شهد المشهد السياسي في حضرموت تطورًا جديدًا بعد كشف ما وصف بـ "فضيحة سياسية" طالت عمرو بن حبريش، الرئيس السابق لما يسمى "حلف قبائل حضرموت"، وسط اتهامات بارتباطه بمكونات معادية للقضية الجنوبية، وبتحركات مدعومة من المملكة العربية السعودية تسعى، وفق مراقبين، إلى فصل حضرموت عن الجنوب.
وجاءت هذه الاتهامات من قبل القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي، واثق الحسني، الذي قال في سلسلة تغريدات على منصة "إكس"، إن دعم قيادات بارزة في جماعة الإخوان المسلمين وعلى رأسهم توكل كرمان لبن حبريش يكشف بوضوح "ارتهانه" لتوجهاتهم.
ووجه الحسني رسالة مباشرة لبن حبريش قائلاً: "إذا كنت تبحث عن دعم جنوبي حقيقي، فأدلى بتصريح تطالب فيه بإخراج المنطقة العسكرية الأولى من وادي حضرموت"، معتبرًا ذلك المعيار الأهم لقياس الولاء الحقيقي لحضرموت.
وفي سياق متصل، فشل الاجتماع القبلي الذي دعا إليه بن حبريش في منطقة الهضبة، رغم ما وصف بأنه دعم مالي سعودي كبير لتأمين حضوره، عبر توفير غداء ووقود و"قات" لشراء ولاءات بعض القبائل.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن وثيقة تم تداولها مؤخرًا كشفت عن "خيانة بن حبريش حتى لأقرب المقربين منه"، مما أثار غضبًا واسعًا في الأوساط الحضرمية.
وتأتي هذه الفضيحة في وقت تتصاعد فيه التوترات بين السعودية والمجلس الانتقالي الجنوبي، على خلفية تحركات عسكرية ومشاريع سياسية تعتبرها القيادات الجنوبية محاولات لفرض الوصاية على حضرموت وتجزئة الجنوب.
وقد أعربت قبائل حضرموت عن رفضها لتعيين بن حبريش حاكمًا للمحافظة بدعم سعودي، واعتبرت ذلك تدخلاً سافرًا في الشؤون المحلية، ومحاولة لإجهاض مشروع الدولة الجنوبية الفيدرالية.
ويرى مراقبون أن المملكة دخلت مرحلة "التصعيد المكشوف" ضد المجلس الانتقالي، وبدأت في إعادة تمكين رموز النظام السابق، في سياق مشروع إقليمي لإعادة رسم خارطة النفوذ في الجنوب، بعيدًا عن تطلعات الشعب الجنوبي في الاستقلال واستعادة الدولة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news