هل تستطيع « حضرموت » أن توازن بين المصالح والمخاطر؟

     
عدن حرة             عدد المشاهدات : 97 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
هل تستطيع « حضرموت » أن توازن بين المصالح والمخاطر؟

جمال حيدرة

بالأمس نشرت تغريدة مفادها أن النحلة تموت حينما تقرر الدفاع عن عسلها.

والنحالون يعرفون هذه الحقيقة، فالنحلة كائن صبور ويتميز بالدأب والعمل دون كلل أو ملل، فضلا عن اتسام حياته بالتخطيط والعبقرية، لكن المشكلة الوحيدة أن النحلة تموت حينما تلسع، وهذه المعضلة تضعها بين خيارين قاسيين، فأما أن تتخلى عن عسلها وتعيش أو أنها تدافع عنه وتموت!

وحينما شبهت المجتمع الحضرمي بالنحل فهذا ميزة وليست نقيصة، وعليه أن يتحلى بالصبر والعبقرية ويوازن بين مصالحه والمخاطر التي تحيط به.

وبلغة أكثر واقعية علينا أن نفترض أن المجتمع الحضرمي استطاع أن ينتزع حقوقه، وحقق أهدافه في حكم ذاتي، وخرجت الشرعية بكل مكوناتها من حضرموت الساحل والوادي، ورأينا فجأة حضرموت هناك في الصحراء لا شمالية ولا جنوبية، ونحن نعلم الامتداد الجغرافي الشاسع على حوالي ٢٠٠ الف كيلو متر مربع بما يتجاوز ثلث المساحة الإجمالية لليمن، على أن السؤال الأهم ماذا بعد هذه الخطوة؟

هل تستطيع حضرموت أن توقف حملات الحوثيين باتجاه مصادر النفط، وهل ستكون في أمان من القاعدة وداعش، وهل يمكن التعويل على السعودية في مواجهة هذه التحديات؟

نتساءل ليس من منطلق التخويف أو ثني الحضارم عن أهدافهم لكن من منطلق واقع عسكري حضرمي هش، بل غير موجود أصلا، وحتى الغطاء العسكري الذي وفره التحالف العربي في وقت سابق غير حاضر اليوم، وما تزال حقول النفط تحت مرمى نيران الصواريخ والمسيرات الحوثية إلى هذه اللحظة.

عسكريا تتوزع حضرموت على منطقتين عسكريتين، المنطقة العسكرية الأولى في وادي حضرموت، والثانية في الساحل، وكلاهما تمثلان الشرعية بتحالفاتها الحالية، ويكاد يكون الحضور الحضرمي فيهما صفرا، وفي حال انسحبت تلك القوات ستخلف وراءها فراغا عسكريا كبيرا يمكن أن يذهب بالاستحقاقات الحضرمية في مهب الريح.

ما هو الحل إذن في ظل هذا الواقع المعقد، وهل يعني أن يستمر الحضارم في معاناة لا نهائية، ولديهم من الثروة ما ينعش حياتهم ويصنع تنمية ورخاءا وعيشا كريما، والإجابة بيد الحضارم انفسهم على أن المراقب الخارجي حالي يرى أن لا حل يمكن أن يكون ناجعا إلا بتسوية سياسية شاملة تتحدد ملفاتها بعد معرفة مصير الحوثيين في الشمال، وعلى ما سيكون عليه الجنوب حين ذاك.

وإلى أن يأتي هذا اليوم يمكن أن يسير الحضارم على طريق آمن باتجاه حلول ومعالجات عاجلة تضمن بقائهم في منطقة مستقرة، وذلك من خلال تحقيق الحكم المحلي كامل الصلاحية، ورفع حصتهم من النفط إلى ٥٠٪؜ والضغط على مطلب إعادة الانتاج والتصدير النفطي، وإيجاد سلطة محلية رشيدة تستطيع أن تعكس الإيرادات المحلية والمركزية على الخدمات والمشاريع التنموية والرعاية الصحية والتعليمية، وتوفير فرص العمل، وهناك عوامل كثيرة ستساهم في النجاح أهمها أن حضرموت لم تتأثر بالحرب ولا تحتاج لإعادة إعمار مقارنة بمحافظات أخرى لم يبق فيها أي شيء من المؤسسات والمرافق والبنية التحتية، فضلا عن أن المجتمع الحضرمي واعي وعقلاني وحكيم، ويحترم النظام والقانون.

فهل تستطيع حضرموت أن توازن بين المصالح والمخاطر؟


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

الوزير الارياني يدعو كافة اليمنيين في الداخل والخارج لامر هام سيحدث بعد ساعة

جهينة يمن | 913 قراءة 

عاجل: إسرائيل تكشف بنك أهدافها القادم في اليمن بعد الهجوم الحوثي الجديد

المشهد اليمني | 813 قراءة 

غضب كبير للمغتربين في السعودية بعد ظهور مواطن سعودي يكشف ارباحهم ويطالب بترحيلهم فورآ!

اليمن السعيد | 685 قراءة 

عاجل: غارات إسرائيلية تستهدف ميناء رأس عيسى بالحديدة

الأمناء نت | 680 قراءة 

مسؤول أمني إسرائيلي يتوعد بتدمير هذه المواقع في اليمن

عدن نيوز | 672 قراءة 

ناطق القوات المشتركة يكشف حقيقة الانفجارات في ميناء رأس عيسى غرب اليمن

بوابتي | 635 قراءة 

أول محافظة يمنية تقرر حظر استيراد وتداول القات والشمة بشكل كامل وتطرد "المقاوتة" !!

نيوز لاين | 466 قراءة 

تحركات خليجية مفاجئة: دعم قوي لرئيس الوزراء الجديد بن بريك يغير المشهد السياسي

نيوز لاين | 457 قراءة 

انفجارات تهز ميناء رأس عيسى بالحديدة وإسرائيل تنفي شن غارات جوية

الموقع بوست | 436 قراءة 

إسرائيل تكشف عن بنك أهداف حوثية لضربها خلال الساعات القادمة

نافذة اليمن | 422 قراءة