مع تصاعد وتيرة الضربات الأمريكية التي استهدفت مواقع استراتيجية للحوثيين، باتت شبكات تهريب السلاح التي يعتمد عليها الحوثيون، وعلى رأسها القيادي محمد أحمد الطالبي، في حالة ارتباك وغارقة في حسابات "التعويض" ومحاولات سد الفجوة في ترسانة الجماعة المتضررة.
الطالبي، المعروف بلقب "أبو جعفر"، يشغل منصب مدير المشتريات في وزارة الدفاع التابعة للحوثيين، ويُعد العقل المدبر لعمليات تهريب الأسلحة الإيرانية للمليشيات. وهو من مواليد 1983 في ضحيان، صعدة، ويحمل رتبة "لواء" رغم عدم امتلاكه خلفية عسكرية معروفة.
لعب الطالبي دوراً بارزاً في تحديث ترسانة الحوثيين بأنواع متعددة من الأسلحة، بدءاً من مناظير القنص الدقيقة، والقذائف المتطورة، وصولاً إلى منظومات دفاع جوي ورادارات. ويواصل حالياً التنسيق لتعويض الخسائر الكبيرة التي تكبدتها المليشيات في مخازنها جراء الضربات الجوية.
وبحسب مصادر أمنية، يشرف الطالبي على شبكة معقدة تربط بين وزارتي الدفاع والداخلية الحوثية، وتضم شخصيات بارزة مثل صالح مسفر الشاعر، شقيقه عبدالله، إسماعيل المؤيد، عبدالملك الدرة، هادي الكحلاني، وعدنان قاسم قفلة. ويعتمد على شركات وهمية مثل "الوادي الكبير" للخدمات اللوجستية وشركات أخرى مسجلة في دولة إقليمية داعمة.
ويعد العميد عادل المؤيد الذراع اليمنى للطالبي والمنسق الأعلى لعمليات التهريب خارج البلاد، بينما يتولى الطالبي نفسه مهام النقل البري داخل اليمن عبر شبكات شحن إلى مخازن سرية. أما التهريب البحري، فترتبط به قيادات حوثية مثل أحمد حلص (البحر الأحمر)، وعبدالله محروس (خليج عدن)، وإبراهيم حلوان وعلي حلحلي (خليج عمان) تحت إشراف أكرم الجيلاني.
وفي مايو 2020، تم ضبط مركب يحمل أسلحة قادمة من إيران بإشراف مباشر من الطالبي، في أول ظهور علني لدوره الكبير ضمن عمليات التهريب.
ويقول تقرير خبراء الأمم المتحدة لعام 2024 إن الطالبي يقف وراء ترتيبات إرسال مقاتلين للتدريب في إيران، ويشرف على شبكة تهريب منظمة تشمل أفراداً وكيانات. كما أشار التقرير إلى تورطه في عمليات غسل أموال من خلال شركة "الرضوان" للصرافة في صنعاء، التي تعمل كواجهة لتمويل شراء الأسلحة وصرف رواتب لقطاعات حوثية عسكرية.
أدرجت الولايات المتحدة وبريطانيا اسم الطالبي على قوائم الإرهاب مطلع عام 2024، لكنه لا يزال يتحرك بنشاط كبير، مواصلاً مهمته في الحفاظ على خطوط الإمداد العسكري للجماعة، رغم الضربات المتكررة التي أضعفت قدراتها مؤخراً.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news