بينما تستعد سلطنة عمان لاستضافة جولة ثانية من المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران، بعد ثلاثة أيام، تتزايد مؤشرات التباين بين الجانبين، وسط تصريحات متشددة تعكس هشاشة الأرضية التفاوضية، رغم الجهود الرامية إلى إعادة إحياء الاتفاق النووي.
ففي موقف لافت، ربط ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، أي اتفاق محتمل مع طهران بموافقة ترامب شخصيًا، مؤكدًا أن "أي اتفاق مع إيران لن يكتمل إلا إذا وافق عليه ترامب"، بحسب تغريدة نشرها مكتبه عبر منصة "إكس"، اليوم الثلاثاء.
مطالب أميركية باتفاق "صارم وعادل"
ويتكوف شدد على ضرورة التوصل إلى "اتفاق صارم وعادل ودائم مع الجانب الإيراني"، مؤكداً في تصريحات سابقة لشبكة "فوكس نيوز" أن التفاصيل المتعلقة ببرامج تخصيب اليورانيوم والأسلحة النووية ستكون حاسمة في أي تسوية مستقبلية، ما يشير إلى رغبة الإدارة الأميركية السابقة – وربما شريحة واسعة داخل المؤسسة السياسية – في عدم الاكتفاء باتفاق شكلي، بل إطار شامل يحسم الجوانب الأمنية والرقابية.
إيران: الملف النووي فقط
في المقابل، أغلقت طهران الباب مبكرًا أمام أي نقاش خارج الإطار النووي. فقد أكدت وزارة الخارجية الإيرانية أن المحادثات المرتقبة ستركز حصراً على الملف النووي ورفع العقوبات، مستبعدة أي بحث في ملفات الأمن الإقليمي أو برامج التسليح.
وفي لهجة أكثر حدة، أعلن الحرس الثوري الإيراني أن "السلاح والأمن القومي خط أحمر"، وأن المحادثات لن تتناول هذه المسائل بأي شكل. وهي لهجة تعكس تشددًا داخليًا قد يصعب مهمة المفاوضين الإيرانيين في تقديم أي تنازلات، خصوصًا في ظل مؤشرات على تصعيد داخلي في البرنامج النووي.
البيت الأبيض يعبر عن الاستياء.. والخيار العسكري على الطاولة
وفي واشنطن، لا يبدو أن إدارة بايدن مرتاحة إلى مسار المفاوضات. فقد أعرب الرئيس الأميركي عن استيائه من وتيرة التقدم في الحوار مع طهران، قائلًا خلال لقاء في المكتب البيضاوي مع رئيس السلفادور نجيب بوكيلة: "أعتقد أنهم يماطلوننا".
كما عاد للتهديد باستخدام القوة، ملوحًا بالخيار العسكري في حال فشل المفاوضات، حيث ألمح إلى احتمال ضرب المنشآت النووية الإيرانية، في تصعيد قد يعيد الملف إلى نقطة الصفر إذا انهارت الجهود الدبلوماسية.
خلفية الاتفاق النووي والتطورات الأخيرة
وكان ترامب قد انسحب في 2018 من الاتفاق النووي الموقّع عام 2015، واصفًا إياه بـ"الأسوأ في التاريخ"، وأعاد فرض عقوبات قاسية على طهران. وفي المقابل، بدأت إيران بالتراجع التدريجي عن التزاماتها بعد عام من الانسحاب الأميركي.
وبحسب تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فبراير الماضي، تمتلك طهران 274.8 كيلوغرامًا من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60%، متجاوزة بكثير الحد المسموح به وفق اتفاق 2015، ومقتربة من نسبة 90% اللازمة لصنع السلاح النووي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news