العرب
"بيت حمولة" هو مسلسل كويتي اجتماعي درامي عُرض خلال شهر رمضان 2025، من تأليف جميلة جمعة وإخراج سائد بشير الهواري، وبطولة نخبة من النجوم أبرزهم إلهام الفضالة، ليالي دهراب، شهد الياسين، وشيلاء سبت.
“بيت الحمولة” مصطلح يتداوله الخليجيون للتعبير عن البيت الكبير الذي يتكون من أسرة كثيرة العدد، وهي في العادة متكونة من الأم والأب والأبناء المتزوجين والأبناء غير المتزوجين.
تدور أحداث المسلسل حول عائلة كبيرة تعيش تحت سقف واحد، تتحكم فيها الأم الأرملة "جميلة" (الفضالة) التي تدير حياة أبنائها وزوجاتهم، مما يثير صراعات بين التقاليد والرغبات الشخصية، تحت شعار “الحب الخانق”.
يقدّم العمل صورة معاصرة للعائلة الكويتية، حيث تفرض “جميلة” هيمنتها على قرارات أبنائها، بدءا من تزويجهم القسري، مرورا بتدخلها في تفاصيل حياتهم الزوجية، ووصولا إلى الكشف عن أسرار ماض مليء بالخيانة والتنافس.
يعتمد المسلسل على الصراع بين الأجيال من تمسك الجيل القديم بالعادات مقابل سعي الشباب إلى الحرية. وقد استطاع العمل أن يبرز العلاقات المعقدة من خلافات الزوجات، خيانات الأبناء، وتحالفات غير متوقعة في خضم الصراعات التي لا تتوقف. ولا ننسى الكوميديا السوداء التي ساهمت في كسر حدة الدراما بمواقف طريفة، خاصة مع شخصية “وداد” (طيف).
وكغيره من الأعمال تعرض العمل لانتقادات إذ اتهمه النقاد بأنه نسخة باهتة من العمل الكلاسيكي “خالتي قماشة”، وبأنه فشل في تقديم أيّ جديد مختلف عنه، فيما أكد آخرون على تركيزه بشكل كبير على التفاصيل الثانوية على حساب العمق الدرامي وخاصة في الحلقات الأولى.
ولعل من أبرز الانتقادات التي وُجّهت لهذا العمل ظهور الفضالة كجدة دون تجميل مكياجي مما أوضح تناقضًا مع واقع عمرها (50 عامًا)، ورغم ذلك فهناك مَن أشاد بأداء مميز لإلهام الفضالة في تجسيد شخصية الأم المتسلطة ببراعة، وأداء ليالي دهراب التي أضافت لمسة كوميدية ممتعة، كما أُثنى على دور الإنتاج الفاخر من ديكورات المنزل، الملابس، والإكسسوارات والتي نجحت في نقل أجواء الرفاهية بواقعية.
فيما اعتبر آخرون أن المسلسل يحمل الكثير من النواحي الإيجابية، ومما أشادوا به في هذا العمل هو تعدد القضايا، إذ ناقش المسلسل الطلاق، الزواج القسري، التباعد العاطفي، والصراع على الميراث.
إذا "بيت حمولة" يلمس واقعًا موجودا في العديد من الأسر الخليجية (والعربية عمومًا)، وهو يؤكد على صراع السيطرة الأسرية في عصر يتّجه نحو الفردانية.
لقد استطاع هذا العمل أن يحقق 9 جوائز في مهرجان نجوم الفن والإعلام بالكويت، وأن يثير الجدل بين أوساطه، وينجح إلى حد كبير في تقديم دراما جماهيرية جذابة، لكنه في الوقت ذاته افتقر إلى الابتكار في السرد، والأهم من هذا وذاك أنه فتح نقاشًا حول حدود تدخل الأهل في حياة الأبناء، وهو ما يجعله جديرا بالمشاهدة، ولو للنقاش حوله.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news