اعربت الحكومة اليمنية اليوم السبت، عن استنكارها لإطلاق مليشيا الحوثي مجموعة جديدة من قادة تنظيم القاعدة، وذلك في إطار مشروع يتعاون فيه الطرفان لاستهداف الدولة اليمنية، وزيادة نطاق الأنشطة المتطرفة في المنطقة، مما يشكل تهديدًا للمصالح الإقليمية والدولية.
وقالت الحكومة على لسان وزير إعلامها معمر الإرياني، أن إطلاق مليشيا الحوثي قيادات وعناصر من تنظيم القاعدة، بينهم القياديان أبو مصعب الرداعي وأبو محسن العولقي، دليلاً إضافيا على استمرار حالة التخادم والتنسيق الميداني بين الحوثيين والتنظيمات الإرهابية».
وأكد الإرياني إن الصفقة ليست الأولى، حيث قامت المليشيات بإطلاق المئات من عناصر وقيادات تنظيمي القاعدة وداعش من سجني الأمن السياسي والقومي في العاصمة المختطفة صنعاء منذ انقلابها على الشرعية أواخر 2014.
وأوضح وزير الاعلام، إن أبرز تلك الوقائع تشمل الإفراج في 13 نوفمبر 2018 عن 20 عنصرا إرهابيا، بينهم 16 من القاعدة و4 من داعش، تلاها في ديسمبر 2019 إطلاق سراح ستة من عناصر القاعدة، ثم إطلاق ثلاثة من أخطر عناصر التنظيم المتورطين في اغتيال الدبلوماسي السعودي خالد سبيتان العنزي منتصف عام 2020، وفي 22 أبريل من ذات العام أفرجت المليشيا عن 43 عنصراً من القاعدة من جنسيات مختلفة، من بينهم الإرهابي عبدالله المنهالي الذي اعتُقل سابقاً في عملية أمنية بمحافظة حضرموت، كما أطلقت المليشيا في 14 فبراير 2023 عنصرين آخرين من القاعدة، هما “القعقاع البيحاني” و”موحد البيضاني”.
وأشار إلى أن الدعم الذي تقدمه المليشيا الحوثية للتنظيمات الإرهابية أسهم بشكل مباشر في تمكينها من إعادة تنظيم صفوفها واستعادة قدراتها على تنفيذ عمليات إرهابية، بعد أن كانت الأجهزة الأمنية قد وجهت لها ضربات موجعة منذ العام 2015، أسفرت عن تفكيك شبكاتها وتحييد خطرها، وطردها من عدد من المناطق التي كانت تسيطر عليها، بما في ذلك (حضرموت، شبوة، أبين، والبيضاء)، في ظل تواطؤ واضح من الحوثيين.
وأضاف الوزير “أن هذا التحالف المشبوه بين الحوثيين والتنظيمات الإرهابية يزيد من فرص استغلال الجماعات المتطرفة للفراغ الأمني في اليمن، الأمر الذي يهدد بعودة انتشار الإرهاب على المستوى الإقليمي، ويشكل تهديدا مباشرا لأمن دول الجوار، وفي مقدمتها دول الخليج العربي، كما يسهم في خلق بيئة خصبة للعنف والتطرف، ونمو الأنشطة الإرهابية العابرة للحدود”.
ولفت إلى أن هذا التحالف لا يهدد اليمن فقط، بل ينذر بخطر تصدير العنف إلى الخارج، خاصة في ظل تصاعد الهجمات الحوثية على السفن التجارية وناقلات النفط في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، ما يعرض أمن الملاحة الدولية للخطر، ويهدد التجارة العالمية ويؤثر على الاقتصاد العالمي والأمن البحري.
واختتم وزير الاعلام تصريحه بالتحذير من خطورة الاستمرار في تجاهل هذه التهديدات وعدم التعامل معها بجدية.. مؤكداً أن ذلك سيؤدي إلى تصاعد العنف والإرهاب، ويدفع المجتمع الدولي ثمناً باهظاً.. مشيرا إلى أن الهجمات الحوثية المتكررة على خطوط الملاحة الدولية خلال الأشهر الماضية تمثل نموذجا صارخا للفشل في احتواء التهديد في مراحله المبكرة.
ودعا الوزير المجتمع الدولي، وفي مقدمته الأمم المتحدة، إلى تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية، واتخاذ إجراءات حازمة وعاجلة، تشمل تصنيف مليشيا الحوثي كمنظمة إرهابية عالمية، على غرار القرار الأمريكي، والعمل على تجفيف مصادر تمويلها السياسية والاقتصادية والإعلامية، إلى جانب تقديم الدعم للحكومة اليمنية الشرعية في معركتها الوطنية لاستعادة الدولة، وتعزيز قدراتها في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news