في توقيت شديد الحساسية، برز اللواء الركن فرج البحسني كعادته، دون ضجيج، حاملاً ملامح رجل الدولة المتزن الذي لا يتكلم كثيراً، لكنه حين يتكلم يُحسَب لكلماته ألف حساب.
ولم يكن البيان الأخير للبحسني مجرد تصريح عابر، بل كان موقفاً مدروساً لرجل خَبِرَ دهاليز السياسة وأزمات الميدان، وجاء ليعكس روح قائد يعرف حجم اللحظة وخطورتها، ويضع أمام الجميع خيارات التهدئة بدلاً من الانزلاق إلى متاهات التصعيد.
وليس جديداً على البحسني أن يتصرف بحكمة في الأوقات العصيبة، فالرجل الذي أسس قوات النخبة الحضرمية في أصعب المراحل، حين كانت المكلا ترزح تحت قبضة القاعدة، لم يكن مجرد قائد عسكري، بل كان مشروع دولة تمشي على قدمين، يعمل بصمت في صحراء حضرموت القاسية، ويجهّز قوة نخبوية بعيدة عن الإعلام والمكايدات، لكنها كانت الفارق الحقيقي في معادلة الانتصار.
وتجربة القائد البحسني في حضرموت لم تكن وليدة لحظة، بل امتداداً لرؤية رجل آمن أن المعارك الحاسمة لا تُكسب بالشعارات، بل بالتخطيط والصبر والعمل من خلف الستار، واليوم، وفي ظل تسارع الأحداث جنوباً، يظهر البحسني مجدداً، ليذكّر الجميع بأن هناك من لا يزال يقرأ المشهد بعين رجل الدولة، لا بعين الطامح لمكاسب آنية، والبيان الأخير كان رسالة واضحة: المرحلة تحتاج عقلاء.. لا مقامرين.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news