معركة حضرموت من أجل الجنوب

     
عدن تايم             عدد المشاهدات : 133 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
معركة حضرموت من أجل الجنوب

في خضم التحولات المتسارعة التي تعصف بالجنوب، تبرز حضرموت كأحد أهم الأعمدة التي لا يمكن القفز عليها في أي تسوية قادمة. فهي ليست مجرد جغرافيا مترامية الأطراف، بل كيان يمتلك موروثًا تاريخيًا، وثقافة سياسية، وموقعًا اقتصاديًا واستراتيجيًا، يجعل منها الرقم الصعب في معادلة الجنوب.

لكن ما يتهدد حضرموت اليوم ليس من داخلها فقط، بل من مشاريع وهمية تُغذى من خارجها، يسعى أصحابها إلى تفتيت النسيج الاجتماعي الحضرمي والجنوب عمومًا. فهناك من يريد لحضرموت أن تكون مجرد كيان مفصول عن قضيته الجنوبية، منفصل عن عمقه الطبيعي، وهذا بحد ذاته مشروع عبثي لا يخدم سوى أجندات إقليمية وشخصية.

حضرموت ضمن الجغرافيا الجنوبية... لا خارجها

إن أي محاولة لتصوير حضرموت كإقليم مستقل عن الجنوب، أو دفعها نحو خيارات خارج السياق الجنوبي، هو محاولة بائسة لزرع الانقسام داخل الجسد الواحد. حضرموت كانت وستظل جزءًا أصيلًا من الجنوب، ولها الدور الأهم في استعادة الدولة الجنوبية بصيغتها الجديدة العادلة، التي تُنهي التهميش وتؤسس لشراكة حقيقية لا تُقصي أحدًا.

أبناء حضرموت يدركون تمامًا أن مشاريع التشظي لن تُفضي إلى كيان مستقر أو معترف به دوليًا، بل إلى مزيد من الأزمات والانقسامات. لذلك، فالحكمة تقتضي أن تتوحد الكلمة وتُبنى المواقف على قاعدة الشراكة الجنوبية، لا على أوهام الانفصال داخل الانفصال.

من يغذي الانقسام؟

ما يدور اليوم في حضرموت من محاولات لفرض مشاريع سياسية ضيقة، لا يعبر عن الأغلبية، بل هو نتاج تدخل مباشر وغير مباشر من بقايا الجبهة الوطنية من أبناء الشمال، الذين كانوا سببًا رئيسيًا في تفتيت الجنوب وشعبه سابقًا، ويواصلون اليوم ذات النهج عبر دعمهم لمكونات صغيرة هدفها التشويش على مطالب حضرموت الحقيقية.

هؤلاء لا يريدون لحضرموت أن تتوحد، لأن توحدها يعني فشل مشاريعهم. وهم يعلمون أن حضرموت إذا ما توحدت ضمن الجنوب، فإن ميزان القوى سيتغير، وصوت الحق سيعلو. لذا، فإن دعمهم لمشاريع التشظي ما هو إلا استمرار لسياساتهم القديمة، التي زرعت الفُرقة وأخّرت الجنوب عن نيل حقوقه.

مسؤولية اللحظة الحضرمية

إن التاريخ لا يرحم، ومن يفرّط اليوم في وحدة الموقف الحضرمي الجنوبي سيجد نفسه على الهامش غدًا. حضرموت بحاجة إلى حامل سياسي جامع، لا إلى مكونات ممولة من قوى لا تريد للجنوب إلا الفوضى والانقسام. المجتمع الدولي لا يتعامل مع كيانات مشظاة ومتصارعة، بل مع كتل سياسية موحدة وذات رؤية واضحة.

وعليه، فإن أبناء حضرموت وفي هذه اللحظة التاريخية الحساسة مطالبون بلملمة صفوفهم، وتجاوز خلافاتهم، والوقوف صفًا واحدًا ضمن الجنوب، ليس كمجرد تابع، بل كشريك أصيل في صياغة مستقبل الدولة الجنوبية القادمة، الدولة التي لن تقوم إلا بالعدل والتوازن والشراكة.

لقد كنا دولة جنوبية ذات سيادة قبل أن تُجهض أحلامنا باسم الوحدة المفروضة، واليوم أمامنا فرصة تاريخية لإعادة بناء هذه الدولة، لكن على أسس جديدة، تحترم كل المكونات، وتُعلي من شأن حضرموت كمفتاح رئيسي لأي مشروع وطني جنوبي.

فلنحذر من المشاريع التي تُراد لنا، ولنعد حساباتنا بصدق، فالوضع لم يعد يحتمل مزيدًا من التشتت. الجنوب ينزف، وحضرموت في صراع الهوية، وإذا لم نتدارك الأمر، فإننا جميعًا سندفع الثمن.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

القرار الرئاسي رقم (11) يدخل حيز التنفيذ... وهذه أول محافظة تبدأ التطبيق!"

نيوز لاين | 466 قراءة 

قرارات حوثية بعد محرقة العرقوب !

نيوز لاين | 411 قراءة 

هبوط 9 طائرات كويتية اضطراريا في العراق

العين الثالثة | 283 قراءة 

تعميم للمسافرين اليمنيين المتجهين إلى السعودية

يمن فويس | 241 قراءة 

توتر عسكري في باب المندب.. "درع الوطن" و"العمالقة" يتسابقان على السيطرة

مندب برس | 240 قراءة 

هاني بن بريك” يخرج عن صمته ويفاجئ الوزير الزنداني برد حاسم

نيوز لاين | 224 قراءة 

سياح عراة في منطقة الأهرامات والسلطات المصرية تقبض عليهم

الوطن العدنية | 221 قراءة 

حادث جديد في العرقوب وسقوط جرحى

كريتر سكاي | 189 قراءة 

موقف نبيل من رجل أمن سعودي مع معتمر يمني يلقى إشادة واسعة وتفاعلاً رسميًا

نيوز لاين | 184 قراءة 

المجلس الانتقالي الجنوبي يؤكّد استعداده للقيام بدوره في تحقيق تسوية سياسية مستدامة وعادلة

عدن تايم | 182 قراءة