حضرموت ما بين إنتاج صيغة توافقية متزنة أو الانزلاق نحو انقسام خطير

     
عدن تايم             عدد المشاهدات : 144 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
حضرموت ما بين إنتاج صيغة توافقية متزنة أو الانزلاق نحو انقسام خطير

تعيش حضرموت لحظة فرز تاريخية بين مشروع فدرالي ضمن الدولة الجنوبية الذي يتبناه المجلس الانتقالي الجنوبي وتحمله أطياف حضرمية واسعة، وبين مشروع إقليم فدرالي ضمن الدولة اليمنية الاتحادية الذي تتبناه نخب الأحزاب اليمنية التقليدية وشخصيات اجتماعية وبعضها تحت شعارات حكم "غير واضحة" مثل الطرح الذي يقدمه الشيخ بن حبريش.

إما أن تنجح الأطراف الحضرمية في إنتاج صيغة توافقية متزنة تنطلق من قاعدة شراكة حقيقية ومصالح جامعة، أو تنزلق نحو انقسام خطير يعصف باستقرارها السياسي وأمنها المحلي وفرصها الاقتصادية والتنموية ويجعلها ساحة لعبث الإقليم والجماعات المتطرفة.

تمتلك حضرموت مؤسسة أمنية فاعلة تمثلها قوات النخبة الحضرمية، ويفترض أن يكون ذلك أكبر استحقاق يجب تعزيزه وحمايته وترسيخه، باعتباره ضمانة لبنية الدولة وسيادتها. كما تحتضن حضرموت مكونات سياسية واجتماعية متعددة نجحت في تجسير جزء من الفجوة، ويجب البناء على هذا التوافق وتحويله إلى مشروع عمل موحد.

لا يغيب عن الذاكرة ذلك المشهد القاسي حين تخلت السلطات اليمنية عن مدينة المكلا وسلمتها لتنظيم القاعدة، ولن يُمحى من الوعي أن وادي حضرموت ما يزال ساحة مفتوحة لعناصر المنطقة العسكرية الأولى، وبعض الفارين من عناصر التنظيمات الإرهابية. ولا تزال كبرى شبكات تهريب السلاح إلى الحوثيين تمر عبر طرق الوادي، وسط صمت مريب وتجاهل ممنهج.

حماية حضرموت ليست شعارا مؤقتا، بل مسؤولية وطنية تستدعي وعيا جمعيا ومبادئ واضحة لا تقبل التأويل، بعيدا عن التبعية أو الشعارات الرمادية. يجب أن تُحسم الخيارات: إما ضمن مشروع الدولة الجنوبية المستقلة، أو الدولة اليمنية المركزية، أو حتى ضمن أي شكل آخر يتم تحديده بوضوح.

هذا القرار المصيري لا يحدده فصيل سياسي بعينه، ولا شيخ قبلي أو تحالف حزبي، ولا حتى المجلس الانتقالي بمفرده، بل تحدده الإرادة الجمعية الحضرميّة بكل أطيافها المجتمعية والوطنية. لذا فدعوة البحسني لتشكيل حامل سياسي يمثل أطياف حضرموت، هو وسيلة جيدة نحو هذا المسار.

النظر إلى واقع حضرموت اليوم، وسط تصاعد خطاب الاصطفاف الأعمى والتخوين المتبادل، يكشف عن أزمة عميقة في فهم التحولات التاريخية، ويعكس غيابا مؤسفا لقراءة الواقع الإقليمي والدولي المتغير، وما يحمله من فرص وتحولات ومخاطر. كما أنه يضر بعدالة قضية شعب الجنوب والاصطفاف الكبير الذي يجمع الجنوبيون حول مستقبلهم الوطني.

وفي كل هذا يجب ان تغلب لغة الحوار والاحترام المتبادل في الطرح والنقاش وتجنب الانجرار لمساعي الأعداء وتحويل اهتمامات الجمهور من مواجهة التحديات الحقيقية التي تواجه الجنوب إلى الخوض في انقسام مجتمعي عميق.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

خالد سلمان يكشف عن زلزال عسكري قادم نحو تعز والبيضاء.. وساعات لحسم مصير محور الجبولي

نافذة اليمن | 825 قراءة 

اليمن مات. وهذا ما سيحلّ مكانه!

الوطن العدنية | 745 قراءة 

اول ضربة جوية على قوات الانتقالي بوادي حضرموت (تفاصيل)

مراقبون برس | 584 قراءة 

إعلان رسمي: أول مدينة في اليمن تحظر السلاح وتتوعد المخالفين بالعقوبات

نيوز لاين | 572 قراءة 

منفذ الوديعة يفرض شرطاً جديداً على المغتربين اليمنيين

المشهد اليمني | 426 قراءة 

هل اكتشفت الرياض أن قوات الدرع التي بنتها غير جاهزة للمواجهة؟

الوطن العدنية | 418 قراءة 

حسين الجسمي يستفز الشعب اليمني.. اكتشف القصة

المشهد اليمني | 415 قراءة 

شرطاً جديداً يفرضه منفذ الوديعة على المغتربين اليمنيين

يمن فويس | 405 قراءة 

باسندوة: أتمنى الموت قبل أن أرى تقسيم اليمن

قناة المهرية | 367 قراءة 

تمنى الموت.. رئيس الوزراء الاسبق باسندوة يعلن موقفه من الانفصال في اليمن

كريتر سكاي | 276 قراءة