يمن إيكو|متابعات:
مثل قرار إعفاء الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر من الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الصين ودول العالم، إنقاذاً لشركة “آبل” الأمريكية التي كانت على وشك الدخول في أكبر أزمة لها منذ جائحة “كورونا”، ومع ذلك فإن العديد من المخاوف لا تزال قائمة.
ووفقاً لتقرير نشرته وكالة “بلومبرغ” اليوم الأحد، ورصده وترجمه موقع “يمن إيكو”، فإن قرار إعفاء الأجهزة الإلكترونية، بما في ذلك منتجات “أبل” من الرسوم الجمركية المفروضة على الصين بنسبة 125%، والرسوم المفروضة على دول العالم بنسبة 10%، مثل “انتصاراً” لشركة “أبل” التي كانت ستواجه تضخماً في تكاليف المواد الخام بسبب تلك الرسوم.
وبحسب الوكالة فإن شركة “أبل” كانت تعمل على خطة طارئة قبل الإعفاء، وتتمثل الخطة في تعديل سلسلة توريد الشركة لتصنيع المزيد من هواتف “آيفون” الموجهة للولايات المتحدة في الهند، والتي كانت ستخضع لرسوم أقل بكثير، حيث رأى مسؤولو الشركة أن هذا سيكون حلاً على المدى القريب لتجنب الرسوم الجمركية الباهظة على الصين وتجنب تسجيل ارتفاعات كبيرة في الأسعار، وذلك بالنظر إلى أن مصانع الشركة في الهند تسير بخطى حثيثة لإنتاج أكثر من 30 مليون هاتف آيفون سنوياً، الأمر الذي يجعلها قادرة على تلبية جزء كبير من الطلب الأمريكي الذي يبلغ الثلث من أصل 220 إلى 230 مليون هاتف سنوياً.
ولكن وفقاً للتقرير فإن هذه الخطة كانت تنطوي على صعوبات كبيرة، بالنظر إلى أن الشركة تقترب من إنتاج هاتف (آيفون 17) الذي سيتم تصنيعه بشكل أساسي في الصين، وهو الأمر الذي أثار شعوراً بالخوف داخل الشركة، حيث كان عليها خلال بضعة أشهر فقط أن تُنجز المهمة الشاقة المتمثلة في نقل إنتاج (آيفون 17) إلى الهند أو أي مكان آخر، وستضطر إلى رفع الأسعار- وهو أمر لا يزال وارداً حتى الآن- ثم التنافس مع الموردين لتحسين هوامش الربح، وإقناع المستهلكين بأن الأمر يستحق كل هذا العناء.
وبرغم أن الإعفاء أنقذ الشركة من هذه الأزمة، تؤكد “بلومبرغ” أن “الشعور بعدم اليقين لا يزال قائماً، إذ من المرجح أن تتغير سياسات البيت الأبيض مجدداً، وقد تحتاج (آبل) إلى إجراء تغييرات جذرية”.
ووفقاً للتقرير فإن “آبل” تحقق حوالي 17% من إيراداتها من الصين، وتدير عشرات المتاجر، مما يجعلها استثناءً بين الشركات الأمريكية.
ويُعدّ هاتف (آيفون) أكبر مصدر دخل لشركة آبل، ويتم إنتاج حوالي 87% منه في الصين، وفقاً للتقرير، كما يُصنّع حوالي أربعة من كل خمسة أجهزة (آيباد) التابعة للشركة في الصين، إلى جانب 60% من أجهزة (ماك)، وتسهم هذه المنتجات مجتمعة بنحو 75% من إيرادات (آبل) السنوية.
وذكّر التقرير بأن الصين أطلقت تحقيقاتٍ بشأن المنافسة مع الشركات الأمريكية، وحظرت أيضاً استخدام هواتف آيفون، من بين أجهزة أخرى مصممة أمريكياً، على الموظفين الحكوميين، وذلك رداً على حملةٍ أمريكيةٍ صارمةٍ ضد شركة (هواوي) العملاقة الصينية.
واستبعدت “بلومبرغ” أن تنفصل (آبل) عن الصين خلال عقود، مشيرة إلى أنه “بالرغم من أن ترامب حثّ الشركة على تصنيع هواتف آيفون في الولايات المتحدة، إلا أن نقص الكفاءات الهندسية والتصنيعية المحلية سيجعل ذلك شبه مستحيل على المدى القريب”.
ومن أجل ذلك كانت جماعات الضغط من شركة أبل وشركات التكنولوجيا الأخرى تضغط على البيت الأبيض من أجل الحصول على إعفاءات، منذ الإعلان عن التعريفات الجمركية مطلع أبريل، حسب ما ذكرت “بلومبرغ” التي أوضحت أيضاً أنه بعد رفع الرسوم الجمركية على الصين خلال الأيام الأخيرة كان الوضع أشد حرجاً، حيث كانت شركة (سامسونج) التي تصنع هواتفها خارج الصين ستتمتع بأفضلية واضحة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news