أثارت حادثة الاعتداء التي تعرض لها مدير عام شرطة السير في مدينة عدن، العميد عدنان القلعة ومرافقيه يوم الخميس من قبل أفراد تابعين لقوات الأمن الخاصة في منطقة العريش جدلاً واسعاً على المستويين الأمني والمجتمعي.
ووصفت شرطة السير في بيان ما تعرض له مديرها بـ"الاعتداء السافر"، إلى جانب كونه اعتداءً على الدولة والنظام والقانون، داعية القيادات الأمنية والمجتمعية إلى الوقوف بحزم لإعادة الاعتبار له.
وأكدت أن ما جرى يُعد مساسًا بمكتسبات الدولة وبمبدأ سيادة القانون، مشيرة إلى أن مدير شرطة السير يمثل مؤسسة رسمية تخدم المواطنين وتعمل على حفظ النظام، داعية محافظ عدن إلى الوقوف الجاد في هذه القضية ورد الاعتبار لمديرها ومرافقيه.
وفي المقابل، نفت قيادة قوات الأمن الخاصة بشكل قاطع صحة الاتهامات الموجهة إليها، موضحة أن الحادثة لم تتعدَ كونها إجراءً روتينيًا عند نقطة تفتيش في العريش، "حيث تم إيقاف السيارة التي تقل العميد القلعة بهدف التحقق من هوية مرافقيه، وبعد التعرف عليه تم السماح له بمواصلة طريقه مباشرة"، نافية أن يكون قد تم احتجازه أو اقتياده إلى المعسكر.
وقالت في بيان رسمي: "ما يتم تداوله في بعض وسائل التواصل الاجتماعي لا أساس له من الصحة، ويهدف لبث الفتنة والإساءة للأجهزة الأمنية في عدن"، مؤكدة التزامها الكامل بالنظام والقانون، ومطالبة بعدم الانجرار خلف الشائعات التي تهدف إلى النيل من الأجهزة الأمنية "الجنوبية".
ومع التفاعل الشعبي والإعلامي مع الحادثة، سارعت إدارة أمن عدن إلى إصدار بيان رسمي أكدت فيه اهتمامها البالغ بما جرى، معلنة تشكيل لجنة تحقيق عاجلة مكونة من عدد من القيادات الأمنية والعسكرية، على أن ترفع تقريرًا مفصلًا خلال 24 ساعة من بدء مهامها يوم الجمعة 11 أبريل/نيسان الجاري.
وأوضحت أن ما حدث لا يعكس أخلاقيات ومبادئ المؤسسة الأمنية، مؤكدة أن "أي تجاوز سيتم التعامل معه وفقًا للقانون"، داعية وسائل الإعلام والمواطنين إلى تحري الدقة والاعتماد على البيانات الرسمية.
وفي تصريح منسوب له، أوضح مدير شرطة السير في عدن العميد عدنان القلعة أن أفراد من شرطة المرور تواصلوا معه وابلغوه أنه تم احتجازهم في نقطة أمنية تابعة لقوات الأمن الخاصة.
وأضاف أنه وعلى إثر ذلك تحرك إلى الموقع برفقة مرافقيه، وعند وصولهم، فوجئ بهجوم من قبل ستة أطقم أمنية تابعة لقوات الأمن الخاصة، حيث انتشر الجنود في المكان وتم اعتراضهم.
وتابع: "قمنا بالتعريف بأنفسنا كضباط من شرطة المرور، إلا أنه تم مصادرة مركبتنا الرسمية وصعد الجنود عليها، كما قاموا بأخذ هواتفنا الشخصية، وتعرض كل من رئيس عمليات المرور، ونائب مدير العمليات، وسائقي الخاص، ومسؤول منطقة كريتر، للاعتداء بالضرب باستخدام أعقاب البنادق. كما تم فتح أمان الأسلحة وشحن بعضها نحونا في تصرف مقلق وخطير".
وأفاد أنه بعد ذلك تم اقتيادهم بشكل غير قانوني واحتجازهم في غرفة تابعة للنقطة لمدة قاربت الربع ساعة، قبل أن يتمكنوا من التواصل مع قائد قوات الأمن الخاصة العميد فضل باعش وشرح له تفاصيل الحادثة، وقدّم اعتذاره، موضحًا أن الجنود ظنوا أنهم تبع شرطة خور مكسر، حيث حدثت حادثة سابقة اعتدت فيها شرطة خور مكسر على عناصر من قواته.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news