حضرموت ما بين إنتاج صيغة توافقية متزنة أو الانزلاق نحو انقسام خطير

     
عدن تايم             عدد المشاهدات : 119 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
حضرموت ما بين إنتاج صيغة توافقية متزنة أو الانزلاق نحو انقسام خطير

تعيش حضرموت لحظة فرز تاريخية بين مشروع فدرالي ضمن الدولة الجنوبية الذي يتبناه المجلس الانتقالي الجنوبي وتحمله أطياف حضرمية واسعة، وبين مشروع إقليم فدرالي ضمن الدولة اليمنية الاتحادية الذي تتبناه نخب الأحزاب اليمنية التقليدية وشخصيات اجتماعية وبعضها تحت شعارات حكم "غير واضحة" مثل الطرح الذي يقدمه الشيخ بن حبريش.

إما أن تنجح الأطراف الحضرمية في إنتاج صيغة توافقية متزنة تنطلق من قاعدة شراكة حقيقية ومصالح جامعة، أو تنزلق نحو انقسام خطير يعصف باستقرارها السياسي وأمنها المحلي وفرصها الاقتصادية والتنموية ويجعلها ساحة لعبث الإقليم والجماعات المتطرفة.

تمتلك حضرموت مؤسسة أمنية فاعلة تمثلها قوات النخبة الحضرمية، ويفترض أن يكون ذلك أكبر استحقاق يجب تعزيزه وحمايته وترسيخه، باعتباره ضمانة لبنية الدولة وسيادتها. كما تحتضن حضرموت مكونات سياسية واجتماعية متعددة نجحت في تجسير جزء من الفجوة، ويجب البناء على هذا التوافق وتحويله إلى مشروع عمل موحد.

لا يغيب عن الذاكرة ذلك المشهد القاسي حين تخلت السلطات اليمنية عن مدينة المكلا وسلمتها لتنظيم القاعدة، ولن يُمحى من الوعي أن وادي حضرموت ما يزال ساحة مفتوحة لعناصر المنطقة العسكرية الأولى، وبعض الفارين من عناصر التنظيمات الإرهابية. ولا تزال كبرى شبكات تهريب السلاح إلى الحوثيين تمر عبر طرق الوادي، وسط صمت مريب وتجاهل ممنهج.

حماية حضرموت ليست شعارا مؤقتا، بل مسؤولية وطنية تستدعي وعيا جمعيا ومبادئ واضحة لا تقبل التأويل، بعيدا عن التبعية أو الشعارات الرمادية. يجب أن تُحسم الخيارات: إما ضمن مشروع الدولة الجنوبية المستقلة، أو الدولة اليمنية المركزية، أو حتى ضمن أي شكل آخر يتم تحديده بوضوح.

هذا القرار المصيري لا يحدده فصيل سياسي بعينه، ولا شيخ قبلي أو تحالف حزبي، ولا حتى المجلس الانتقالي بمفرده، بل تحدده الإرادة الجمعية الحضرميّة بكل أطيافها المجتمعية والوطنية. لذا فدعوة البحسني لتشكيل حامل سياسي يمثل أطياف حضرموت، هو وسيلة جيدة نحو هذا المسار.

النظر إلى واقع حضرموت اليوم، وسط تصاعد خطاب الاصطفاف الأعمى والتخوين المتبادل، يكشف عن أزمة عميقة في فهم التحولات التاريخية، ويعكس غيابا مؤسفا لقراءة الواقع الإقليمي والدولي المتغير، وما يحمله من فرص وتحولات ومخاطر. كما أنه يضر بعدالة قضية شعب الجنوب والاصطفاف الكبير الذي يجمع الجنوبيون حول مستقبلهم الوطني.

وفي كل هذا يجب ان تغلب لغة الحوار والاحترام المتبادل في الطرح والنقاش وتجنب الانجرار لمساعي الأعداء وتحويل اهتمامات الجمهور من مواجهة التحديات الحقيقية التي تواجه الجنوب إلى الخوض في انقسام مجتمعي عميق.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

عاجل : القبض على قيادي حـ.ـوثي في العاصمة عدن

صوت العاصمة | 811 قراءة 

مجلس القضاء الأعلى يقر تعيينات جديدة في مكتب النائب العام والمحاكم والنيابات بعدن وحضرموت ولحج (الأسماء)

حشد نت | 644 قراءة 

القوات الجنوبية توجه صفعات متتالية لصنعاء .. القبض على ثالث قيادي حـ.وثي

كريتر سكاي | 618 قراءة 

تفجع المغتربين وتحرق قلوبهم...نهاية مؤلمة لمقيم بالسعودية

جهينة يمن | 596 قراءة 

كيف كانت نهاية علي عبدالله صالح وكيف ظهر نجله في المعارك الأخيرة.. أسرار وثائق تُكشف لأول مرة!

المشهد اليمني | 492 قراءة 

رئيس مجلس القيادة يشيد بدور المقاومة الوطنية بقيادة طارق صالح في مواجهة المشروع الحوثي

حشد نت | 442 قراءة 

تعرف على أسماء أوائل الجمهورية

كريتر سكاي | 424 قراءة 

مطار دمشق أم مطار عدن؟

عدن حرة | 422 قراءة 

وثائق وتقارير استخباراتية تكشف عن مفاجآت مدوية للقيادي الحوثي "الزايدي"

يمن فويس | 391 قراءة 

حزب الإصلاح في تعز يخرج عن صمته ويوجه رسالة نارية إلى مجلس القيادة والحكومة

المشهد اليمني | 381 قراءة