استهدفت إدارة ترامب قادة عسكريين وسياسيين حوثيين منذ أن بدأت حملتها ضد الميليشيا المدعومة من إيران في اليمن منتصف مارس. وتمثل هذه الحملة تحولاً عن سياسة إدارة بايدن، التي ركزت على ضرب العتاد العسكري الحوثي بدلاً من الأفراد، في محاولة لإجبار الميليشيا على وقف هجماتها على الشحن الدولي والسفن الحربية الغربية في البحر الأحمر وخليج عدن.
بدأ الحوثيون، المعروفون رسميًا باسم أنصار الله، بشن هجمات كبيرة على الشحن الدولي في نوفمبر 2023، بعد شهر واحد من الهجوم الدموي الذي شنته حماس على جنوب إسرائيل. وفي يوليو 2024، اعترف الجنرال إريك كوريلا، قائد القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM)، بأن جهود الولايات المتحدة لإجبار الحوثيين على وقف الهجمات على الشحن قد فشلت. وكانت إدارة بايدن قد رفضت استهداف القادة العسكريين والسياسيين الحوثيين، وكذلك المستشارين الإيرانيين الذين يساعدون الجماعة، خشية تصعيد الحرب في الشرق الأوسط. ورد الحوثيون بمواصلة استهداف السفن التجارية والحربية.
تشير معلومات من داخل اليمن إلى مقتل عدد من الضباط والجنود الحوثيين من المستوى المتوسط في الحملة الأمريكية الحالية.
مقتل العشرات من ضباط وجنود الحوثيين
منذ تصاعد الضربات الجوية الأمريكية في 16 مارس، أعلن الحوثيون ووكالات الأنباء اليمنية وعائلات يمنية عن مقتل عدد من المقاتلين، لكن عدداً قليلاً فقط نُسب مباشرة إلى الضربات الأمريكية. التقارير عن القتلى الآخرين كانت غامضة، وغالباً ما تصفهم بأنهم "استشهدوا أثناء أداء واجبهم في الدفاع عن الوطن".
وغالباً ما تستخدم التنظيمات المدعومة من إيران هذا التعبير عند مقتل أحد أفرادها في المعركة. لذا، فإن توقيت مقتل المقاتلين الحوثيين يشير إلى أنهم قُتلوا في ضربات جوية أمريكية.
في 23 مارس، أفادت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن القيادي الحوثي مهدي المشاط أرسل برقية تعزية في وفاة العميد حمدان ناجي صالح الجبلي، مساعد قائد المنطقة العسكرية الرابعة. لم توضح البرقية كيفية موته، لكن تقريراً منفصلاً ذكر أنه "استشهد أثناء أداء واجبه في الدفاع عن الوطن".
قُتل العقيد عبد الناصر سرحان الكمالي، رئيس الاستخبارات الحوثية، في غارة جوية أمريكية في مديرية سنحان جنوب محافظة صنعاء في 8 أبريل. ووفقاً لموقع "الحرية نيوز"، كان الكمالي يقود عمليات أمنية واستخباراتية حوثية عديدة، ولعب دوراً حاسماً في توحيد وتوجيه الفصائل الموالية على الأرض، وشارك في التخطيط وتنفيذ هجمات عسكرية وتكتيكية عديدة ضد قوات التحالف العربي. وقد شغل في السابق منصب نائب رئيس جهاز الأمن والاستخبارات الحوثي.
في 10 أبريل، أفادت وسائل إعلام محلية يمنية أن النقيب مالك عبد الله محمد اللعساني دُفن في مديرية الحيمة الداخلية بمحافظة صنعاء. لم تُذكر تفاصيل عن طريقة موته، لكن التقرير ذكر أنه "استشهد أثناء أداء واجبه في الدفاع عن الوطن ودعم غزة، ضمن معركة 'الوعد بالنصر والجهاد المقدس'".
هناك تقارير أخرى عن ضربات أمريكية أسفرت عن مقتل قادة حوثيين ومقاتلين. ويبدو أن العديد منها حقيقية، لكن من الصعب التأكد من صحة بعضها بسبب نقص الأدلة أو المصادر الموثوقة.
على سبيل المثال، وثق محلل الشأن اليمني محمد الباشا في 6 أبريل قائمة بأكثر من 100 حوثي من رتب عسكرية مختلفة قُتلوا في ضربات أمريكية. وذكر أن مصادر موالية للحوثيين أكدت بعض هذه الوفيات، لكن ليس كلها.
ومثال آخر هو ضربة أمريكية غير مؤرخة في الحديدة، يُعتقد أنها قتلت قائد لواء حوثي يُدعى شمسان حسين الفائق، والذي يُزعم أنه شارك في عمليات عسكرية على عدة جبهات. ولكن، لا توجد تقارير موثوقة من الحوثيين أو من مصادر مستقلة تؤكد مقتله.
وفي تطور قد يشير إلى أن الضغوط العسكرية الأمريكية بدأت تؤتي ثمارها، ورد أن إيران سحبت مستشاريها العسكريين من اليمن لتجنب مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة. ويأتي ذلك بعد تحذيرات مباشرة من الرئيس ترامب بمحاسبة إيران على الهجمات التي تشنها الجماعة على إسرائيل وعلى السفن الأمريكية والتجارية في المياه الدولية.
الحوثيون ومحور المقاومة الإيراني
يعد الحوثيون جزءاً من "محور المقاومة" الإيراني، إلى جانب ميليشيات مدعومة من إيران في العراق وسوريا. وقد استهدفت هذه الجماعات القوات الأمريكية بهدف إخراجها من المنطقة ودعم الجماعات الفلسطينية المسلحة في غزة.
يمتلك الحوثيون صواريخ باليستية، وصواريخ كروز، وطائرات مسيّرة، وقد استخدموا كل هذه الأنظمة ضد السفن التجارية والسفن الحربية الأمريكية. بعض هذه الأسلحة استُولي عليها من الجيش اليمني السابق، وبعضها يُصنع حالياً بمساعدة إيرانية، بينما تُزوّد إيران بعضها الآخر مباشرة.
ولدى الحوثيين سجل يمتد لعقد في مضايقة ومهاجمة السفن التجارية العاملة في خليج عدن ومضيق باب المندب والبحر الأحمر.
ويُقدّر عدد مقاتلي الحوثيين بـ 100,000 مقاتل. وشعار الجماعة الرسمي هو: "الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام".
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news