط الامن والاستقرار".
تفاصيل:
اهانات شعبية تطارد الزُبيدي (فيديوهات)
بدورها، وجهت السعودية، الاثنين (17 مارس) تحذيرا جديدا اعتبره مراقبون "تحذيرا أخيرا" إلى رئيس "المجلس الانتقالي الجنوبي" عيدروس الزُبيدي، عقب خطابه التحريضي لمليشياته الممولة من الامارات، بالبدء في اسقاط محافظة حضرموت بزعم "حمايتها من قوى الارهاب والحفاظ على ثرواتها".
تفاصيل:
تحذير سعودي اخير لـ "الزُبيدي" (وثيقة)
جاء التحذير السعودي، بعدما أعلن زعيم مليشيا "الانتقالي الجنوبي" الانقلابية والمتمردة على الشرعية اليمنية ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي والحكومة المعترف بها دوليا، عيدروس الزُبيدي أن "حضرموت عمود الدولة الجنوبية القادمة، ولن نفرط بها وسندافع عنها" أمرا مليشياته باستكمال السيطرة على كامل حضرموت.
تفاصيل:
صدور امر اسقاط هذه المحافظة !
وتتزامن هذه التطورات المتسارعة مع تصاعد الاحتجاجات الشعبية في مدينة المكلا، على تردي الاوضاع العامة وتدهور الخدمات والظروف المعيشية واستمرار انهيار الريال، ومطالبات الموالين لحلف قبائل حضرموت" بتنفيذ مطالب الحلف التي أقرها مجلس القيادة الرئاسي في يناير الفائت، أو "مباشرة السيطرة على حضرموت".
تفاصيل:
الرئاسي يحسم مصير حضرموت (قرار)
لكن حضرموت تشهد بجانب تدهور الخدمات وغلاء المعيشة جراء انهيار قيمة الريال؛ توترا متصاعدا، جراء اصرار "الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات على ضم المحافظة لسيطرته ومليشياته، ومواجهته رفضا شعبيا عبر التظاهرات وكذا المواجهات، واخرها تصدي قبيلة النموري لمحاولة الانتقالي انشاء معسكر جديد لمليشياته في الديس الشرقية.
تفاصيل:
نمور حضرموت يتصدون لمليشيا "الانتقالي" (فيديو)
وبدورهم، أكد عسكريون وسياسيون، أن "اصرار الانتقالي الجنوبي بدفع اماراتي على بسط سيطرته ومليشياته على محافظة حضرموت، ورفض تواجد قوات الجيش الوطني وانتشار قوات درع الوطن الرئاسية، ينذر بمعركة حسم وشيكة". ولفتوا إلى أن "بيانات الانتقالي بهذا الشأن تشي بانقلاب جديد وتسير باتجاه التصعيد العسكري".
مشيرين إلى ان مجريات الاحداث تشي بـ "تدخل التحالف بقيادة السعودية لاحتواء التوتر المتصاعد في حضرموت قبل انفجار الموقف". لافتة إلى "تصاعد الخلافات السياسية والحدودية بين السعودية والامارات، قد ينفجر عسكريا على الاراضي اليمنية، بدءا من المحافظات الشرقية، وبخاصة محافظة حضرموت".
وعمَّدت الامارات إلى تمويل انشاء وتجنيد تشكيلات عسكرية في جنوب اليمن من ذوي الانتماء السلفي تمثلت في "الوية العمالقة الجنوبية" و"كتائب أبي العباس" في تعز، والوية مليشيات "الانتقالي الجنوبي"، ودفعت باتجاه سيطرتها على شبوة وحضرموت والمهرة، ما اعتبرته السعودية "تهديدا يمس امنها القومي".
بدورها، سعت السعودية، في مقابل تحركات الامارات ومليشياتها في اليمن، الى اتباع النهج الاماراتي نفسه، وعمدت مع بداية العام 2022 الى تمويل إنشاء ما بات يعرف باسم "قوات درع الوطن"، من سلفيي الجنوب لتكون قوات موازية لمليشيات الامارات السلفية باختلاف مسمياتها وتشكيلاتها المتعددة في جنوب اليمن.
وظلت السعودية تجاهر بمساعيها، منذ ما قبل بدء الحرب وتدخلها العسكري في اليمن بعمليات "عاصفة الحزم"، إلى مد انبوب إلى البحر العربي لتصدير النفط من منطقة خرخير الحدودية مع اليمن في الربع الخالي. وقد تصدت قبائل المهرة لعمليات مد الانبوب في نوفمبر 2018م وقابلتها القوات السعودية بإطلاق الرصاص الحي موقعة قتلى وجرحى.
شاهد .. تفاصيل اطلاق النار على المواطنين بالمهرة
بقيت محافظات حضرموت والمهرة وسقطرى بعيدات عن الانقلاب الحوثي العفاشي. لكن قوات التحالف السعودية الاماراتية سارعت للانتشار في المحافظات الثلاث، وانشاء قواعد عسكرية تضم قوات امريكية وبريطانية، على نحو دعا سياسيين بارزين في الشرعية اليمنية، الى الاعلان عن "اطماع التحالف في اليمن، موقعا وثروات".
يشار إلى أن "المجلس الانتقالي" ومن ورائه الامارات، يسعى للسيطرة على ثروات المحافظات الشرقية النفطية والغازية، لإدراكه أن "الدولة الجنوبية" التي يسعى الى فرضها بالقوة لا يمكن ان تقوم لها قائمة دون محافظات شبوة وحضرموت والمهرة، بما تشكله من مساحة وثروات، مستغلا محدودية سكانها، ومستهينا بمقاومتها المسلحة لتوجهاته الرامية لاخضاعها بالقوة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news