حذر الرئيس الأمريكي، دونالد ترمب، من محاولات تسلل عناصر تابعة لجماعة الحوثي إلى الأراضي الصومالية، داعيًا الشعب الصومالي إلى عدم السماح بتمدد الجماعة داخل بلاده.
وقال ترمب في تصريح له: "ينبغي ألا يسمح الشعب الصومالي للحوثيين بالتسلل والتخفي بداخله"، مؤكدًا التزام بلاده بدعم الصومال في حربه ضد الإرهاب وتحقيق الاستقرار والرخاء.
وأضاف: "مقاتلونا سيجدون الإرهابيين ويقدمونهم للعدالة بسرعة"، مشددًا على أن "الوقت قد حان للإرهابيين كي يختبئوا، لكن ذلك لن يجدي نفعًا".
من جانبها، علّقت الناشطة الصومالية هبة شوكري على تصريحات ترمب، معتبرة أنها "توحي بوجود عناصر حوثية تتسرب إلى الصومال هربًا من الحرب الدائرة الآن"، مشيرة إلى أن "علاقة الحوثيين مع حركة الشباب الإرهابية قديمة، وتقارير أمنية كثيرة تشير إلى وجود طرق معقدة لنقل السلاح وقطع الطائرات المسيّرة (الدرون) بين الطرفين".
وتثير هذه التصريحات تساؤلات حول امتداد الصراع اليمني إلى القرن الأفريقي، في ظل تقارير متزايدة عن تحركات حوثية في المنطقة، وتعاون محتمل مع جماعات إرهابية محلية.
وفي تقرير حديث صادر عن مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي بتاريخ 8 ابريل 2025، كشف عن توسع نفوذ جماعة الحوثي اليمنية في الصومال، من خلال تعاونها مع جماعات متطرفة مثل حركة الشباب وتنظيم الدولة الإسلامية في الصومال. ويهدف هذا التعاون إلى تعزيز قدرات هذه الجماعات على نقل الأسلحة وتبادل المعلومات الاستخبارية، مما يسهم في زعزعة الاستقرار في منطقة القرن الأفريقي.
وأشار التقرير إلى أن تجارة الأسلحة في البحر الأحمر لعبت دورًا مهمًا في توطيد العلاقة بين الحوثيين والصومال. فعلى الرغم من الحظر الذي تفرضه الأمم المتحدة على توريد الأسلحة إلى اليمن، واصلت إيران تزويد الحوثيين بالسلاح خلسةً. وبين سبتمبر 2015 ويناير 2023، اعترضت سفن حربية تابعة للولايات المتحدة والسعودية وفرنسا وأستراليا 16 سفينة محملة بنحو 29 ألف قطعة من الأسلحة الصغيرة والخفيفة، و365 صاروخًا موجهًا مضادًا للدبابات، و2.38 مليون طلقة ذخيرة في طريقها إلى الحوثيين. ونُقل معظم هذه الشحنات على متن مراكب شراعية تُستخدم في التجارة الساحلية وصيد الأسماك.
كما أشار التقرير إلى أن العلاقات بين إيران ودول القرن الأفريقي اتسمت بالتقلب بين التقارب والقطيعة، إلا أن المنطقة باتت تتصدر اهتمامات الحرس الثوري الإيراني بعد عام 1989، وكثفت طهران لاحقًا من نشاطها في هذه المنطقة.
ويحذر التقرير من أن هذا التوسع الحوثي في الصومال يشكل تهديدًا خطيرًا للأمن والاستقرار الإقليميين، خاصة في ظل التعاون مع جماعات متطرفة واعتمادهم على الأنشطة الاقتصادية غير المشروعة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news