تعرضت لأكبر اختراق .. فرض التكتم إجراء حوثي يخالف الزمان والمكان
لم تعد تجدي إجراءات التكتم ومحاولات منع النشر والتداول للمعلومات، في زمن الفضاء المفتوح، والمكان المتخم بشتى أنواع الأجهزة المتطورة في مجال الاتصال والتواصل
.
ومع ذلك تحاول عصابة الحوثي الإيرانية المصنفة إرهابية باليمن، فرض إجراءات التكتم في مناطق سيطرتها بشأن حجم الخسائر البشرية والعسكرية والمادية التي تكبدتها جراء الغارات والضربات الأمريكية التي تتعرض لها منذ 13 مارس الماضي.
إجراءات نالت حظها من السخرية من قبل اليمنيين وغيرهم، الذين أكدوا أن العصابة بفعلها ذلك تؤكد حقيقة أنها قدمت من كهوف الزمن السحيق المشبع بالتخلف الفكري والعلمي وحتى الديني.
تكتم لا ينفي الحقيقة
ويرى مراقبون أن فرض عصابة الحوثي إجراءات التكتم بشأن الخسائر التي تكبّدتها جراء الضربات الجوية الأمريكية، لا يعني بالضرورة أن تلك الهجمات كانت بلا أثر. فالتكتم الحوثي المعتاد لا يلغي واقع أنها تعرضت لأضرار حقيقية، سواء على مستوى القيادات أو البنية العسكرية.
ورغم ما تمارسه العصابة من إجراءات تعتيم وقمع للحقائق في ظل التطور التكنولوجي في وسائل الاتصال، لم يجدِ نفعا، فقد ظهرت حقائق من أوساط العصابة تقر بسقوط عدد من القيادات في الضربات، التي وصفت بعضها بـ”الدقيقة والمؤثرة”.
وخلال الأيام القليلة الماضية تداولت ارقام خاصة حجم خساىر العصابة في صفوف قادتها ليتم الحديث عن مصرع ما بين 90و 128 قيادي بارز من الصفوف الثالثة الاولى، فيما تم تداول رقم 356 عنصرا حوثيا سقطوا في الغارات تتفاوت مكانتهم القيادية في حين تجاوز المصابين 632 مصابًا.
روايات أمريكية
على الجانب الآخر يواصل الامريكان الحديث بشكل مستمر بشأن حجم الخسائر التي لحقت بالحوثيين خلال الفترة الماضية، وجلها تؤكد بأنها خسائر كبيرة في صفوف القيادات، والقدرات العسكرية
لكن، عندما يصف الأمريكيون ضرباتهم بـ”الناجحة”، يجب التمييز بين النجاح التكتيكي والنجاح الاستراتيجي. فمثل هذه الجماعات لا تتأثر بعمليات قصف محدودة ما لم تكن هذه الهجمات مستمرة، ومتصلة زمنياً، وتستهدف بنية القيادة ومراكز القرار في الصفوف الأولى، وهو ما تابعه القوات الأمريكية.
هناك نقطتان يجب التوقف عندهما عند تقييم أثر الهجمات الأمريكية:
وأمام كل ذلك لم تعد إجراءات التكتم مجدية وقادرة على
احتواء المعلومة، و لا يمكنها إخفاء حقيقة أن الضربات الأمريكية كانت عنيفة وقوية. فالعقل والمنطق يقولان إن قصفاً بهذا الحجم لا يمرّ دون خسائر حقيقية.
إجراءات قمعية
وفي هذا الصدد وعلى وقع السخرية من إجراءات التكتم، الفاشلة، عمدت العصابة على استخدام طريقة أخرى تجيدها ببراعة تتمثل بشن حملات اعتقالات قمعية في أوساط المدنيين بجميع مناطق سيطرتها.
وتعتقد العصابة أنها بتلك العمليات القمعية أنها تستطيع السيطرة على مكنون السكان خاصة من تيار صنعاء المتعال في صفوفها والرافضة لفكرها الإيراني.
وتؤكد المعلومات أن حملات الاعتقالات شملت بشكل واسع محافظة صعدة معقلها الرئيسي ما يؤكد وجود اختراق واسع في هيكلها التنظيمي والتقاليد.
ومع توسع العمليات الأمريكية لتطال اجتماعات وتحركات قادة العصابة، دفع الأخيرة إلى اتخاذ اسلوب والتصفية لبعض عناصرها كما حدث مع العميد يحيى المؤيد، ناطقها العسكري السابق
اللواء عبدالله الجفري اللذان تم تثبيتها.
أخيرًا.. يجب الإشارة إلى أن الإجراءات التي تتخذها واشنطن ضد ذراع إيران الأخيرة في المنطقة، من عقوبات وتصنيف على قوائم الارهاب، وحظر قادتها على مواقع التواصل، ومنع تدفق السلاح والمال اليها، ومنع المشتقات النفطية عنها، وفرض عزلة دولية عليها، إلى جانب العمل العسكري، زلزل كيان العصابة وقادها في اقل من شهر إلى حافة الانهيار والزوال، في انتظار الضربة القاضية عقب مفاوضات مسقط النووية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news