في خطوة سياسية جديدة تعكس تصاعد التحركات المحلية والإقليمية داخل اليمن، شهدت محافظة حضرموت اليوم إعلان البيان التأسيسي الأول لـ"تيار التغيير والتحرير"، ككيان وطني شعبي يقول إنه يسعى إلى تجاوز الأزمات اليمنية المزمنة عبر مشروع إصلاحي جامع يضع الدولة والمواطن في صدارة الأولويات.
وجاء البيان الأول للتيار على لسان قياداته، وسط حضور لشخصيات اجتماعية وقبلية، من بينها مشايخ قبائل كندة، ليضع التيار نفسه كـ"استجابة واقعية لنداء التغيير"، في ظل ما وصفه البيان بـ"مفترق طرق حاسم تمر به البلاد بين الاستسلام والنهضة، وبين التبعية والقرار الوطني المستقل".
وزعم البيان أن التيار لا يأتي كتكرار لصيغ سابقة، بل كحركة تحوّل تتجاوز الشعارات نحو "رؤية تنفيذية ومشروع عملي"، هدفه الأساسي إعادة بناء الدولة من الداخل، على أسس العدالة والمواطنة والكفاءة.
حدّد التيار الوليد، في بيانه ثلاث أولويات مركزية تشكّل برنامجه السياسي:
1. الإصلاح الشامل ومكافحة الفساد بوصفه مدخلًا لإنقاذ مؤسسات الدولة.
2. إعادة هيكلة الدولة على قاعدة العدالة والكفاءة، بعيدًا عن المحاصصة والولاءات الضيقة.
3. ضمان الحقوق والحريات والعدالة الاجتماعية والاقتصادية كمنطلق لتأسيس دولة مواطنة متساوية.
كما شدّد البيان على أن الطريق نحو التغيير لا يكون عبر التنظير، بل عبر الإرادة السياسية والعمل الميداني والانخراط الشعبي، مؤكدًا التزام التيار بالوسائل السلمية المشروعة والعمل داخل الإطار الوطني.
قيادة مثيرة للجدل وامتداد إقليمي
ويُعد "أبو عمر رياض النهدي"، مؤسس ورئيس التيار، من أبرز ملامح الجدل حول الكيان الوليد، كونه قياديًا سابقًا في تنظيم القاعدة قبل أن يعلن انشقاقه في عام 2018. ويُنسب للنهدي تبني توجهات جديدة أكثر انفتاحًا وتحولًا، ما عزز من فرص قبوله في دوائر مدنية وشعبية.
مصادر سياسية متطابقة كشفت أن النهدي كان رفيقا للرئيس السوري أحمد الشرع، في العراق، ويقيم علاقات وثيقة مع دوائر القرار في أنقرة، مما يفتح الباب أمام قراءة جديدة للدور التركي في الملف اليمني.
ويُعد "تيار التغيير والتحرير" أول كيان يمني ينشأ برعاية أو دعم تركي معلن، وهو ما يضعه في قلب الجدل الإقليمي حول مستقبل اليمن، ويعكس بوضوح حجم التحولات في التوازنات الدولية داخل البلاد.
واختُتم البيان بدعوة عامة لكل "يمني حر" للانضمام إلى ما وصفه بـ"مشروع وطني جامع"، قائلاً إن "الغد لا يُمنح، بل يُنتزع بالإرادة والعمل، وليس بالاستجداء أو الانتظار".
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news