اتهم الدكتور أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، القوات المسلحة السودانية بشن "حملة تضليل وكذب ممنهجة" ضد بلاده، معتبراً أن تلك الاتهامات تهدف إلى التغطية على الإخفاقات الداخلية ومحاولة التهرب من المسؤوليات، والتي قال إنها كانت من الأسباب المباشرة لاشتعال الحرب في السودان.
وفي مقال رأي نشره، أكد قرقاش أن الإمارات لطالما دفعت باتجاه حل سياسي شامل ينقذ السودان من دوامة العنف والدمار، انطلاقاً من "العلاقات التاريخية" التي تربط البلدين.
وأوضح أن الشكوى المقدمة من الحكومة السودانية ضد الإمارات أمام محكمة العدل الدولية تفتقر إلى الأسس القانونية والمنطق، واصفاً إياها بـ"محاولة دعائية" لن تعفي القيادة العسكرية السودانية من المسؤوليات القانونية والأخلاقية تجاه "الممارسات الإجرامية" التي تم توثيقها دولياً.
وقال قرقاش: "ما كنت لأتحدث بهذا الوضوح لولا الاستهداف المتكرر من قبل القوات المسلحة السودانية ومن يدعمها من جماعة الإخوان"، مضيفاً أن علاقة الإمارات مع السودان لطالما قامت على الاحترام والتعاون، وأن الجالية السودانية في الدولة تحظى بالتقدير والرعاية.
وتطرق قرقاش إلى خلفية الأزمة الحالية، مشيراً إلى أن الحرب والانقلاب على السلطة المدنية جاءا بعد مرحلة من التفاؤل الشعبي عقب سقوط نظام عمر البشير، إلا أن المسار انحرف مجدداً نحو العنف. وأكد أن الإمارات كانت حاضرة في كل المبادرات الدولية الرامية إلى وقف إطلاق النار، من محادثات جدة إلى اجتماعات المنامة وجنيف.
كما اتهم المسؤول الإماراتي الجيش السوداني بمحاولة استغلال المؤسسات الدولية للهروب من الضغوط المتزايدة، قائلاً إن "الادعاءات التي تنتقل من نيويورك إلى جنيف ثم لاهاي ليست سوى أدوات للتشويش وتضليل الرأي العام". واستشهد بتقارير أممية وأخرى إعلامية أمريكية، من بينها تقرير نُشر على شبكة "VOA" في يناير الماضي، وثقت ارتكاب القوات السودانية لانتهاكات واسعة بحق المدنيين، بما في ذلك استخدام أسلحة كيماوية.
وأكد قرقاش أن الإمارات تؤمن بمبدأ المساءلة القانونية تجاه الفظائع "أياً كان مرتكبها"، مشدداً على أن دعم بلاده للشعب السوداني لم يتوقف، وستواصل الإمارات أداء دورها الإنساني والدبلوماسي بعيداً عن "الاستعراضات الإعلامية"، على حد تعبيره.
وفي ختام مقاله، وجّه قرقاش رسالة مباشرة إلى القيادة السودانية قائلاً: "كفى استعراضات مصطنعة. آن الأوان للتركيز على وقف الحرب وحماية المدنيين. فالشعب السوداني يستحق قيادة تضع مصالحه فوق كل اعتبار".
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news