العرب
وصل الرئيس السوري أحمد الشرع الأحد إلى أبوظبي في زيارة رسمية تهدف إلى تجاوز أهم محطة في طريق كسب القبول العربي، حيث تمثل الإمارات بثقلها السياسي وحضورها الإقليمي بوابة حاسمة لإعادة إدماج سوريا الجديدة في محيطها العربي.
وتشكل أبوظبي البوابة الأهم لعودة سوريا تدريجيا إلى المشهد العربي، نظرا لعلاقاتها المرنة مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية ولنهجها البراغماتي القائم على احتواء الملفات بدل تأزيمها.
والتقى الشرع برئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في قصر الشاطئ بأبوظبي، وهو ما يعكس بحسب محللين رغبة إماراتية في فتح قناة حوار شخصي ومباشر مع القيادة السورية الجديدة بعيدا عن الأجواء الرسمية التي تتم عادة في قصر الوطن.
وتأتي زيارة الشرع إلى الإمارات في وقت تحاول فيه قيادة سوريا الجديدة توطيد العلاقات مع زعماء عرب وغربيين بعد الإطاحة ببشار الأسد في ديسمبر الماضي على يد جماعات من المعارضة المسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام.
وبعد أن اتخذت السعودية خطوات نحو إعادة العلاقات مع سوريا من خلال استقبال الشرع في الرياض في فبراير الماضي، بالإضافة إلى علاقة الشرع الوطيدة بقطر، لم يتبق من الدول العربية المؤثرة سوى الإمارات.
وكان الشرع قد أجرى منذ توليه منصب الرئيس في يناير الماضي زيارات خارجية إلى عدة دول أخرى مثل تركيا ومصر والأردن.
وجاءت الزيارة فجئية ودون إعلان مسبق، ما يرجح دورا للرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الكواليس لإتمام الزيارة خاصة أن الشرع كان في تركيا حيث حضر مؤتمر أنطاليا الدبلوماسي.
وتدرك الإمارات أن سوريا التي تمثل جزءا أساسيا من الأمن الإقليمي، لا يمكن أن تبقى على هامش الفضاء العربي.
وتأتي الزيارة في وقت تتصاعد فيه الهجمات الإسرائيلية على مواقع في سوريا، وهو ما يثير التساؤل عما إذا كان الشرع سيطلب من الإمارات التي تتمتع بعلاقات جيدة مع إسرائيل، التوسط مع الإسرائيليين لإيقاف الضربات.
ويهاجم الجيش الإسرائيلي بين حين وآخر مواقع داخل الأراضي السورية في الجنوب والوسط والشمال، في إطار نظرية الأمن القومي الإسرائيلية الجديدة التي تم تطويرها بعد هجوم 7 أكتوبر والقاضية بمنع تراكم المخاطر على طول الحدود وعرضها، وهو ما أثار تحفظ تركيا التي تستعد لتعاون عسكري معلن مع سوريا بالسيطرة على بعض القواعد العسكرية.
ويقول مراقبون إن الإمارات قد تلعب دور الوسيط في إنهاء الضربات الإسرائيلية على سوريا ولكن ليس قبل أن تحصل على ضمانات بشأن فك الارتباط بالمجموعات المتشددة وتوضيح العلاقة مع جماعة الإخوان المسلمين.
وتعتبر أبوظبي منذ فترة طويلة خصما شرسا لجماعات إسلامية في أنحاء المنطقة، بما في ذلك جماعات بمصر والسودان وليبيا. وقالت في وقت سابق إن التطرف والإرهاب من مصادر القلق الكبير في سوريا بعد سقوط الأسد.
وقالت الرئاسة السورية إن الرئيس أحمد الشرع التقى بنظيره الإماراتي في أبوظبي الأحد، وهي الزيارة الثانية التي يجريها إلى دولة خليجية منذ توليه المنصب، وذلك في وقت يحاول فيه حكام سوريا الإسلاميون الجدد طمأنة الشركاء في الخارج بشأن تشكيلهم نظاما سياسيا شاملا في البلاد.
والتقى الشرع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ويرافقه في الزيارة وزير الخارجية أسعد الشيباني.
وكان واضحا الاهتمام في الإمارات، إذ حضر الاجتماع كبار قادة البلاد في الملف السياسي والأمني، يتقدمهم نائب الرئيس الشيخ منصور بن زايد آل نهيان ووزير الخارجية الشيخ عبدالله بن زايد وأمين عام مجلس الأمن الوطني علي بن حماد الشامسي.
وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) صباح الأحد إن الشرع والشيباني توجها إلى الإمارات “لبحث العديد من القضايا المشتركة بين الدولتين،” لكنها لم تذكر المزيد من التفاصيل.
ويتابع الغرب قادة سوريا عن كثب لضمان تشكيل حكومة شاملة ذات مؤسسات فعالة والحفاظ على النظام في بلد عانى كثيرا من الحرب الأهلية، وكذلك منع عودة ظهور تنظيمي الدولة الإسلامية والقاعدة.
وسوريا بحاجة ماسة إلى تخفيف العقوبات لإنعاش اقتصادها بعد الحرب التي استمرت نحو 14 عاما فرضت خلالها الولايات المتحدة وأوروبا عقوبات واسعة النطاق للضغط على الأسد.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news