قراءة أولية في المجموعة القصصية أغنية لأمي وثلاث حكايات للعابرين
للقاص المبدع حامد الفقيه والتي انقسمت كما في الفهرسة إلى ثلاثة أقسام
القسم الأول: يحتوي على سبع قصص قصيرة هي: (ثلاث وجوة للصفيح، رائحة البن، ألواح القدر، عرس السماء، ظهر تيشخوف، حلوى الشعوبية، كريسماس هجري).
والقسم الثاني: يحتوي على سبع قصص قصيرة وهي: (نصف تحليقة، عرض مسرحي محموم، انفجار، مقهى الحياة، لعب طردي، لعبة الملائكة، ذبابة داعشية).
والقسم الثالث: يحتوي على خمس قصص قصيرة وهي: (قيامة، شاطىء الشمس، امراءة الفصول، تلويحة لذاكرة الغروب، الشاقي ٣٦٦٠)
وهكذا.. يكون اجمالي هذه قصص المجموعة هي 19 قصة قصيرة.
سأتكلم عن القصص في القسم الأول فقط، وسأترك بقية القصص في القسميين الثاني والثالث لوقت آخر.
في القصة الأولى ثلاثة وجوة للصفيح يتحدث القاص المبدع حامد الفقيه، عن وجع الفقراء من جامعي العلب البلاستيكية والذين لا يجدون قوت يومهم وعن بطل القصة سعيد الذي هو مثل وطنه ليس له من اسمه نصيب. والذي رغم جوعه وفقره يصاب بمرض الإيدز وكأن الجوع والفقر لا يكفيان ليزيد فوقهما فقدان المناعة المكتسبة الإيدز.
وهذه القصة قصة مأساوية وحزينة تسلط الضوء على فئة اجتماعية مهمشة نلتقي بها يوميًا ولكن لا نلقي بها بالًا.
أما في القصة الثانية رائحة البن من المجموعة القصصية (أغنية لأمي وثلاث حكايات للعابرين)، يتحدث القاص عن الأوضاع الاقتصادية التي أدت إلى قيام ثورة ١١ فبراير، وعن بطل القصة الذي لم يستطيع شراء قصعة حليب لأخيه الصغير، وكيف اشتغل حطابًا رغم شهادتة الجامعية، ومع ذالك يستطع بيع ما احتطبه لينظم في الأخير إلى الثورة ويقدم روحه فداءًا لليمن ولرائحة البن.
فهذه القصة تكاد تكون قراءة اجتماعية واقتصادية للواقع اليمني قبل فبراير ٢٠١١.
أما في القصة (ألواح القدر) يتحدث القاص حامد الفقيه عن مدينة عدن ثغر اليمن الباسم وعن حبه وعشقه لها ولشوارعها وشواطيها، وكيف تخلت هذه المدينة الجميلة عنه ولم تبادله الوفاء بالوفاء والحب بالحب.
ففي هذة القص تكثر المناجاة والشاعرية على عناصر القصة التقليدية من زمان ومكان وشخوص وأحداث..
وفي القصة الرابعة (عرس السماء) تتحدث القصة عن موت أطفال الفقراء وهم لايجدون قيمة حق المعاينة، بينما الأغنياء يدفعون بالدولار لترقيع بكارات بناتهم.
وكيف تحولت مهنة الطب إلى تجارة ويتحول الأطباء إلى شياطين وليس ملائكة الرحمة.
إن القاص يحاول تأجيج الحقد الطبقي على هولاء الأغنياء الذين كانوا ومازالوا السبب في الانحلال الأخلاقي والسياسي..
أما في القصة الخامسة (ظهر تشيخوف)، يتكىء القاص في هذه القصة على أشهر قصة قصيرة في الأدب العالمي وهي للأديب الروسي الكبير تيشخوف، والتي تقول منذ أربعين سنة عندما كنت في الخامسة عشرة عثرت على ورقة نقدية مالية من فئة عشرة روبلات ومنذ ذالك اليوم لم أرفع وجهي عن الأرض أبدًا، واستطيع أن أعد حصيلة حياتي كما يفعل أصحاب الملايين فأجدها ٢٦٠ دبوسًا، ٥٠ زر لقميص، ٣٠٠ غطاء مشروب الويسكي، وظهر منحني وحياة بائسة.
وهذه القصة تدل على التأثير والتأثر بالأدب العالمي وخاصة الأدب الروسي وتأثر القاص بمدرسة الواقعية الاشتراكية، على ما أعتقد.
اما في القصة السادسة (حلوى الشعوبية) يتحدث القاص حامد الفقيه عن تجار الدين الذين يوزعون صكوك الغفران لمن يريدون، كحال خطيب الجمعة، وعن رضاء بطلة القصة التي تاكل من عرق جبينها وكيف تناقش هذه القصة أمور غيبية، مثل من سيدخل الجنة ومن سيدخل النار وكيف يقوم بعض أفراد هذه الجماعات بإشغال وعي المجتمع بقضايا لا تهمه.. بإسم الدين.
أما في القصة السابعة والأخيرة (كريسماس اسلامي)، يتحدث القاص عن الإرهاب عند بعض الجماعات الدينية المتطرفة والتي تحرم كل شيء حتى موسيقى الماء والعصافير ولكنها تحلل قتل النفس التي حرمها الله، وكأن القاص يقول لنا هنا لا للرهاب لا للتطرف لا للمغالاة في الدين.
وإن الأرهاب لا دين له، فكما هو موجود في الدين الإسلامي فهو موجود في الدين اليهودي والدين المسيحي وأن كان بصور مختلفة.
وفي الأخير أريد أن أنوه إلى اللغة الشعرية الجميلة والانسيابية في هذة المجموعة القصصية والتي هي بحاجة إلى دراسة أكاديمية عميقة تتناول جميع جميع جوانبها وليس قراءة سريعة ومستعجلة كهذه القراءة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news