البنتاغون يكشف تدمـ.ـير مـ.ـقرات قيـ.ـادة وتحكّم وصنعاء تهـ.ـتز بغـ.ـارات القـ.ـنابل الارتجاجـ.ـية

قصفت الولايات المتحدة أكثر من 100 هدف في المناطق التي يسيطر عليها الانقلابيون الحوثيون منذ بدء حملتها الجوية الأخيرة ضد المتمردين المدعومين من إيران الشهر الماضي، وفق ما أعلن مسؤول في البنتاغون مساء الأربعاء.

وتوجّه القوات الأميركية على نحو شبه يومي ضربات للحوثيين منذ 15 مارس في محاولة لوضع حد للتهديد الذي يشكلونه على ملاحة السفن المدنية والعسكرية في البحر الأحمر وخليج عدن.

وقال المسؤول في وزارة الدفاع الأميركية ردا على سؤال حول عدد الضربات الأميركية منذ منتصف مارس إن "الولايات المتحدة قصفت أكثر من مئة هدف في مناطق يسيطر عليها الحوثيون في اليمن".

وذكر المسؤول مشترطا عدم كشف هويته: "لقد دمّرنا منشآت قيادة وتحكّم، ومنشآت لتصنيع الأسلحة، ومواقع متقدمة لتخزين الأسلحة".

وعلى الرغم من الضربات، يواصل الحوثيون الإعلان عن شن هجمات على سفن أميركية وإسرائيل.

وكان الطيران الأمريكي قد شن خلال الأيام القليلة الماضية سلسلة من الغارات الجوية المركزة مستخدمًا قنابل ارتجاجية مصممة خصيصًا لاختراق التحصينات، استهدفت هذه الضربات مواقع وتحصينات مليشيا الحوثي في المناطق التي تقع تحت سيطرتهم في اليمن. وتشير تقارير أولية إلى استهداف مواقع استراتيجية يعتقد أنها تضم مخابئ ومراكز قيادة محصنة تحت الأرض تابعة للميليشيا.

و يبدو أن الحملة الأمريكية ضد الحوثيين قد ازدادت حدة مؤخرًا مقارنة بالعمليات السابقة, بإستهداف الغارات مراكز القيادة والسيطرة، ومواقع تصنيع وتخزين الأسلحة، وأنظمة الدفاع الجوي، وأنظمة الرادار، ومواقع إطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار.

وتم نشر قاذفات شبح من طراز B-2، القادرة على حمل قنابل كبيرة خارقة للتحصينات، ويُزعم أنها استخدمت ضد منشآت الحوثيين تحت الأرض.

و ذكرت الولايات المتحدة أن هذه الإجراءات ضرورية لردع هجمات الحوثيين على السفن التجارية والبحرية في البحر الأحمر وخليج عدن، وحماية المصالح والأفراد الأمريكيين.

و تُعد القنابل والصواريخ الارتجاجية، وفقًا للمراجع العسكرية العالمية، أسلحة فريدة من نوعها ومخصصة لتدمير الملاجئ والمراكز المحصنة التي تقع على أعماق كبيرة تحت سطح الأرض. تتميز هذه الصواريخ بمدى يصل إلى حوالي 9 كيلومترات وطول يبلغ حوالي 7.5 أمتار، وتتوفر بأوزان متنوعة تبدأ من طن واحد، وتعتمد في توجيهها الدقيق على نظام التحكم بالليزر. يعود تاريخ تطوير هذا النوع من الأسلحة إلى تسعينيات القرن الماضي، وقد أثبتت فعاليتها في اختراق وتدمير التحصينات العميقة من الداخل.

و تتميز هذه الذخائر بقدرتها على إحداث انفجار هائل يصاحبه صوت شديد للغاية وهزة أرضية قوية يشعر بها السكان في المنطقة المستهدفة والمناطق المحيطة بها وحتى البعيدة نسبيًا. تعمل القنابل الارتجاجية عن طريق الاختراق العميق لطبقات الأرض لعشرات الأمتار قبل أن تنفجر في العمق، مما يولد موجات صدمية قوية تنتقل عبر التربة وتسبب اهتزازات محسوسة.

و تشير التقارير إلى أن القنبلة الارتجاجية يتم إلقاؤها من ارتفاعات شاهقة وبسرعة تقارب سرعة الصوت، مما يمكنها من اختراق سطح الأرض إلى عمق قد يصل إلى 30 مترًا قبل الانفجار. ينتج عن هذا الانفجار موجات صدمية واهتزازات قوية قادرة على تدمير المباني والأنفاق والجسور ذات السماكة الكبيرة، مولدة قوة تدميرية تعادل زلزالًا بقوة 3.6 درجة على مقياس ريختر، وقد تزيد هذه القوة تبعًا لحجم القنبلة وكمية المتفجرات بداخلها. وعادة ما يصل وزن هذه القنابل إلى 10 أطنان، وتتطلب طائرات خاصة قادرة على حملها.

و يُعرف هذا النوع من القنابل أيضًا بلقب "المطرقة" نظرًا لقدرته التدميرية الهائلة، حيث يمكن أن يحدث انفجارها حفرة بعرض يصل إلى 15 مترًا وعمق يتجاوز 10 أمتار، بالإضافة إلى التأثيرات الارتجاجية القاتلة التي تمتد لمسافات بعيدة. تثير هذه الغارات تساؤلات مهمة حول طبيعة الأهداف التي تم استهدافها بدقة ومدى تأثيرها المحتمل على القدرات العسكرية لجماعة الحوثي في ظل التصاعد المستمر في حدة الصراع في المنطقة.

وبدأ المتمردون استهداف سفن في البحر الأحمر وخليج عدن وكذلك الأراضي الإسرائيلية، بعد اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر 2023. وأوقفوا الهجمات بعد سريان الهدنة في القطاع في يناير.

وبدأت الولايات المتحدة بشن ضربات ضد الحوثيين في عهد الرئيس السابق جو بايدن، وفي الأسبوع الماضي تعهّد الرئيس دونالد ترامب بمواصلة الضربات إلى أن تتوقف هجمات المتمردين على السفن.